قد يكون قدرنا

قد يكون قدرنا

إستيلا قايتانو

هل هو قدرنا أن نولد في أرض هي أوسع بلاد العالم ولكن نجدها سجن بالكاد يكون متر × متر لا نستطيع حتى مد أرجلنا قدر لحافنا فيها.
هل هو قدرنا أن نولد في أرض فيها أطول نيل في العالم ويموت إنسانها وحيوانها ونباتها عطشاً؟
هل هو قدرنا أن نولد في أرض خصبة وأخذت لقب سلة غذاء العالم ويطحن الجوع مواطنيها؟
هل هو قدرنا أن سنحت لنا فرصة لبناء دولة وسياسة رشيدة ، تبلغ من العمر خمسين عاماً وما زالت مراهقة تتخبط في أهوائها؟

هل هو قدرنا أن كل العالم يتجه نحو التكتلات والاتحادات لصنع مركز للقوة ونحن نتجه نحو الانفصال والتفتت وربما نصبح جارتين صديقتين في دولتين مستقرتين وهذا ما يتمناه زلوط في أحلامه وما يعشم به كعشم أبليس في جنات الله.
لأننا بعيدون كل البعد عن الاستقرار كيف لا وقد صنفنا من قبل بأننا من دول العالم الأكثر توتراً وزلزلة ونهدد استقرار المنطقة بأسرها. هل هو قدرنا أن نرفس نعمة أن نكون الأفضل على مستوى أفريقيا بحكمة إدارتنا لهذا الكم الهائل من الثراء النوعي على كل المستويات بيئة ? اقتصاد ? مجتمع ، لنقدم للعالم الثالث نموذج للتعايش السلمي رغم التنوع ، ولكن يبدو بأن الفتنة تغلب الحكمة في بلادنا كما تغلب الكثرة الشجاعة.

هل هو قدرنا بأن حتى الآن لم تولد حكومة تغلب مصلحة الوطن على المصلحة الحزبية وتغلب مصلحة العامة على أنانية الذات وموالاة الأقارب وإلا كيف يستشرى كل هذا الفساد وأكل المال العام وعدم المسائلة؟

هل هو قدرنا أن ننام متوسدين القلق من باكر ونحن نفترش الخوف من المستقبل؟ هل هو قدرنا أن نسرح مبتعدين من ضحكات أطفالنا حين نلاعبهم ونحن نفكر في مستقبلهم، وحين تجيش فداحة الأشياء نتمنى لو لم ننجبهم؟

هل هو قدرنا أن نكون مجرد مستهلكين ، مستهلكو معرفة بعد أن تكتب القاهرة وتطبع بيروت فكنا القراء وربما لا زلنا ، مستهلكو خدمات لأننا معوزين جوع ومرض وجهل ، مستهلكو رياضة … وإلا كيف فإننا – قاعدين فراجة ? وآخرون – يبرطعون – في ملاعبنا؟

هل هو قدرنا أن دائماً هناك هوة بين المسئول والمواطن لا المواطن قادر أن يصل المسئول ولا هو داير يجى ويحس مجرد إحساس بنبض الشارع ليسمع قلوب مواطنيه الواجفة؟

هل هو قدرنا إلا يتسع ديوان المشوارات والمؤتمرات إلى جميع رجالات ساستنا … دائماً هناك من هم بالخارج أما جبراً أو حردان أو حتى ساي مجرد “كجين ” ثم تأتي نظرية المؤامرة والتآمر لتقضى على أخضر ويابس المؤتمرين ولو كان ذاك يصب في مصلحة الوطن والناس؟ هل هو قدرنا أن نسمع حلو الكلام اليوم لنرى مرارة الفعل غداً؟

[COLOR=blue]قد يكون قدرنا (2) [/COLOR]

أتمنى أن تشرق شمس يوم ما ويفكر فيه كل السودانيين بقلب رجل واحد ما زال في صدره ضمير حي ، هكذا كما يفعل من أسرف في الحياة وأذى نفسه والآخرين ويغتنم لحظة التوبة تلك ، يرتجف أمام كل تلك الأسئلة الصعبة … لماذا؟ وكيف؟ ومتى؟ .. وهل في العمر متسع للإصلاح؟

هكذا أجد نفسي في أحلام يقظتي أغلق علينا أبواب السودان بعد أن يجتمع الجميع داخله حكومتهم ومعارضيهم ، كبارنا وصغارنا ، رجالنا ونساءنا ، وكل فرد يحمل في وجدانه بصمة سوداني … لنقف لحظة ونسأل أنفسنا كيف وصلنا إلى هنا؟ ولماذا ؟ .. كيف تم قيادتنا خلال هذه الـ 50 عاماً لننتهى على شرفة وادي سحيق مظلم من تاريخ البلاد ثم نخير بأن ننط الهوة أو ننط جوة ، وهما خياران أحلاهما مر.

