ما زالوا يئدون بناتهم

أسماء جمعة
كل يوم نصبح فيه تطالعنا الصحف باخبار محبطة وصادمة تعكس عمق الدمار والانكسار الذي يعيش فيه المجتمع السوداني بسبب الظروف التى تهيأت له وافقدته الامن والامان والاستقرار ، فالفقر وغياب الدولة الراعية جعلته يرتد الى جاهلية اسوأ من تلك التي طواها الزمان حين كان الناس يئدون البنات وهن احياء خوفا من العار، فالان ونحن في القرن الواحد وعشرين والعالم وصل قمة التحضر، ما زال في السودان هناك من يمارس نفس الجريمة ولكن خوفا من الفقر والمسئولية ،ولكن لا يدفن بل يقتلن وهن على قيد الحياة ..
قبل ايام نقلت الصحف مأساة طفلةاسمها (رحمة) ولدت عام 2007 اي ان عمرها الان 11 سنة (فقط احدى عشرة سنة لا غير ) تم تزويجها لرجل في (الاربعين) الطفلة استنجدت بوحدة حماية الاسرة والطفل بالخرطوم في شهر مايو الماضي وابلغتها ان زوجها قام بتوثيقها وضربها حتى تعرضت لجروج ونزيف مما تسبب لها في (الاجهاض) وتم فتح بلاغ جنائي في مواجهتة الزوج ،وما يجدر ذكره ان القانون في السودان يتيح تزويج الطفلات من عمر 10 سنوات (فقط عشرة سنوات)، وبالمناسبة دائما الاباء هم من يفعلون هذا ببناتهم .
تخيلو هذه الطفلة التى فرض عليها وضع القى على عاتقها ان تتحمل مسئولية تعاني من تحملها اية امراة راشدة ، فما بالها هي ومكانها الطبيعي المدرسة ، فرفيقاتها الان بالصف الخامس (مسرحات ضفيرتين بشرائط ) ويلعبن (سك سك)ويتسابقن بعد الحصص نحو بائعة الايسكريم وفي المنزل يعاملن كطفلات ما زالن بحاجة الى التوجيه والارشاد والرعاية ،فهل هناك قتل اقسى من هذا ؟.
لم تشرح الصحف الاسباب التى جعلت والدها يقوم بهذا الفعل ولكن بصفة عامة يحدث هذا في الاسر الفقيرة لعجزها على الصرف على البنات او طمعا في دعم الزوج المقتدر ، ولكن السؤال المهم ،ما الهدف من ان يتزوج رجل اربعيني من طفلة وهي اصلا غير مؤهلة جسديا وعقليا ونفسيا واجتماعيا لتقوم بهذا الدور ؟ ثم هذا الرجل كيف سمح له ضميره و اخلاقه وانسانيته ان يتزوج طفلة في هذا العمر ؟ ، اما السؤال الاكبر هو لماذا فعل بها والدها هذا ؟ طمعا في دعم زوجها ام تخلصا من المسئولية ،وايا كانت الاجابة فهو اخطأ التقدير بدليل انه الان يحصد نتيجة اسوأ مما لو تركها تحت رعايته ، فقد تسبب لها في شرخ نفسي كبير واربك حياتها حتى لو فسخ عقد الزواج فما دفعته من ثمن غالي جدا.
حكاية رحمة واحدة من مئات الحكاوي التى تحدث كل يوم في مجتمعنا هذا ، بل اصبح زواج الطفلات مؤخرا مهدد لحياة ومستقبل الكثير من الفتيات (الطفلات)، ونرجوا ان يفكر الاباء الف مرة قبل ان يرموا بطفلاتهم في جحيم الزواج فهو لم يعد حلا لضمان مستقبل اية فتاة حتى ولو كانت ناضجة مالم تعد وتؤهل بما فيه الكفاية لتحسبا لما يحدث في المستقبل اي( اعقلوها ثم توكلوا
)..
عموما لابد من دور تلعبه الدولة ويجب ان يلقى ذلك القانون الغريب الذي يتيح تزويج الطفلات في عمر 10 سنوات ، وما دام هناك قانون يحدد سن الطفولة يجب ان لا يكون هناك قانون مناقض له ،واعتقد ان انتشار مثل هذه الظاهرة يجب ان يقابلها عمل مدني كبير من اجل التوعية ومساعدة الأسر والطفلات لان الفقر وحده وراء الكارثة .
التيار
افٍ لهم ولما يعبدون
ابلغتها ان زوجها قام بتوثيقها وضربها حتى تعرضت لجروج ونزيف مما تسبب لها في (الاجهاض) وعمرها 11سنه عاوز افهم يا ناس يعني تكون بلغت في سن العاشره – ياناس ارتفعو شويه في مفهومكم وخلوها تكون مقنعه للناس
اما ان الخبر غيردقيق او تحديد العمر نفسه غير دقيق
افٍ لهم ولما يعبدون
ابلغتها ان زوجها قام بتوثيقها وضربها حتى تعرضت لجروج ونزيف مما تسبب لها في (الاجهاض) وعمرها 11سنه عاوز افهم يا ناس يعني تكون بلغت في سن العاشره – ياناس ارتفعو شويه في مفهومكم وخلوها تكون مقنعه للناس
اما ان الخبر غيردقيق او تحديد العمر نفسه غير دقيق