متى نمارس النقد؟

اذا أردت أن تجعل المانيا” أن يبغضك : فأذكر أمامه هتلر !! عندها سوف يكفهر وجهه لانه يعتبر “النازية” صفحة سوداء في تاريخه … و هنا يكمن الفرق بين العرب و الغرب .. هو أن الغرب عندما يكتب التاريخ يكتبه بحيادية متجردة غايتها الوصول الى حقيقة مطلقة من دون انحياز الي اي شئ سوى وجه الحقيقة.
و نتيجة الى المجازر التي ارتكبها “الفوهرر” و أقحامه المانيا في سلسلة حروب “كارثية” لم يلجأ المؤرخ الالماني الى الانحياز في نقد التاريخ الاسود الذي اقحم هتلر فيه المانيا و الذي أدى لهزميتها و لدمار برلين.
و لذلك لم يعوز المانيا اكثر من جيلين حتي تزيل تلك الصفحات الدموية واستعادةالدولة لسطوتها العلمية و المعرفية و الاقتصادية لتحطم جدار برلين و تحقق وحدتها ، لا وبل تصبح الثقل الاقتصادي الاول لمنظومة الاتحاد الاروبي…
هذا العمل لم يتم هكذا ، و لم تخلقه الصدفه ، و انما تم من خلال عزيمة واهداف وطنية هي التي وضعت قلب اروبا في عصب التكنلوجيا والبحث العلمي.

هكذا تبنى الأمم عن طريق دراسة التاريخ والتجرد امامه بموضوعية وليس بالتزييف و الانحياذ … و لم يحدث لأمة في التاريخ ان تقدمت ما لم تمارس النقد.
نحن نحتاج الى ممارسة النقد الموضوعي والذي لا ينحاز لشئ سوى الحقيقة … و ما لم نمارس هذا النوع من النقد فسوف نعمل على أعادة و تدوير نفس الأزمة التي نعاني منها
نحتاج الى صياغة اهداف وطنية قائمة على الوطن من أجل تحقيق وطن يسع الجميع
متى نتعلم ثقافة النقد المتجرد التي اصبحت الان ضروة ماسة … فالوطن يحتضر ما بين كيزان و معارضة مسلحة .. و أخرى تائهة ما بين الاثنين.

دلال الطيب
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. تاريخ السودان مزيف .. كتبه رحالة و ليس سودانين .. و لم يكتب بعين النقد و لكن كتب بفقه التبرير .. و جعل الهزائم انتصارات .. مع شوية نضال وطني مدعاه من اجل الاستقلال .. بالرغم من انو الاستعمار منحنا الاستقلال و لم نتزعه انتزاع … و السوال .. فلماذا نحتفل بالاستقلال

  2. اقتباس (هكذا تبنى الأمم عن طريق دراسة التاريخ والتجرد امامه بموضوعية وليس بالتزييف و الانحياذ … و لم يحدث لأمة في التاريخ ان تقدمت ما لم تمارس النقد.)))

    هنالك الكثير من المعلومات غائبة فى كتب التاريخ فى مناهج التعليم ؟ فهل هنالك حق لاى كان ان يغيب معلومة تاريخية بغرض تمرير وجهة نظر سياسية؟

    مشكلة السياسة في السودان انها عبثت في التاريخ و الدين و الجغرافيا

  3. يا دكتورة كلامك هذا اكد لي اننا لن تقوم لنا قائمة الى الابد وفعلا اذا اردت استفذاذ الاماني فاذكر امامه هتلر واذا اردت ازعاج السودانيين فاشتم امامهم الزبير باشا او اذكر قصة المك نمر او نقب في تاريخ الخليفة عبدالله التعايشي…..

    تزوير التاريخ لن يخدم الامة ولن يغير نوع الحقائق ولن يغسل الدم المسفوح على الاديم ولو كان ذلك بعد خمسمائة سنة. الشجاع هو من يعترف بأخطائه ولو كان الثمن قطع الرقاب والجبان من انكر الحقيقة وفضل العيش في جنة كاذبة……

    تاريخنا سئ للغاية والاسوأ اننا لا نملك الجرأة او المراجع الكافية لتصحيحة لذا سنظل نسبح مثل كوكب فقد مساره حتى يرتطم بكوكب آخر……

  4. كلام جيد نامل من جميع المثقفين واصاحب المعرفه؛ الكتابه والنقد البناءلمصلحةالبلد دون سواها

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..