قد يكون قدرنا أن ننط جوة ثم تخيل ماذا ينتظرنا هناك؟ ما يؤلم حقاً هو أن نجد أنفسنا أضحوكة العالم ونحن نتقافز هنا وهناك لتدويل مشاكلنا؟ ونقبل صاغرين أوامر سادة العالم عندما يقولوا لنا : جلوس … ونفذوا هذه الاتفاقية … من مفارقات الأشياء هو أن نختلف حول تنفيذ الاتفاقية!!!؟ فهو أصلاً اتفاق من أين يأتي الاختلاف؟

أن تكون كريماً أكثر إذا تمت دعوة أخوية للجلوس والتحاور ؟ ولكن من أين نأتي بهذا الأدب ؟ إذا كانت نشأتنا في الأساس قائمة على الأوامر .. أوامر من الأب والأم والأخوة الكبار أوامر من الأساتذة أو من رب العمل وهكذا؟
لم ننشأ على أن يناقشنا أحد فيما نريد أو ما لا نريد ولكنا آليات لتنفيذ من يريده الآخرون. ما نحن فيه الآن هو مسئولية الجميع الساسة بالتخبط وضيق الأفق والمفكرون والمثقفون بالإنكفاء والإحباط والمواطنون بالصمت.

لقد آن أوان القول ويكفينا الصمت حتى اللحظة فالجراحات تدعو أن نصرخ وننبه لخطورة المسائل وأمامنا لنحدد بأن نكون أو لا نكون. فمصلحة العالم هو أن نؤمن له الغذاء في ظل الفجوة الغذائية وأن نؤمن له المياه في ظل شح المياه الصالحة للشرب ودول أفريقيا التي ما زالت تتناحر أعينهم علينا لنقدم لهم نموذج في التعايش السلمى لدولة يكثر فيها التنوع. هل في مقدرونا أن نقدم خدمة للعالم الذي أرهقنا عواصمه بمشاكلنا بأن نحقق له هذه الضمانة… الغذاء والماء ومن ثم الحياة؟ وهل في مقدورنا أن نكون عصا موسى في أن نحول أفريقيا إلى دنيا جديدة تعيش في أمن وإستقرار ورخاء بعد أن نقدم لهم النموذج الذي يتطلعون إليه؟

فيا سادتنا الذين في الكراسي ويا سادتنا الذين يحملون السلاح .. في أيديكم أن تحولوا هذه البلاد إلى محرقة وإنسانها إلى رماد … أو أن تحولوها إلى جنة في الارض وإنسانها إلى محظوظ يتمتع بكل أنواع الثراء -مادي ? معنوى ? ثقافي ? بيئي ? في ظل ديمقراطية وحكم رشيد … لنبدع جميعاً في رحاب الحرية والكفاية. وتذكروا دائماً أن الإنسان السوداني يستحق أن يعيش في الجنة وأن يكون محظوظاً ? يستحق بكل جدارة.

تعليق واحد

  1. لا إستيلا ليس قدرنا ولاكن كما قال مانويل كانت ;( ان الانسان الضار بمجتمعه ليس عالما تماما وليس جاهلا تماما وانما هو شخص لم يتعلم بما يكفي ليكون نافعا ولم يكن جاهلا تماما ليكف اذاه عن الاخرين ) فهذا هو حال جميع من يحكمنا من اعضاء المؤتمر البطني

  2. الاخت استيلا لكى التحية
    للاسف الشديد اصبح الان قدرنا ان نكون سودانيون ……… فى ظل سياسات متخبطة قادتنا الى طريق لانهاية له …. سياسيون ليس لديهم هم سوى السلطة والمصالح الشخصية ولسان حالهم يقو فليذهب الشعب السودانى الى الجحيم شمال وجنوب
    قدرنا اننا اصبحنا اغراب داخل بلدنا
    حسبنا الله ونعم الوكيل – حسبنا الله ونعم الوكيل

  3. الاستاذة القديرة المشكلة ان الكل يعرف الخطأ ويستمرئ فيه ربما لعادات متوارثة او لحب الاستكانة حتى وصفنا بالكسل والخمول لدى معظم العرب وربما لاننا لم نجد قيادة رشيدة تهمها شأننا طوال الخمسين عاما الماضية وربما ….

