الأمين السياسي للوطني: الانتخابات القادمة ستكون ساخنة والوطني سيواجه صعوبات في إقناع الشعب!!، شعار إسقاط النظام يضع الحزب الشيوعي أمام طائلة القانون!!

الانتخابات هي الاستحقاق الشرعي والاتفاق السياسي معزز!!

حوار: أشرف عبدالعزيز

في الجزء الثاني من الحوار أجاب الأمين السياسي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم د.عمر باسان، عن اسئلة حول التطورات السياسية في البلاد وموقف حزبه من رفض قوى الإجماع المعارضة للحوار الثنائي معه، ولماذا يصر على التصعيد مع حزب الأمة؟، ورأى باسان أن الحوار هو الأساس لحلحلة الخلافات رافضاً تمترس الحزب الشيوعي تحت شعار إسقاط النظام، ومشدداً على أن ما يقوم به الصادق المهدي في إطار نداء السودان هو عمل يزيد من أمد الحرب، مقراً بأن المؤتمر الوطني سيواجه منافسة ساخنة في الانتخابات القادمة.

*تحدثت عن إعلاء لغة الحوار مع الأحزاب دون تمييز، ولكن اتصالاتكم بمعظم القوى المعارضة حالفها الفشل لماذا؟
– نحن ندير مع كل الأحزاب السياسية وهي في مجملها 90 حزباً، ندير معها الحوار من خلال 20 لجنة، والحوار حول جملة قضايا أبرزها الدستور وقانون الانتخابات وقانون الصحافة، وتهيئة المناخ السياسي، هذه القضايا تستدعي أن يكون هو الحوار المفردة الأعلى من أجل الوصول لتفاهمات مشتركة، كل القوى السياسية بدأنا معها حوارات جادة ما عدا قوى الإجماع الوطني التي يتزعمها الحزب الشيوعي السوداني، الحزب الشيوعي تخندق في موقفه الرافض مبتدأً للتعاطي مع الحكومة الحالية، ويرفع شعار إسقاط النظام، وهناك فرق بين إسقاط الحكومة، وإسقاط النظام الذي يعني إسقاط النظام الدستوري في البلاد وعدم الاعتراف بالمؤسسات الموجودة وبشرعية الحكومة، وهذا بأي شكل من الأشكال يضع الحزب الشيوعي أمام طائلة القانون، وهذا يعني أن الحزب لديه امتدادات مع الحركات المسلحة، ويرفض اللجوء للصندوق ومهما رفع من اشتراطات يمكن أن نصل الى تفاهمات، وبالتالي رفض الحزب الشيوعي السوداني للحوار يقرأ في هذا السياق.

*الحزب الشيوعي جزء من قوى الإجماع أو أحد مكوناتها لماذا تحملونه المسؤولية؟
– نعم أيضاً حزب البعث الأصل وبقية قوى الإجماع تقف في ذات الموقف الذي يقف فيه الحزب الشيوعي، وترفض الحوار الثنائي مع الحكومة، والرافض للحوار مع النظام يعلي من صوت العنف، والبديل إما يقول صندوق الانتخابات كلمته أو تفضيل العنف، الحزب الشيوعي امامه خيار واحد وهو أن يعتزل الحياة السياسية لأنه ليس شريكاً في الحوار الذي يجري والذي وصلنا فيه إلى كمال الجزولي فيما يتعلق بالدستور، نحن نريد من الحزب الشيوعي أن يكون جزءاً من المطبخ السياسي، والحزب يرفض أن يكون جزءاً من المطبخ، وصناعة القرار السياسي فهذا يعني أنه سيكون بمعزل عن ما يجري.

*كل المعارضة بحّ صوتها وهي تطلب من الحكومة بسط الحريات وفي مقدمتها حرية التعبير كيف تقول المعارضة رأيها وهي مخنوقة.. (دا حوار خنق)؟
– وكأن هذه المعارضة هي التي لم تؤيد من قبل دخول الجبهة الثورية واستباحتها لأبي كرشولا، وقتل الأبرياء الذين سالت دماؤهم في تلك الأرض الطاهرة، فقط لكي يقول ياسر عرمان إنه سيطر على منطقة تبعد من الخرطوم 400 كيلو، ولذلك الحل الوحيد في الحوار وإعلاء كلمته، للوصول لقواعد مشتركة، فلا يمكن أن تقول لنا المعارضة أوقفوا الحرب وتدرك أنها عملية إجرائية متصلة وتوليد ثقة لن تتم بين يوم وليلة وتحتاج منا جميعاً الدفع بها إلى الأمام (مش تقول لي أوقف الحرب بعدين تعال نتفاوض)، ومع ذلك يظل الحوار هو الأنسب والخيار الأوفق لحل خلافاتنا.

