(مونديال الفساد بالسودان)

الشعاع الساطع

عمر الطيب ابوروف

استمتعت كغيري من محبي كرة القدم بمونديال كاس العالم بروسيا .
واستطعت ان اقتطع بعضا من الوقت والمصروفات التي تمكنني من الجلوس في اندية المشاهدة لمتابعة المباريات الحاسمة .
وبلاشك ان كرواتيا وبلجيكا نالتا مني كل الاعجاب والرضي والتشجيع .
وكثيرا ماكسبت الرهان بهما حتي انني حلمت كغيري بان تتوج كرواتيا بالكاس .
بعدما ان حققت انتصارات كبيرة وممتعة وكانت رئيسة وزراء كرواتيا الساحرة نجمة فوق العادة واللاعب رقم 12 لكروتيا .
ولكن سرعان ماصدرت بعض فتاوي ومنشورات المتشددين الدينيين تحدثنا بكلام قد نفهم من خلاله حرمة تشجيع كرواتيا .
والتي وبحسب منشوراتهم قد تامرت علي البوسنة والهرسك بلاد المسلمين وعزت بوذوفيتش وان ذلك كان بقيادة الزعيم الصربي !!
سلفودات ملوذفيتس والذي قبض عليه بتهمة جرائم تتعلق الحرب والابادة الجماعية !!
ثم انه مات موتا طبيعيا قبل اكتمال المحاكمات في السجن ( موت الله الاحمر)!!.
ورغم ذلك مضينا تماما في تشجيع كرواتيا حتي مباراة الختام دون تردد او اهتمام بالمنشورات الدينية لان ناس (مولانات) غالبا مايكونوا خارج التغطية و( ما عارفين المطرة صابة علي وين ).
واذا سالناهم اين كانت فتاويهم الدينية وروسيا الشيوعية تمطر شباك السعودية ومصر بلارحمة فلاتجد اجابة !!
فالاولي ارض الحرمين الشرفين والثانية بازهرها الشريف وفرعونها وجميعهم لم يتمكنوا من حماية مرمي الايمان من ثمانية اهداف دون رد ودون (سرقات او تسلل) قطط سمان وكده .
وفلاديمير بوتن يبتسم ?!
واخيرا استطاع منتخب الديوك الفرنسي ان ينال الذهبية بمنتخبه المكون من نجوم افريقيا امثال بوغبا وامبابي وغيرهم .
ولم نحسدهم علي الكاس الذي احرزه من قبل زين الدين زيدان الجزائري الاصل وكم تمنيناه لكرواتيا والف مبروك للديوك.
اما نحن في السودان فبقدر استمتاعنا بمفاجآت المنديال الروسي !!
الا ان مونديال محاربة قطط الفساد بالسودان كان الاحري بالمتابعة .
ولاتزال فوضي القطط السمان تغطي مسامعنا ليل نهار !!
فكم هي المرات التي تخبرنا فيها الاخبار بالقبض علي قطة من النوع ابوكديس!!
مالك لبنك يسمي شيخ البنوك ومحصن بحصانات قانونبة ورئيس المجلس البروف يرفض رفع حصانته وتخرج الصحف انه طالب برفع حصانته بنفسه !!
عاشت الامانة وازدهرت النزاهة!!
ونحن في دهشتنا تلك يغادر ميسي وكرستيانو رونالدو ونيمار مسرح الجريمة لان (ابوجاغومة) يلتهم مبلغا خرافيا 130 مليون دولار!!
والعشرة دي من عندي انا زيادة لان المبلغ المعلن بالصحف الحكومية 120مليون دولار (بس) واذا الناس بتلغها حقيقة نحن مانزيد قيمتها في الكتابة!! واذا كان احدهم يضع تحت راسه 120 مليون دولار وليس جنيه فكم يكون في مخزنه البعيد ?!
ونحن حارسين امات طه في البلد دي !!والناس حارسه شنو?!
وطه وما ادراك ما طه قصة تصلح ان تدرس في علم الخيال !!
السؤال الملح البلد دي البختار فيها من يتقدمون الصفوف منو?!
وباي معيار والله دي سرقات لم تخطر ببال احد مطلقا منذ خلق البشرية !!
وكنها صادفت انقطاع الوحي ومسكين مسيلمة الكذاب الذي لم يحضر من اين تؤكل الكتف وكيف تستطيع الجمع بين السرقة واظهار التقوي والامانة والعفة والطهر في آن واحد ولايرمش لك جفن !!وانواع من القطط يضيق بها المجال
قطط ابو ريال وابو يورو وقطط من النوع ابو دولار !!
وبارقام فلكية!!وقطط اراضي وقطط وظائف !!
والشعب المقهور يئن من بين الفقر والجوع والمسغبة وصفوف الخبز والبنزين وارتفاع اسعار اللحوم والدواء والقطط السمان تعوس فسادا في الارض!! دون ان تجد الجزاء العاجل والامثل?!
وتحديات من هنا وهناك وحرب في العراء!!
تارة بكشف المستور وكل الامور!! واخري بالتحلل وارجاع بعض المسروق!! وخلال هذه الافعال نخرج نحن جميعا من مونديال محاربة الفساد بالسودان بالفرجة و بالاتي:-
* اولا الدولة غير قادرة لاستخدام سيف بتار يطال اعناق المفسدين عاجلا وفي الشارع العام نسبة لتداخل شبكات الفساد والافساد .
* ثانيا ان للقطط السمان مؤسسات حامية تماما تمنعها من ان تلاقي حسابها الاليم عاجلا لتشابك خيوط السرقات .
*ثالثا ان الخاسر في هذه المعركة وحده هو الشعب السوداني والذي اصبح بين المطرقة والسندانة !!
دافعا لثمن المضاربات في حرب غذرة تقودها اطراف النزاع المر بين الباطل والباطل !! والحق مهضوم
*رابعا ذهب السيد مبارك الفاضل نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الاستثمار بالقول وعلي المكشوف بان شركات ورجال المؤتمر الوطني من وراء الازمة والتي سماها بالسياسية وليست الاقتصادية في اول تعريف رسمي للازمة .
فتعرض لهجمة مسعورة من بعض الاقلام والتي صمتت يوم ان اطلق التهمة الرئيس ببورتسودان وقال لابد من محاربة القطط السمان اذن هذه الاقلام كانت تؤجل هجومها لضحية اخري عينك في الفيل تطعن في الضل!!
ونحن نقول لكل من يحارب الفساد بصدق وفي اي موقع اضرب بيد من حديد (دق القراف خلي الجمل يخاف)
*خامسا وهوشئ مؤسف حقا ان ظاهرة الحرب علي الفساد كشفت عن سرقات كبري يندي لها الجبين من اشخاص يحملون اسوأ علامات الشراهة في الكسب واعتقد جازما انه لم يجود الزمان بمثلهم علي مر التاريخ .
*سادسا وهو الادهي وامر ان الشعب السوداني هو الاخر قصر في نفسه بصورة قد تصلح ان تكون مضرب المثل لشعوب العالم من حيث التفريط والاستكانة .
*سابعا اعقبت عملية الحرب علي الفساد واستهداف القطط السمان ارتفاع بمعدل جنوني للسلع وندرة في الخبز مع انطلاق صاروخي للدولار مقابل الجنيه.
ان هذه الامور مجتمعة تنذر بخطر داهم ومعركة فاصلة لم تكتمل فصولها بعد !!
… وياوطن مادخلك شر …

[email][email protected][/email]