  4. أستاذة إستيلا لقد لمست الجرح الذى استعصى على مدعى السياسة فى الشمال والجنوب ..ولان السياسة لا تعترف بالاخلاق ولا بـــ " كلام النسوان" لنوكد لانفسنا كل يوم بأننا الرجال الحمقاء ..
    كاتبة فى قامة إستيلا قايتانو تستحق جائزة نوبل بحق وجدارة
    إقتباس
    ولكن يبدو بأن الفتنة تغلب الحكمة في بلادنا كما تغلب الكثرة الشجاعة.

  5. لقد اسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادى ! من يسمع ومن يقرأ ؟ من يعمل ومن يعدل اذا عمل 0 ما تتكلمى عنه يا استاذة امانى واحلام فقط لكنها مستحيل تنفيذها فى ظل هذه الحكومة الجائرة 0 نعم لدينا اكثر الانهار واطول نهر فى العالم ورغم ذلك عطشانين وفى قلب الخرطوم ونحن على بعد امتار فقط من النيل أى فشل واى اخفاق اكثر من هذا لدينا اراضى لا يستهان بها من المساحات الواسعة ونستورد القمح والعيش من الخارج انتجنا البترول وصار نغمة علينا بدل ان يكون نعمة فقد رفعوا اسعاره اكثر من المستورد خمسة اضعاف 0 اخفقنا وفشلنا فى كل شيىء ولماذا لا نفشل إذ اصبح الفاشلين والمفسدين من يتولون رعاية شعبنا كيف لا نفشل ورئيسنا يتراقص الليل والنهار كيف لا نفشل اذا صار امثال نافع المانافع سياسيا وعلى عثمان المكار رئيسا يدير شؤون البلاد من الباطن كيف لا نفشل اذا حكم الاخوان الشياطين السودان 0 فهذا حصادهم المر الذى يجنون ثماره الان فساد ظلم سلب اموال بلد آيل للانفصال والصوملة ونار مشتعلة فى دارفور وغل واستنكار فى الشرق ضد النظام والباقى خلوها مستورة 000000

  6. أختي استيلا مازالت الخضرة التي وجدتيها في تلك الشجرة المحروقة اختي انها هناك
    حتي الان ان اراد سادتنا ام ابو فهناك بصيص من نور خافت خلف تلك الظلمة تضئ الطريق لكل من يحمل في جوفه قلبا يحن للسودان المداد الحنون العطوف الكريم كل من يحمل في لقبه سوداني من كان عنوانه السودان من يحمل سحنته الابنوسيه التي لاتشبه احد
    ما زال هناك الامل فنحن نأتي دائما في نهاية المطاف فغد احلي من اليوم
    واطفالنا سينعمون بغد مشرق لانهم هم صناع السلام اما انا وانت فلا مجال لنا في سودان واحد لاننا لانستاهل ان نحمل اسم هذا الوطن المعطاء

  7. هل هو قدرنا أن يكون السودان مليون ميل مربع وتنحصر الثروة النفطية في بضع الاف من الأميال في حدود ضيقةيتصارع فيها السودان كله… عجبي

    ستيلا خواطرك رائعة وتدعو للتأمل في حكمة الله كما تدعو أولي الأمر للحكمة أيضا

  8. هذا هو قدرنا يا استيلا الجميلة
    لم يكن يوما بأيدينا
    فقط علينا أن ننتظر دق المطر
    ( ويؤكد المقدم هاشم بدرالدين قائد القوات الخاصة في الجيش الشعبي لتحرير السودان، الذي قاده جون قرنق طيلة 20 عاما، بأن اغتيال جون قرنق بواسطة الأمريكيين "ليس سرا" في أوساط الحركة الشعبية. ومضى للقول إن قيادات الحركة تمتنع عن الإدلاء بأية أحاديث حول الأمر، إما "خوفا" أو "لرغبتهم في الحفاظ على مصالحهم الخاصة".

    قرنق "الشيوعي".. ليس موثوقا به في واشنطن!

    ولفت بدر الدين إلى أن الحركة الشعبية سعت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وسقوط نظام الرئيس الإثيوبي السابق، منقستو هيلا مريام (شيوعي) في 1991، إلى التقارب مع الغرب. وكان منقستو يوفر غطاء لقرنق. محاولات قرنق للتقارب مع الغرب، التي بذل فيها السياسي السوداني البارز، بونا ملوال، جهدا كبيرا، اصطدمت برغبة أمريكية في إجراء تغييرات داخل الحركة، لذا "هم شجعوا الانقلاب الذي قاده القائدان في الحركة الشعبية، رياك مشار، ولام أكول ضد قرنق".

