المحكمة الطبية … ( فكرة الإمام)

** قبل ست سنوات تقريباً، عندما كان الدكتور الإمام الصديق أميناً عاماً للمجلس الطبي، طرح المجلس فكرة إنشاء محكمة طبية تنظر في قضايا الأخطاء الطبية، بحيث يكون الحكم القضائي بديلا لقرار المجلس المهني .. ولكن، لم تجد الفكرة قبولاً في الوسط الطبي ولانقاشاً في الوسط الإعلامي، ولذلك ماتت فكرة إنشاء المحكمة الطبية سريعاً، أي قبل أن يتبين للرأي العام جدواها أوعدم الجدوى..وها هي الفكرة تعود اليوم إلى سطح الأحداث، ولكن على هامش مأساة الحاجة زينة عليها رحمة الله، وقرار إيقاف الدكتور كمال أبوسن، على خلفية خطأ طبي عمره أربع سنوات تقريباً.. !!
** وهكذا نحن دائماً في السودان، نهوى أوطانا، ولكن نتجاهل بعض أمورنا لحين وقوع الكوارث ذات الصلة بالأمور، ثم نفكر في تلك الأمور المنسية على هوامش الكوارث ..فالتحسب هو لأفضل في إدارة الشأن العام، وشق مجارى السيول والأمطار قبل موسم الخريف خير من إنتظار الخريف ثم ترك مهام شق المجاري للأمطار والسيول .. لو لم تمت الحاجة الزينة بعد مأساة بلغت حد التحول الى قضية رأي عام، لمافكرت وزارة الصحة بالخرطوم في إنشاء محكمة طبية ..أو لو لم يصدر المجلس الطبي قراراً بايقاف الدكتور كمال أبوسن، لما خرج وزير الصحة بالخرطوم للناس والصحف بفكرة إنشاء محكمة طبية .. والله أعلم أي الأمرين هو الجلل – مأساة الزينة أم إيقاف أبوسن – بحيث أرغم وزارة الصحة بالخرطوم على هذا التفكير ..؟؟
** المهم.. المحكمة الطبية ليست بدعة سودانية، بل معمول بها في معظم دول العالم، الأول منه والأوسط ثم الأخير المسمى بالثالث ..مصر سبقتنا بعقود في تأسيس تلك المحكمة المختصة بالقضايا الطبية، وكذلك السعودية..ومع ذلك، هنا من يرفض الفكرة بمظان أن مجرد التفكير في إنشاء محكمة طبية يعني إدانة مسبقة للطب والأطباء، أو هكذا تبريرهم للرفض .. في تقديري، هذا التبرير لايقف على سيقان المنطق..ولو كان التفكير في مثل هذه القضايا يتم بهذا المنطق، لما كانت في بلادنا أية محكمة، مختصة كانت أو عامة.. فالمحاكم – بكل أنواعها – لاتعني إدانة المجتمع، بل تعني وقايته – وإنصافه – من أخطاء المخطئين..وعلى سبيل مثال المحاكم المختصة، أن تكون بالمدائن نيابات ومحاكم الضرائب والجمارك والصحافة والنفايات والإتصالات وغيرها، لاتعني أن الشعب مدان حتى يثبت براءته بواسطة تلك المحاكم أو إحداها ..!!
** ثم، وهذا أمر يشترك فيه الطبيب مع الصحفي، خير للطبيب أن ينظر في قضيته جهة عدلية بدلا عن تنظر في ذات القضية جهتين، إحداها عدلية وأخرى مهنية..نعم، ليس من العدل أن يتلقى الطبيب – وكذلك الصحفي – عقابين في (قضية واحدة)، أو هذا ما يحدث حالياً.. عقاب المجلس الطبي لا يمنع أهل المريض عن اللجوء إلى المحكمة أيضاً، بل عقاب المجلس بمثابة مستند إتهام بيد محامي أهل المريض.. وكذلك حال الصحفي في حال تمرير القانون المرتقب بلاتعديل، إذ يعاقبه مجلس الصحافة ثم تعاقبه المحكمة في ذات القضية ..ليس من العدل أن تتعدد العقوبات وجهاتها في (قضية واحدة)..وكذلك خير لعلماء المجلس الطبي – ولأساتذة مجلس الصحافة أيضاً – أن يبتعدوا عن مواجهة زملائهم وتلاميذهم في مواقف تستدعي التحري والتحقيق ثم الحكم – على الزميل او التلميذ – بالإدانة أو بالبراءة .. !!
** نعم، أن يبقى المجلس المهني – أي مجلس مهني – مهنياً مساهماً في تطوير المهنة، خير من أن يكون مجلساً عقابياً فقط لاغير ..وأي متأمل في عمر القضية التي حكم فيها المجلس ضد الدكتور كمال أبوسن – أربع سنوات تقريباً – يكتشف بلا عناء سلحفائية مراحل التحري والتحقيق، وهذه السلحفائية ليست من قيم عدالة، بل من (المكروهات).. فالعدالة الناجزة تعني باختصار (السرعة والدقة)، وليست ( اربعة سنوات تحري وتحقيق ثم إدانة أو براءة)..عمر هذه القضية – نوفمبر2009 / ديسمبر 2012 – يكشف (إمكانيات وقدرات المجلس الطبي)، ويثير تساؤلا من شاكلة : كم قضية بطرف المجلس؟، وبحاجة الى كم قرن ليتحرى ويحكم في قضايا العام (2013) ..؟..فالكادر العامل بلجان المجلس – لضعف الميزانية – غير متفرغ، بل يجتمع أسبوعياً وأحياناً شهرياً، وهنا يتجلى ( إهمال الحكومة)..على كل، شكراً للأمين العام السابق للمجلس الطبي على جهد التفكير قبل ست سنوات..فليتواصل التفكير – ولكن جماعيا- في إنشاء آلية عدلية مختصة تحفظ حقوق ( المريض والطبيب معاً)..!!