*وماذا عن التفاوض مع قوى نداء السودان حول خارطة الطريق؟
– نحن عندما وافقنا على خارطة الطريق كان ذلك بعد شهرين من إعلانها، وليس مثل قوى نداء السودان التي أقرتها مؤخراً، ولا مانع من التفاوض حسب ما تضعه الآلية الأفريقية رفيعة المستوى بقيادة ثابو أمبيكي، أما أن يضع حزب يده في يد الحركات المسلحة ويقول في ذلك نشاط سلمي، هذا غير صحيح فلتعن القوى المنضوية تحت لواء نداء السودان أنها تخلت عن العمل المسلح وارتضت العمل المدني السلمي حينها سيكون التفاهم والحوار أسهل.

*الإمام الصادق المهدي يبذل مجهودات واسعة من أجل توحيد المعارضة المدنية والمسلحة ومع ذلك فتحتم ضده بلاغات ومنعمتوه من العودة إلى البلاد؟
– في أي دولة في العالم وفي أي قانون في العالم الذي يحق له التفاوض مع الحركات المسلحة المتمردة على بلاده هو الحكومة الشرعية المنتخبة، ما هي الالتزامات التي سيقدمها الصادق المهدي للحركات المسلحة، هذا مشروع سياسي، وما يحدث من الصادق المهدي الآن هو تمديد للحرب وليس العكس.

*ولكن هناك أحزاب منضوية تحت نداء السودان وقياداتها توجد بالداخل فلماذا هذا التعامل الخشن مع الصادق المهدي؟
– نحن لدينا كثير من المعلومات لا نريد التحدث بها الآن لإشغال الرأي العام، وكذلك لا نريد لكل الأبواب أن تغلق.

*هذا يعني أنكم تتعاملون بشكل انتقائي وتستهدفون حزب الأمة دون غيره؟
– هذا غير صحيح، فحتى القوى الأخرى قد تلجأ السلطات لمنع قياداتها من السفر حتى لا تشارك في اجتماعات نداء السودان، لأننا لا نريد التعامل بإجراءات أكثر غلظة.

*ماذا عن العملية السلمية ما زالت خطواتها بطيئة؟
– أتفق معك أن العملية السلمية تسير بخطوات بطيئة، وتحتاج لتسريع خاصة أن كثير من قيادات الحركات المسلحة أعلنت مواقف إيجابية بتجاوز العمل المسلح والاتجاه للعمل المدني كما ذكر ذلك الأخ ياسر عرمان، وبالتالي نقر بأن الخطوات في هذا الجانب بطيئة وتحتاج لجهد أكبر.

*الحرب استنزفت موارد البلاد، لماذا خطواتكم بطيئة؟
– صحيح ما يصرف من الميزانية على الحرب هو الأكبر وذلك من أجل تأمين حياة المواطنين من الخطر المحدق بهم، وكما ذكرت لك من قبل احتلت الجبهة الثورية أبوكرشولا واستباحتها وهي منطقة غير عسكرية ولا توجد فيها فرقة عسكرية، ولذلك دعم القوات المسلحة بالمال والعتاد لحفظ الأمن وأيضاً قوات الدعم السريع، هذا ما يجعلنا نطالب الحركات المسلحة بأن تعلي صوت السلام على دق طبول الحرب، حتى نستطيع توظيف الميزانيات لصالح خدمات الصحة والتعليم التي تعاني.

*كيف تعود الحركات المسلحة والانتخابات على الأبواب؟
– الأحزاب المعارضة والحركات المسلحة دائماً ما تطرح حلولاً مبنية على الفترة الانتقالية، إلى متى نعيش في فترات انتقالية، والعيش في فترات انتقالية يعني أن البلد تعيش في حالة من اللا استقرار، لا مانع من استيعاب هذه المجموعات ومن ثم تجهز نفسها لخوض الانتخابات.