    وأوضح بأن هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) أذاعت أنباء عن الانقلاب قبل وقوعه مطلع التسعينات، ما تسبب في إفشاله. وقال بدر الدين في افادات لـ"العربية.نت" إن الأمريكيين كانوا ينظرون لقرنق باعتبار أنه "شيوعي"، الأمر الذي دعاه لتجاهل علاقته السابقة الوطيدة بالرئيس الكوبي فيديل كاسترو، بل والتغاضي عن توقيع أي اتفاق ثنائي مع الحزب الشيوعي السوداني، على الرغم من أنه وقع اتفاقات مماثلة مع أحزاب وقوى سودانية أخرى، بغرض إبعاد "شبهة الشيوعية" عن نفسه.

    وبخصوص المصالح النفطية التي يرجح أن تكون من أقوى أسباب قتله، أكد بدر الدين، أن الشركات الكندية (تاليسمان)، والماليزية (بتروناس)، والصينية (الشركة الصينية للبترول)، التي تديرها بالأساس حسب قوله، رؤوس أموال أمريكية، كانت قد عرضت على قرنق منتصف التسعينات، عقودا تحصل بمقتضاها على نسبة 95%، فيما تحصل الحركة الشعبية على 5%، الأمر الذي رفضه قرنق.

    وتفاجأ قرنق ? يقول بدر الدين ? بأن الخرطوم وافقت على توقيع هذه العقود مع الشركات ذاتها، ما يعني غالبا أن النسب بقيت على حالها، وفي هذا "إجحاف على الشعب السوداني" بحسبما كان يرى قرنق. وجرى دعم الخرطوم من قبل واشنطن للسيطرة على مناطق انتاج النفط في الجنوب، وقدمت تسهيلات في هذا الجانب، خصوصا بتزويد الحكومة السودانية بصور الأقمار الاصطناعية عن تحركات الجيش الشعبي في تلك المناطق.

    ويشير بدر الدين إلى أن بروتوكولات مشاكوس حول قسمة السلطة والثروة، أكدت على إبقاء عقود النفط سرية، بضغط أمريكي. بروتوكولات مشاكوس – يقول بدر الدين – تلزم الحركة الشعبية بتعيين 4 أشخاص فقط من ناحيتها ليس من ضمنهم جون قرنق للاطلاع على عقود النفط، شرط أن يوقعوا على وثيقة تجبرهم على إبقاء المعلومات سرية.

    عملية عسكرية كبيرة في شرق السودان

    وقال بدر الدين إن الأمريكيين كانوا يسعون للضغط على الحكومة السودانية من أجل توقيع اتفاق السلام، والإبقاء على النظام القائم، إنما بتعديلات طفيفة. لكن قرنق وفقا لبدر الدين، أربك الحسابات الأمريكية، بعد الاستقبال الحاشد الذي حظي به لدى عودته للخرطوم، وتوضح أن حركته تتمدد شمالا، وأضحت شعبيته حتى في أوساط الشماليين في تزايد كبير.

    ويؤكد القائد البارز في الجيش الشعبي بأن الأمريكيين ساعدوا قرنق قبل توقيع "مشاكوس" على نقل 15 ألف جندي من الجنوب إلى شرق السودان، بهدف الضغط على الخرطوم، وإرغامها على التوقيع. ويشير إلى أنه كان شاهدا على الأحداث، إلى جانب القائد في الحركة الشعبية، فاقان أموم، الذي جهز قواته لاجتياح مدينتي كسلا وخشم القربة الاستراتيجتين (شرق السودان).

    وجزم بدر الدين بأن خطوة احتلال المدينتين لو تمت، كانت ستقضي على الحكومة السودانية، لكن الأمريكيين اكتشفوا تحركات الجيش الشعبي باتجاه كسلا وخشم القربة بواسطة الأقمار الاضطناعية، فمارسوا ضغطا هائلا على قرنق، الذي هاتف بدوره، قائده في المنطقة، فاقان أموم، فأبطل العملية العسكرية الكبيرة.

