أخبار السودان

الملحق التجاري التركي بالخرطوم: قرارات وزير الاستثمار السوداني يعطل الاستثمارات الصغيرة

نحتاج أن تُسرع الحكومة السودانية في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه

لا تزال الواردات التركية تعامَل على أنها بضائع أوروبية في الجمارك

لا ننظر للسودان على أنه بلد نستفيد منه بل شقيق نريد مساعدته

السودان أرض الفرص.. وتعيبه بيروقراطية الإجراءات

موارد السودان لم يتم استغلالها بعد

حوار: محمد أبوزيد كروم

شهدت العلاقات السودانية التركية تطوراً ملحوظاً بعد زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للسودان خواتيم العام الماضي، بعد أن وقع الطرفان أكثر من 21 اتفاقية، من بينها تشييد مطار الخرطوم الجديد، هذا التطور استدعى أن تعين تركيا ملحقاً تجارياً لها في الخرطوم ليسهم في إنفاذ الاتفاقيات الموقعة، ولفتح الباب أمام ازدهار العلاقة بين البلدين.

“الصيحة” جلست إلى الملحق التجاري في الخرطوم “قوكتوك بايري” ووقفت على مستوى تنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين البلدين ومستقبل تطور التبادل التجاري، فكان واضحاً وصريحاً، فإلى مضابط الحوار.

*حدثنا عن مستوى تنفيذ الاتفاقيات الاقتصادية الأخيرة التي وقعت بين السودان وتركيا؟

– كل الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها بين الرئيسين جاهزة، وتنتظر إجازة البرلمانين هنا وهناك لإجازتها، وآخر مرحلة وزير التجارة السوداني زار تركيا قبل أسبوعين وجهز النسخة العربية لتسليمها للبرلمان، وتنفيذ هذه الاتفاقية بدأ قبل فترة في تركيا، ونحن نطبق برنامج الأفضلية للسودان في الجمارك بأقل سعر وهو برنامج لعدد من الدول اسمها الدول ذات الأهمية، ومنها السودان.

*وماذاعن تطيبق السودان للاتفاقيات الموقعة؟

– كل الاتفاقيات العالمية لها إجراءات محددة، يجب أن تمر بها، والآن اكتملت الإجراءات في البلدين وتم التوقيع عليها من الجهات العليا وننتظر البدء الفعلي.

*هل للتغييرات السياسية الأخيرة في تركيا بفوز أردوغان في الانتخابات الأخيرة أثر في العلاقة بين البلدين؟

– اهتمامنا بالسودان قبل الانتخابات الأخيرة، والسيد الرئيس أردوغان له اهتمام كبير بالسودان، ولكن الآن وبعد الانتخابات الأخيرة وتحول النظام إلى رئاسي بدلاً من برلماني، فهذا من شأنه تسريع تنفيذ الاتفاقيات لأن القرار أصبح بيد الرئيس بدلاً من البرلمان، ومعروف أن الإجراءات البرلمانية تأخذ وقتاً طويلاً.

*ما هي العوائق التي تعوق الاستثمارات التركية في السودان؟

– أكبر مشكلة تواجه الاستثمارات التركية في السودان مشكلة التحويلات المالية، ولدي مثال على ذلك، لدينا مستثمر تركي أراد استجلاب مواد خام من تركيا، ولم يستطع تحويل مبلغ من المال واضطر إلى أخذها “كاش” ولكن تم إيقافة في المطار من قبل الجمارك، ورفضوا له حمل المبلغ، وكان الامر معقداً جداً وتضرر المستثمر، مشكلة التحويل والأنظمة البنكية مشكلة كبيرة، وهنالك أمر آخر في غاية الخطورة، وهو تصريح وزير الاستثمار السوداني برفضهم لأي استثمار قيمته أقل من مليون دولار، وهذا طرد للمستثمرين الصغار ومعيق كبير يواجهنا.

*كيف تقيّم رغبة المستثمرين الأتراك في العمل بالسودان؟

– هنالك رغبة كبيرة من الأتراك للعمل في السودان، وأنا أستلم عدداً من الإيميلات يومياً بخصوص رغبات الأتراك في الحضور للسودان، ولكن هنالك عوائق حقيقية.

*الملاحظ أن البضائع والمنتجات التركية ليست كبيرة في السوق السوداني؟

– نحن نواجه مشكلة كبيرة، أولها معاملة البضائع التركية كبضائع أوربية في الجمارك، رغم أننا لا نفرض على البضائع السودانية جمارك إلا أشياء رمزية، وهذا من شأنه رفع الأسعار، وفي تركيا نصنع بجودة تفوق أوربا، ولكن بتكلفة إنتاج أقل وبالتالي أسعارنا أرخص، ولكننا نواجه ارتفاع الجمارك، وهذا خطأ كبير أن تساوي دولة تريد أن تتعاون معك بدول لا ترغب في ذلك كالدول الأوربية، وكان يجب أن لا نحتاج إلى إعمال هذه السياسات حتى وإن لم نوقع على اتفاقيات مسبقة، فقط من باب المصلحة، والسودان إذا كان يريد تركيا حليفاً إقليمياً عليه أن يتعاون معها ليتحقق ذلك.

* كيف ترى فرص الاستثمار في السودان؟

– السودان بلد يحظى بموارد كبيرة وأغلبها لم تستغل بعد إذا كانت ثروة معدنية أو حيوانية أو زراعية، وحتى البترول هنالك 75% ذهبت مع إنفصال الجنوب، وهنالك 25% في الشمال لم تستغل بعد، والفرص كبيرة للأتراك من حيث العوامل والإمكانيات.

