Comming soon..!ا

بالمنطق

Comming soon..!!

صلاح عووضة

* نوع طريف من أنواع التجارة ــ أشرنا إليه من قبل ــ أعلنت عنه شركة أمريكية اسمها أوكسيا ..
* فقد صارت تتاجر في (الهواء!!) ..
* أو بالأحرى ، الأكسجين النقي ..
* فهي تبيع العلبة منه بـ (70) دولاراً ..
* ثم العلبة المعدنية هذه نفسها يمكن إعادة تعبئتها بـ (15) دولاراً بمثلما تُعبأ ولاعات السجائر الفارغة ..
* وعلب الهواء التي تبيعها شركة (أوكسيا) هذه تحتوي كل منها على (40) شهقة حسبما ذكرت صحيفة (نيويورك بوست) ..
* وهذه الشهقات الهوائية مخصصة للذين يعانون الإجهاد والتوتر وضغوط العمل..
* فهي تنعش الذين لم يعد (نفسهم) ــ كما نقول هنا في السودان ــ (طالع ونازل) بسهولة ..
* والسوداني إذا ما قال لك إن نفسه طالع ونازل فهو يعني أنه ما زال (حيّاً) رغم (ضغوطاتٍ) كفيلة بأن تجعل منه (مرحوماً) ..
* فهو مواطن صبور قياساً إلى نظيره الأمريكي ..
* وصبره هذا هو الذي أغرى الانقاذيين بابتداع ضروب من التجارة فيه يعجز (شيلوك) نفسه عن ابتداع مثلها ..
* فقد صاروا (يتاجرون!!) في هذا الصبر عبر مسميات لم يألفها السودانيون من قبل حتى خلال حقبة التركية السابقة ..
* فأضحوا ــ مثلاً ــ يدخلون بين المواطن و (نفاياته) ..
* وبين المواطن و(شارعه) الذي يسير عليه ..
* و بين المواطن و(حجِّه) لبيت الله الحرام ..
* وبين المواطن و(موقفه)الذي (يركن) فيه سيارته ..
* بل وحتى بين (بصلة!!) المواطن و(قشرتها!!) ..
* وأطبقوا على (جيب) المواطن و (نفسه) ..
* ثم نسوا أن يتاجروا في هذاالنفس (المكتوم) إلى أن نبهتهم إلى ذلك شركة أوكسيا الأمريكية ..
* نسوا أن (النفس ) هذا الذي يحمد السودانيون ربهم على أنه لا يزال (يطلع وينزل) يحتاج هو الآخر إلى عدادات دفع مقدم إسوة بالماء والكهرباء ..
* ولن يعدم الانقاذيون هؤلاء مسمًّى (إسلاموياً) ــ ظاهره الرحمة وفي باطنه العذاب ــ لتبرير إنشاء شركة لهذا الغرض ..
* فيمكن أن يكون أسم هذه الشركة مثلاً (الشافي للهواء الصافي) ..
* أو (تتنفسون وتحمدون) ..
* أو (الأرقم لبيع الهواء المعقم ) ..
* أو (الإسلامية للأنفاس الندية) ..
* و(ماينفعش) ــ عزيزي ــ المواطن أن ترفض خدمات مثل هذه الشركات بحجة أن نفسك (طالع ونازل) والحمد لله ..
* فـ (تجار!!) الإنقاذ يعلمون أن (حمدك لله) هذا على النفس الـ (الطالع ونازل) إنما يُعبَّر عن صبر عظيم على (ضغوطات) تواجهها ..
* وبما أنهم هم (الضاغطون!!) فإن ما (تُخفيه) هذه المقولة السودانية من معاناةٍ جراء (الضغوطات) لا (يخفى) عليهم ..
* ثم إن رفضك أو موافقتك سيّان عندهم ..
* فبمثلما فُرِض عليك الدفع المقدم في (سلعّتي) الماء والكهرباء سوف يُفرض عليك الآن في (سلعة!!) الهواء ..
* وسوف تدفع شئت أم أبيت ..
* ومقولة (نحمد الله على النفس الطالع ونازل) سوف تضحى ذات معنى (حِسيَّ) حين يرى السودانيون أنابيب الهواء النقي (طالعة ونازلة) داخل بيوتهم ..
* ثم حين يرون كمّامات هذا الهواء مُثبّتة على أنوفهم حال مغادرتهم البيوت ..
* وكل من لا تُشاهد كمّامته على أنفه سوف يُغرَّم بإيصال شبيهٍ بإيصال عدم ربط حزام الأمان المبتدع هذه الأيام ..
* فـ (سلامة!!) المواطن السوداني تهم الإنقاذ كثيراً بما أنه يمثل ــ بالنسبة لها ــ أفضل ــ وأسهل ــ (سلعةٍ!!) للتجارة ..
* ثم إنها سلعة (صبورة!!) ذات نفس طالع ونازل مهما أطبقت الإنقاذ على (زمارة رقبتها) ..
* وحكمة الله ؛ تُزمِّر رغم ذلك ..
* ولا تتذمَّر

الصحافة

تعليق واحد

  1. هناك شيىء لم تذكره بين سطورك ـ ياا ستاذ عووضة ـ وربما يخطر علىبال اصحاب اللحى !!!! وهو غرامة على كل مواطن لا (يربط ) ذقنا !!

  2. ابشرك يا عووضة امس فى قناة الجزيرة طلع لينا واحد من الجماعة الجبايتيين بتوع الانقاد يريد ان يبيع مياة النيل حتى لمستخدمها مباشرة …يعنى للناس الما وصلتهم الخدمة فى البيوت ويردو مياههم بالجرادل..والسبب كما يقول الحفاظ على المياة وعدم اهدارها لانة اى شى لا تدفع ثمنة تستسهل اهدارة..عجبى..

  3. اخي عووضة0 لم يتبقي شي ليس عليه جباية الا الاوكسجين وسوف يلتفت له منظروا الجبايات قريبا فكيف يستمتع المواطن بالهواء دون ان يدفع الرسوم للدولة وسوف تعقد السمنارات وورش العمل لدراسة كيفية التحصيل واستيراد عدادات الدفع المقدم وتحديد سقف للاستهلاك الشهري بالسعر العادي ومايتجاوز ذلك بالسعر التجاري ومن له سلطة الاعفاء من الرسوم ولابد من انشاء شركة للتحصيل تسمي شركة شهيق وزفيروكذلك انشاء صندوق لدعم الشرائح الضعيفة التي تاثرت بهذه القرارات0

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..