    وقال بدر الدين، إن أهداف الأمريكيين كانت تتكشف يوما بعد آخر، برغبتهم في الإبقاء على الحكومة السودانية، لتخدمهم في مجال مكافحة الإرهاب، وتحافظ على مصالحهم النفطية. وذهب للقول إن قرنق على الرغم من رضوخه للضغوط الأمريكية، إلا أنه كان يراوغ، إلى الدرجة التي جعلته بنظرهم عامل تهديد لمصالحهم، وقائدا بإمكانه أن يطيح بالحكومة السودانية، ديمقراطيا.

    وبعد اتفاق السلام، زادت شكوك الأمريكيين في قرنق، خصوصا أن ضباطا كبارا بالحركة الشعبية، أمسك عن ذكرهم، كانوا يكاتبون الأمريكيين عبر وسطاء إيقاد (الهيئة الحكومية للتنمية بشرق أفريقيا، التي رعت مفاوضات السلام السودانية)، أثناء المفاوضات، شارحين أن قرنق "ليس جادا في السلام".

    الأمريكيون هددوا قرنق !

    وقطع بدر الدين بأن قرنق تلقى تهديدا مبطنا من قبل الأمريكيين أثناء مفاوضات مشاكوس، بأنه إن لم يوقع، فإن غيره سيفعل ذلك. وأشار إلى أن الأمريكيين رغبوا في توقيع إعلان من قبل الطرفين، الخرطوم، والحركة الشعبية، وقف لإطلاق النار، أطلقوا عليه "وقف العدائيات". كان قرنق يراوغ حيال الأمر – يشرح بدر الدين -، ما دعا الأمريكيين لتهديده بالقتل، حسبما فهم من العبارة.

    ولم يتوان قرنق عن اطلاع بدر الدين على الأمر حين سأله في إريتيريا عن عدوله عن قراره برفض وقف إطلاق النار. قال قرنق إن الأمريكيين هددوه. وفهم قرنق من سياق العبارة أنها تعني قتله، والإتيان بزعيم آخر للتوقيع، إنابة عن الحركة الشعبية.

    وأشار بدر الدين إلى أن ضغوطا أمريكية كثيرة مورست على قرنق، منها تلقينه رفض مشاركة علي عثمان محمد طه (النائب الثاني لرئيس الجمهورية، حاليا) في مفاوضات السلام.

    وقال "إما هم أو المصريون، كانوا رافضين فكرة مشاركة طه في المفاوضات".

    وأوضح بدر الدين بأن صحافية مصرية تعمل لفائدة محطة تلفزيونية مصرية، سألت قرنق في واشنطن عن رأيه في اتفاق الرئيس المصري حسني مبارك، ووزير الخارجية الأمريكي (آنذاك) كولن باول، على "دولة سودانية موحدة"، فأجاب قرنق بأن هذا شأنا سودانيا محضا، لا للأمريكيين أو المصريين أن يقرروا ذلك.

    فسألته الصحافية المصرية: "ألا تخشى مصير سافمبي؟". وسامفمبي، هو جوناس سامفبي، الزعيم الأنغولي الذي اغتيل إثر رفضه اتفاقا للسلام في بلاده. هنا، تدخل هاشم بدر الدين الذي كان رفقة قرنق، طالبا من الصحافية المصرية إنهاء المقابلة.

    اللافت، أن قرنق، كما يقول بدر الدين، أشار بعد خروج الصحافية، إلى أن الأمريكيين، عكس الشائع، هم الذين اغتالوا سافمبي، عن طريق تحديد احداثيات موقعه، من خلال هاتف متصل بالأقمار الإصطناعية، كانت تديره شركة فرنسية، زودت الأمريكيين بالمعلومات.

    تساؤلات حول الدور الأمريكي في التحقيق

    وأوضح بدر الدين، أنه كان مفاجئا بالنسبة لهم في الجيش الشعبي، أن الأمريكيين أقحموا أنفسهم في التحقيق بعد تحطم طائرة قرنق، واستولوا على أجزاء من حطام الطائرة، "ما أثار أول علامة استفهام كبيرة" على حد قوله.

    وأضاف بأنهم ? الأمريكيين ? لم يكونوا جزء من لجنة التحقيق، ولم تتم دعوتهم، كما أن الطائرة روسية الصنع. وأشار إلى أنهم في الحركة الشعبية، كانوا يعلمون أن مروحيات وطائرات أمريكية كانت تبحث عن طائرة قرنق، لا طائرات الأمم المتحدة، كما ورد في الأخبار، لأن "الأمم المتحدة، ليس لديها طائرات أو مروحيات في المنطقة".