* ولكن الفترة المتبقية قصيرة؟
– أتفق معك على ذلك، وهذا ما يجعلنا حريصين على استعجال العملية السلمية.

* وماذا لو لم تكتمل قبل الانتخابات؟
– الانتخابات هي الاستحقاق الشرعي والاتفاق السياسي معزز.

*الآن هناك قوى تتحدث عن تفضيلها لخيار المنازلة ماذا عن اشتراطاتها؟
– أعود وأقول إن الحوار هو الحل لكل هذه القضايا، نحن نرحب بأي قوة توافق على المنازلة عبر الصندوق ومستعدون للعمل معها أو الوصول لتفاهمات معها من أجل تحسين بيئة العمل السياسي، أما الاشتراطات التي تقول أوقفوا الحرب، ثم نتفاوض هذه تعجيزية، كلنا ندفع بعملية السلام والمسؤولية لا تقع على المؤتمر الوطني وحده.

* الاقتصاد لا ينفصل عن السياسة.. الإنقاذ فشلت تماماً في انتشال السودان من وهدته الاقتصادية؟
– أنا أعترف تماماً أنه في الفترة الأخيرة هناك أزمة في الوقود والخبز، ونحن ننظر لهذه الأسباب من باب (العترة تصلح المشية)، وإذا أراد المؤتمر الوطني منافسة القوى السياسية فلا بد من تخفيف حدة هذه المعاناة وإلا ستكون فرصها أوسع، فالغلاء وصل حتى الخضروات، ومع ذلك هناك بشريات، ورفع الضرائب عن المنتجين يزيد من الصادر، ويحسن ميزان المدفوعات، وزيادة الإنتاج محور مهم ويجري العمل فيه كما يجري في زيادة الصادرات النفطية، وهناك اتفاق سياسي لتصدير نفط الجنوب عبر أنبوب النفط السوداني، كذلك لم نكن نخصم حصتنا من الجنوب كل هذه وغيرها من البشريات كفيلة بضخ الدماء في شرايين الاقتصاد السوداني.

*ماذا عن الترهل الحكومي كمعادلة في الحل؟
– معظم القوى التي تشارك في حكومة الوفاق الوطني مشاركتها ناتجة عن اتفاقات سياسية، وغالبها بند تقاسم السلطة فيه الأساس، ولذلك الحل الوحيد في قيام الانتخابات حتى من يشارك يمثل بوزنه الحقيقي.

* ولكن المواطن نفسه سيعزف عن المشاركة في الانتخابات؟
– هناك قوى بدأت تعلن عن تبنيها المنازلة (المؤتمر السوداني، حركة حق، وغيرها)، والمجتمع الدولي أيضاً يضغط على الحركات المسلحة للانخراط في العملية السلمية والمشاركة في الانتخابات، ولذلك الانتخابات القادمة ستحظى بمشاركة عالية.

*هل يستطيع المؤتمر الوطني إقناع الشعب السوداني بأنه مؤهل لقيادته من جديد؟
– ندرك جيداً أن المؤتمر الوطني سيواجه وضعاً سياسياً صعباً في إقناع الشعب السوداني بمقدرته في إدارة الشأن الاقتصادي والخروج به إلى بر الأمان.

* لذلك قيدتم القوانين (الانتخابات، الصحافة) كخطوات استباقية؟
لا بد للحريات أن تنداح، وبالتالي اللجوء لأي قيود إدارية في الصحافة ليس جيداً خاصة وأن الصحافة السودانية عريقة وتمثُل لقيم المجتمع، فقط القانون يكون هو الفيصل في حالة المخالفات، أما السوشيال ميديا فتتناول بعض الشخصيات دون وجود بينات كافية، ولا بد من التشدد في هذا الجانب، وحتى في الدول الغربية أحدهم وصف شخصاً بأنه (زنجي) فيإ طار مجموعته فتمت محاكمته.

*ماذا عن العلاقة بين الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني؟
– حسب المعلومات المتوفرة لدي أن قرار مجلس الشورى الأخير أبقى على الحركة وأن لا تدمج في الوطني على أن يكون مجلس تنسيقي برئاسة البشير لتنسيق العلاقة بينهما.

*ماذا عن الضغوط الدولية المطالبة بحلها؟
– ظل المؤتمر الوطني مستقلاً وندرك أبعاد الصراع الإقليمي وهذه هي شؤون داخلية .

الجريدة