* هل تنظر تركيا للسودان كمدخل لها لإفريقيا؟

– السودان نفسه بلد مهم وله مستقبل، ونحن نرغب في الاستثمار فيه، ومؤكد هو مدخل لنا لإفريقيا، ونحن حريصون على الاستثمار فيه رغم العوائق، بالرغم من أن هنالك دولاً أسهل وأكثر فائدة من حيث الفوائد لنا في محيط السودان القريب لما يربطنا به من روابط كبيرة.

* هل من الممكن أن تتحقق النهضة التي حدثت في تركيا في السودان؟

– نعم هنالك فرص، وهنالك قطاعات جديدة نهضت بها تركيا مثل قطاع المقاولات، ومن الممكن أن نستفيد منه في السودان في الطرق والكباري والبنى التحتية، وهذا استثمار جديد، وهنالك فرص ضخمة جداً وطلبات للاستثمار في الطيران وفي البذور وقطع الغيار، وهذا من الممكن أن يكون استثماراً جديداً في بلد جديد، وتركيا نهضت عبر قطاع المقاولات والاسمنت.

* كم حجم التبادل التجاري بين السودان وتركيا؟

– حجم التجارة بين البلدين أقل من 500 مليون دولار والميزان التجاري لصالح تركيا بسبب ضعف حجم الصادرات السودانية، والمشكلة كلها في التحويلات المالية، وإذا لم تُحل لن نستطيع أن نغير في الأمر شيئاً، وإن كانت هنالك عوائق أخرى من الممكن أن يتجاوزها الناس، ولكن في ظل مشكلة التحويلات المالية لن يخاطر أحد بالقدوم للسودان.

* ما هو الحل لمشكلة التحويلات المالية؟

– قبل أسبوعين جاء توجيه رئاسي بفتح فرع للبنك الزراعي التركي في السودان، وقابلنا وزير المالية ومحافظ بنك السودان وكان هنالك لقاء سابق في اسطنبول، وما تبقى الآن فقط الاتفاق على رأس المال وهي مسألة فنية فقط، وهذه ستحل مشكلة التحويلات، لأن التعامل سيكون بالجنيه السوداني والليرة التركية.

* وماذا عن الاستثمارات التركية؟

– من الصعب أن أحصي لك عدد الاستثمارات التركية في السودان، وأنا حتى الآن لي ثلاثة أشهر فقط في السودان، وقبلي لم يكن هنالك ملحق تجاري في السودان، وهنالك مستثمرون ذهبوا وآخرون أتوا، لذلك من الصعب تحديد حجم الاستثمارات بالضبط، ولكن هنالك استثمارات ضخمة مثل شركة سوار للملابس العسكرية، ومصنع الحصاحيصا، وشركة فرونايل للحديد، وأصلان للأسمنت، وهنالك مشاريع أخرى مختلفة.

* حدثنا عن آخر تفاصيل مطار الخرطوم الجديد؟

– عقد المطار وقع مع شركة سوما وهي من أكبر الشركات في تركيا، ومع ذلك أعطت شركة سوما خمس شركات أخرى للعمل معها في المطار في بعض المجالات، وهي شركات سودانية وشركة تركية، ونحن على وشك البداية في العمل في المطار.

* كم تبلغ تكلفة مطار الخرطوم الجديد؟

– تكلفة المطار الكلية أكثر مليار دولار، وسيكون العمل على مراحل خلال ثلاثة أعوام للتسليم، وفترة الإدارة للشركة 25 عاماً بنظام (البوت) وإذا تم إرجاع المبلغ قبل 25 عاماً ستسلم الشركة المطار، وإذا لم تستطع إرجاع أموالها خلال الفترة المحددة سيتم تسليمه كذلك.

* أخيراً ما هو المطلوب من الحكومة السودانية تجاه الاستثمارات التركية؟

– أكثر ما نحتاجه من السودان هو الإسراع في التنفيذ، ونحن في تركيا جاهزون للعمل، ونتمنى أن لا نتأخر في الإجراءات، وفي الجوانب الأخرى ليست هنالك مشكلة، ونعمل الآن في تحديث جزيرة سواكن وترميم متحف السلطان علي دينار والمسجد العثماني، فقط نحتاج إلى البعد عن البيروقراطية، ونحن لا ننظر إلى السودان على أنه دولة للاستثمار فقط، وإنما ننظر إليه كبلد شقيق نريد أن نستفيد ونتطور معاً، وحتى الاتفاقيات التي وقعت أخيراً اسمها اتفاقية الشراكة وهذه لها دلالاتها، ونحن نعلم أننا لن نستطيع الدخول إلى إفريقيا إلا عبر السودان، وهذا لن يكون ما لم يتطور السودان في البنى التحتية، ويملك ما يصدره للخارج حتى يستطيع أن يستورد ما يريد بسهولة.
الصيحة

تعليق واحد

  1. مش أحسن الخضار والفاكهة من تركيا ولا من مصر المليانة موية مجاري؟ مستخسرين على الشعب أبسط إحتياجات الحياة يا حرامية.

  2. مش أحسن الخضار والفاكهة من تركيا ولا من مصر المليانة موية مجاري؟ مستخسرين على الشعب أبسط إحتياجات الحياة يا حرامية.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..