    "الأمريكيون أرادوا صرف الأنظار عن أنفسهم". يقول بدر الدين، مؤكدا أن الأمريكيين هم الذين أبلغوا الحركة الشعبية، واليوغنديين بموقع حطام الطائرة. ولفت إلى أن التحقيق لم يسفر عن شيء، بل أن قيادات في الحركة الشعبية، كانت سعيدة بمقتل قرنق، مثل الدكتور لام أكول (وزير الخارجية السوداني حاليا)، لم تكن لها مصلحة في أن يقود التحقيق للكشف عن ملابسات مقتل قرنق.

    وقال إن أطرافا أخرى، تابعة للأمريكيين، مثل مجموعة الأزمات الدولية، لعبت دورا مشبوها، بتأكيدها أنها رصدت احتفالات جيش الرب (حركة معارضة يوغندية مسلحة ليست على وفاق مع قرنق)، بمقتل قرنق، للقول إن جيش الرب ضالع في قتله.

    توقيت "تصفية" قرنق

    وقطع بدر الدين، بأن الطائرة احترقت تماما، ما يعني أن أسباب التحطم لا تعود لخلل فني، فهي إما أن تكون قد ضربت بصاروخ أو بسلاح في داخلها على حد تعبيره. وقال إن قرنق، تجاوز بعد اتفاق السلام، الحدود التي وضعت له، لأن الاتفاق، حرص على "حشر الحركة الشعبية في ثوب الجنوب فحسب"، لكن الأحداث التي تلت عودة قرنق للخرطوم، أوضحت بجلاء، أن طموحاته كزعيم قومي، لم تكن لتحدها حدود.

    وعاد بدر الدين ليؤكد أن الأمريكيين يعتبرون الحكومة السودانية حليفا قويا في محاربة الإرهاب، الملف الرئيس لديهم حاليا. وقال إنهم، كما حدث سابقا في أمريكا الجنوبية، لا يملكون استراتيجية بعيدة المدى في إفريقيا، وأن قرنق، ما كان لينجح استراتيجيتهم قصيرة المدى في السودان خصوصا، وإفريقيا بشكل عام.

    وحول ميقات مقتل قرنق، قال بدر الدين: "اغتياله تم قبل تشكيل حكومة جنوب السودان، وقصد منه قطع الطريق أمام تعميق رؤى قرنق القومية باتجاهه لتعيين شماليين في حكومته في الجنوب".

    وأكد بدر الدين أن قرنق عرض عليه منصب والي ولاية غرب بحر الغزال (جنوب)، لكنه رفض. وذكّر بأن حكومة الجنوب الحالية التي تشكلت بعد مقتل قرنق، لا تضم أي شماليين، وهذا يخالف الرؤية التي كان يطرحها قرنق.

    وقال إن تشكيل حكومة في الجنوب، كالتي كان ينوي قرنق تشكيلها، كانت ستدعم فكرة السودان الجديد، وتجسد منعطفا جديدا و"خطيرا" في السودان، وتصب في اتجاه تقوية طموحات قرنق الشخصية باعتباره زعيما قوميا، لا قائدا للجنوب فحسب.)

  9. دائما أضع هذه العبارة امامي(ان لم تكن سيئ فالله لايسلط عليك السيئين) فالحقيقة وللتاريخ نحن سيئين رغم كمية الحب الموجوده في داخلنا (ما ذهبت إلى مجتمع أو جماعة في السودان إلا وكان بينهم الجشع والطمع والأنانية وحب الذات فتولدت بينهم الكراهية والحقد) معضم المتعلمين مشبعين بالأمية على الفطره ومحدودي النظر.
    فحاربو الجهل كي يتسنى لنا محاربة الأفات الأخرى

  10. استيلا ،، لقد ذكرت المفيد ولكن ليس بين هؤلاء من يستطيع تحقيق احلامك واحلامنا البسيطة !!!!!

    ففاقد الشيء لا يعطيه ،، هؤلاء غير مؤهلين لا فنيا ولا اخلاقيا عن تحقيق امال هذا العملاق الشعب … فانت لاتجني من الشوك العنب !!!

    لنا الله حتى يترجل عنا كل هؤلاء واؤلئك من المتسلطين علينا !! ويبدل الله حالنا باناس يخافون الله فينا ويملكون من رجاحة الفكر وسداد العمل ما يحقق امنياتك وامنياتنا شمالا وجنوبا !! ودمتي

  11. القديره استيلا…البصيرة والحكمه لهما رائحه عطرة تفوح من كتاباتك…يعلم كل المديرين لدركسون الوطن المريض لما تفضلت انت به وان المشكله ليست هنا لانهم يدركون انها الحقيقه وعين الحقيقه فيماا ذكرتيه ا.. المشكله في ذاتهم في نفوسهم ..كيف يستطيعون الخروج من بوق العصبيه باشكالها ومواجهة ذواتهم وتطهيرها من الداخل ثم بعدها التضحيه والتنازل لتدب الصحه والعافيه لجسد وطنى العزيز ..لك التحيه ولكتاباتك النبض..

