تفاصيل مثيرة في محاكمة المتهمين بتسريب امتحان الكيمياء

الخرطوم: إنعام آدم
كشف شهود اتهام لمحكمة الفساد تفاصيل مثيرة عن كشف امتحان الكيمياء لامتحانات الشهادة السودانية لهذا العام، وقال شاهد الاتهام الأول مساعد مدير إدارة امتحانات السودان لمحكمة جرائم الفساد ومخالفات المال العام، أن طباعة امتحان الشهادة يتم في مكان سري لا يسمح بالدخول إليه حتى القوات النظامية.
شاهد الاتهام محمود سرالختم الخولي قال لدى مثوله أمس أمام قاضي المحكمة الأصم الطاهر الأصم، إن جميع العاملين في طباعة الامتحان يمكثون في أماكنهم لفترة تترواح بين “45-48” يوماً لا يخرجون منه البتة حتى لأداء فريضة الجمعة، إلى جانب منع الهواتف النقالة أو أية أجهزة أخرى من العاملين بطباعة الامتحان، مشدداً بعدم سقوط أية ورقة للامتحان خلال الطباعة، وأرجع ذلك إلى إنه مسؤول عن طباعة الامتحان والتفتيش ورئيس للجنة الأمنية.
غياب ستة مراقبين
الشاهد أكد عدم إيقاف أي مراقبي امتحان لأسباب مساعدة الطلاب في الامتحان أو حالات غش.. مشيراً إلى عدد مراكز الامتحان بولاية الخرطوم بلغت “863” مركزاً.. مؤكداً استلام المتهم الأول كبير المراقبين بمركز مصعب ابن عمير طرود امتحان الكيمياء مشمعة بالشمع الأحمر قبل ثلاثة أيام من موعد الجلوس له.. لافتاً أن الظروف لا تفتح إلا قبل موعد الجلوس للامتحان بنحو نصف ساعة ويتم ذلك بواسطة كبير المراقبين بحضور لجنة.. ونوه الشاهد إلى ورود تقرير إليهم يكشف غياب “6” مراقبين بالمركز الذي فيه المتهم الأول كبيراً للمراقبين وقد تمت المعالجة بإبدالهم بآخرين.. إلى جانب تقرير آخر يفيد بغياب المتهم الأول في امتحان مادة الرياضيات الأساسية الأمر الذي اضطرهم لتشكيل لجنة لكسر دولاب الامتحان لأجل الحصول عليه.
الشاهد للمحكمة قطع بسلامة سير كافة الامتحانات بالصورة الطبيعية حتى انتشار تسرب مادة الكيمياء في الوسائط الإليكترونية.. مشيراً أن الامتحان المسرب هو الامتحان الأصلىي غير أنه مكتوب بخط اليد.
الشاهد أضاف بأن وزارة التربية والتعليم تسلم مواد امتحان الشهادة السودانية فائضاً ولا تطالب بإعادته إليها لثقتها في المعلمين.. بيد إنها طالبت الوزارة بإعادة الفائض عقب حادثة تسرب مادة الكيمياء.. نافياً بشدة وجود أسئلة مشتركة في امتحاني الكيمياء والفيزياء للشهادة.
قدر المسؤولية
شاهد الاتهام الثاني معلم وأمين مخزن الامتحانات بالمدرسة الفنية بمحلية كرري قال إن المخزن الخاص بالامتحانات مغلق تماماً ولا توجد به نوافذ عدا باب واحد خاص بالدخول والخروج.. وتنحصر مهمته في استلام ظروف الامتحانات ومراجعتها شكلياً والتأكد من المادة وعدد أوراق الامتحانات و سلامة الظرف من أي كشط أو تمزيق إضافة إلى مهمة تشميع المخزن عند إغلاقه.. ونفى ملاحظته لاي إيحاء لظرف امتحان الكيمياء كان مفتوحاً وذلك أثناء مراجعته للظروف. وأضاف في إفاداته بأن المخزن يحتوي بالداخل على دواليب خاصة بكبار المراقبين يحفظ بداخلها الامتحانات.. كما لكل منهم مفتاح خاص به فيما مفتاح المخزن الخارجي يكون بحوزة أمين المخزن.. نفى وجود إجراءات للدخول إلى المخزن لافتاً أن دخول كبار المراقبين إلى المخزن لأخذ مظاريف الامتحانات لا تستغرق مدة أربع دقائق.. وأكد عدم وجود وسيلة تؤكد سلامة ظرف الامتحان وعدم تعرضه للفتح بأعتبار أن كبير المراقبين زملاء وعلى قدر المسؤولية.
اللجنة الفرعية
شاهد الاتهام الرابع هاشم العوض الهادي ويعمل معلماً وعضو اللجنة الفرعية لامتحانات الشهادة السودانية أوضح إن دور ومهام اللجنة الفرعية في اختيار المدارس التي تكون مراكز للامتحان إلى جانب اختيار كبار المراقبين في المدارس الحكومية والتي غالباً ما يكون كبير المراقبين فيها هو مدير المدرسة نفسها فيما يتم اختيار الموجهين التربويين للمدارس الخاصة.. ويتم ذلك وفق معايير تتمثل في أن يكون معلماً بالمرحلة الثانوية ويكون شخصاً على قدر المسؤولية وذلك حسب ما نصت عليه اللائحة.. مشيراً إلى مهمة اللجنة تلقي التقارير اليومية حول غياب الطلاب عن الامتحانات والحالات الطارئة ..لافتاً إلى علاقة اللجنة بالمخزن الذي يوضع فيه الامتحان علاقة طوارئ فقط كما حدث في امتحان الرياضات حيث قام بمقام أمين المخزن وكبير المراقبين بسبب غياب الأخير.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..