  12. الاخت الفاضله… استيلا قايتانو

    والله لم اعجب بمقال فى حياتى مثل هذا المقال الجيد والمتوازن فى كتابته الرقيقه التى تدل على انك انسانه بكل ما تحمل الكلمات من معنى . لان ما اعجبنى فى كلماتك خوفك الكبير على الوطن وقمتى بمناشدة الجميع معارضه او حكومه او حاملى سلاح وهذا يدل على لونك السياسى المنظم والمرتب لحب الاوطان قبل الاشخاص. فلك منى كل التحايا والاحترام. ويا ريت يكون عندنا عشرة اشخاص من امثالك فى هذا الوطن لانصلح الحال ودعينى ان اسميك من الان فصاعداً ( حمامة السلام)….

  13. والله بالحقيقه اكتشفتي الداء للامه السودانيه وكتبتي الحقيقه المريره التي لايتجراء قولها الا الاصيل صاحب قلب كبير مملوء بالطيبه والانسانيه والمشاعر النبيله اشكرك استاذه استيلا وللامام والله يحفظك والله يحفظ السودان وامثالك ايتها الانسانه والاصيله

  14. الاخوان فى صحيفة الراكوبه.. لكم التحايا

    ارجو تزويدنا بالسيرة الزاتيه للكاتبه الرائعه استيلا قايتانو ( حمامة السلام) صاحبة مقال ( قد يكون قدرنا)

    من التعاليق الكتيره ادناه . نجد ان هذه الكاتبه يجب الاهتمام بها حتى تتواصل معها عبر صحيفتكم الراكوبه.

    نرجو من الكاتبه الاستمرار بالمقالات الرائعه وعدم التوقف. واصبح لك جمهور وتستحقين ذلك بجدارة….

  15. كلام من أروع الرائعين ، أستيلا الأصيلة بت الأصيلين ، مُزركش بحاشية البطل هاشم بدر الدين …. تولّى الله أمرك يا جون قرنق ….. كان لسان حالك يقول : مايو الأولى سوف تحكم السودان ……. ومايو الثانية سوف تحكم السودان … ومايو الثالثة والرابعة سوف تحكمان دولتي الشمال والجنوب ، ولكيما تعيشان جنباً إلى جنب وبسلام ، سوف يكون بينهما برزخ طوله 2000 كيلومتر وعرضه 16 كيلومتر وإرتفاعه وأجواؤه تتسع لقيام قاعدة عسكريّة أمريكيّة …… في منطقة اليورانيوم والبترول الجيّد والغاز الطبيعي الممتاز ……… مكتوب عليها : ممنوع الإقتراب والتحليق والتصوير …. قاعدة عسكريّة ………….. يعني الماشية الأغلى من البترول واليورانيوم والقطن ، لا ينبغي أن تقترب أو ترعى أو تمر عبر ذلك الشريط الممتد بين دولة الشمال ودولة الجنوب ، وهذا يعني أنّ المواطن السودان سوف لن يكون تاجراً للمواشي الأفريقيّة عبر البحر الأحمر والمعروفة لدي الخليجيّين مُنذ قديم الزمان ب ( السواكني ) ……………. والله الكلام دا ذكّرني أيّام الرئيس جعفر نميري رحمه الله ، حينما جاء رعاة المواشي ، الذين لا يعلمون أنّ الأمريكان يمتازون ويتميّزون على غيرهم من الناس بتحويل الهزيمة إلى نصر ، وبلّغوا الحكومة بأنّهم شاهدوا أنّ هنالك طائرات كبيرة تنزل في منطقة حفرة النحاس ، وعندما تطير مُغادرةً المنطقة تترك وراءها ( حُفَر ) كبيرة على الأرض ، حولها كمّيّات قليلة من التراب ، لو وضع ذلك التراب على تلك الحفر لما كان كافياً لدفنها ، ممّا يدل على أنّ تلك الطائرات وأهلها قد سرقوا شيئاً من باطن تلك الأرض ؟؟؟ وقد تحقّقت الحكومة من ذلك فوجدوا أنّ الأمريكان قد سرقوا اليورانيوم من تلك المنطقة ، وقد أذاع الرئيس نميري بياناً توضيحيّاً ، أو في الحقيقة بياناً تضليليّاً ، عن تلك الحادثة ، حين قال بالحرف الواحد : في ناتس طلّعوا إشاعات مُغرضة قالوا النميري باع اليورنيوم للأمريكان ، وقد أودع الأموال في بنك سويسرا تحت حساب زوجته بثينة خليل ، ولكنّهم فات عليهم أنّ اليورانيوم ثقيل مثل الحديد وترحيله بالطائرات غير ممكن وغير مُجدي إقتصاديّاً ؟؟؟…… طبعاً دا كلام غريب ….. معروف أنّ الولايات المُتّحدة الأمريكيّة لديها ما يعرف ب ( Department of Energy ) ، وبداخلها وكالة للكهراء ، ووكالة للإسلحة الذريّة ، ووكالة للبحث العلمي ، ووكالات أخرى …… وأنّ أفضل مورد من موارد توليد الطاقة الكهربائيّة بكميّات تجاريّة ، لتدوير عجلة النهضة الإقتصاديّة الأمريكيّة ، هو اليورانيوم ، يليه الغاز الطبيعي ، ثمّ البترول الخام الخفيف …. وكلّها موارد ناضبة المعين … والناس شركاء فيها بل مُتصارعون ومتراشقون نحو إمتلاكها وتخزينها لأجيالهم …. الناس ، كلّ الناس شركاء في ثلاث : الماء والكلأ والنار ….. ولكن الأمريكان قالوا بوضوح شديد : نحن دولة عظمى ، ولكي نستمر كدولة عظمى ، ينبغي أن نمتلك وسائل القوّة وموارد الطاقة خاصّة اليورانيوم ، وإلاّ إمتلكه أعداؤنا وأبادونا به ؟؟؟ …… والمؤسف جدّاً أنّ فلاسفة ومُدّبري إنقلابات مايو الأولى والثانية والثالثة والرابعة ، يعلمون هذه الحقائق والمعلومات علم اليقين ، ولكنّهم يريدون تغيير الخصوصيّة أو الخارطة الجيوسياسيّة السودانيّة ، ذات المبرّرات التأريخيّة لوجودها ، مهما كانت التكلفة والعواقب والمتاعب والمصاعب التي يعانيها الشعب السوداني ….. ويهندسون على أنقاضها خارطة جيوسياسيّة جديدة ، ليس للشعب السوداني ناقةً فيها ولا جمل …… إسمها إعادة هندسة السودان على أسس جديدة ….. السودان الجديد ………. سودان تصفية الحسابات القديمة بين منصور خالد وباقان وياسر عرمان وعلي عثمان مُدبّري مايو المُتعدّدة المراحل من جهة وبين سودان الخرّيجين منذ عام 1956 ميلاديّة وحتّى الآن من جهة أخرى ؟؟؟ ….. أرجو أن يعلم هؤلاء ، وأن يعلم الذين غسل أمخاخهم هؤلاء ، أنّ السودان الجديد لن يكون جديداً ، إنّما هو في الحقيقة عبارة عن سودان : ثورة مايو العريقة الخالدة الظافرة ، الموقلة في القِدم …… وسوف ينتهي هذا السيناريو بإجتياح الأمريكان للسودان ، ببساطة شديدة جدّاً لأنّ الأمريكان لا يحترمون من يتعامل معهم على حساب أهله وشعبه ولا يثقون فيه على الإطلاق …….. وبالتالي سوف يقع على عاتق الخرّيجين مسؤوليّة تحرير السودان من الأمريكيّين ، طبعاً بعد أن ينهبوا ثروات أجياله ، كما سبق وأن حرّروا السودان من الإنجليز الأوروبيّين وبالمنطق فقط من داخل البرلمان ، برلمان الدولة الوطنيّة المدنيّة الديمقراطيّة الإستراتيجيّة العبقريّة الحديثة ، الذي مازال يحتفظ بتلك الشرعيّة ، ومازال غنيّاً بكوادره الغنيّة المُتجدّدة أوتوماتيكيّاً عبر تخرّجها على مستوى إمتحانات الشهادة السودانيّة وما يُعادلها مُنذ عام 1956 ميلاديّة وحتّى الآن …. والتي لها أبعاد أخلاقيّة ….. تحرّم إلتقاء أيّ سودانيّيْن بسيفيهما ؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..