[email][email protected][/email]
أستاذي الطاهر ساتي ؛ أنا من قرائك الدائمين ؛ لكني وجدت مقالك هذا باردا برود الثلج ؛ لا اعرف السبب ؛ ربما يكون الزامك بكتابة العمود الراتب ولم تجد جديدا لتكتبه ؛ او انك تجامل شخصا ما لاسباب مجهولة لدينا ؛ وانا لا اشكك في زمتك ؛ ربما تكون صداقة .
لماذا كل الانظار تتجه نحو د . ابو سن ؛ وأسرة الفقيدة ويظل المجرم الاساسي خارج دائرة الاتهام . كيف لا يعرف وزير الصحة أن د . ابو سن موقوووف ؛ في الامر ان وكل أخواتها ….
ان كان يعلم فهذة جريمة ؛ وان كان لايعلم فهذه فاجعة ولا يصلح ان يكون مشؤولا عن صحتنا ؛ اللهم اشف مرضان ولا تدعهم يلجؤون الى اولئك الذئاب .
المجلس الطبي لديه لجان الشكاوي وهو بمثابة محكمة حسب قانونه وبت في كثير من القضايا ونسبة لقلة الكادر العامل وضعف الميزانية المخصصة وعدم توفير المعينات وايضا لتوخي العدالة تاخذ القضايا الكثير من الوقت وفكرة انشاء محكمة طبية لا مكان لها اذ ان المجلس يقوم بهذا الدور واذا كان الهدف كما ذكرت هو سرعة الاجراءات فعليك النظر في المحاكم الحالية وكيف ان القضايا تأخذ عشرات السنين للبت فيها
قضية شركة الأقطان وملف هيثرو وغيرها من قضايا الفساد ليها كم سنة ؟
المجلس الطبي مجلس مهني و هدفه الاساسي هو حماية المريض و حماية المهنة، و جميع القضايا المهنية يجب ان يتم التحقيق فيها بواسطة المجلس الطبي بغض النظر عن وجود او عدم وجود محكمة مختصة او غير مختصة، المعايير المهنية للممارسة تحددها لوائح المجلس الطبي و يقيمها مختصون في المهنة و ليست موجودة في اي قانون عام، و ذلك لا يمنع حق المريض في التقاضي.
لا يا ساتي ليحاكم المهنيين عن أخطائهم المهنية عن طريق مجالسهم حتي ينبري لهذه القضايا أهل الاختصاص و زملاء المهنة وما ذلك إلا لتنقية المهن و الوصول بها الى الجودة في الاداء و لا يفترض ان يكون ذلك في المهن العليا بل حتى المهن الحرفية حتى ننتهي بنجار محترم و كهربائي و سباك و فنيي سيراميك وتركيب الستائر و غيرها لأننا نحتاج لدولة المواطن فيها له معايير قياس الجودة و لننتهي من زمن التنطع في المهن للفاقد التربوي و اللامبالاة من أعلى السلم الاجتماعي و حتى أدناه و لا داعي لنستمر في هذه الأحكام الأنطباعية لأننا لا زلنا نعتقد أن الهايلوكس 81 هو أجود ما صنعت اليابان و العالم في العام 2013 دون النظر و الاعتراف بالإبتكار و التقنيات التي تنعكس في التصميم الجديد الذي يراعي متطلبات الحداثة و لو استمر هذا السلوك الجماعي سنصحى في يوم نبعث فيه تجارتنا الخارجية لتأتينابأزكى الطعام ولن يشعر بقيمة ورقنا هذاأحدا و كذلك لتبقى المحاكم و هي الرقيب القانوني الأعلى في الدولة (أي السلطة القضائية الحرة البعيدة عن السياسة) لكل من تضرر من اي مهنة باحتيال او أضرار مادية أو معنوية نعم كله نحتاج له و نحتاج أكثر من ذلك الضمير الحي و النفس الأبية و المواطنة .. المواطنة بحقوقها كاملة غير منقوصة و واجباتها أيضا غير منقوصة يومها سيصفق الابناء و الاحفاد لنا و يبكوننا كجيل فنان أورثهم الحياة الهنية الآمنة من جوع و من خوف أما حالنا اليوم في قليل من الجردة فهو حال متردي لا تأمن فيه الميكانيكي أو اي مهني فأنت توقف سيارتك أمام الورشة ليخبرك أحدهم أن هناك في التقاطع إكس ميكانيكي ماهر جدا و تذهب بعد لأي و عناء مع الرقشات و الكارو و العابرة و المارة لتجد أن الرجل لا يعرف كوعه من بوعه و هكذا دواليك و عليك ان تراقب بدون اي معرفة كلما احتجت لعمل فني في البيت أو السيارة أو أي مكان حتى المقبرة لتسمع رأي اول و ثاني و ثالث و .. و.. و كلها بدون معايير قياسية و الخوف أننا نرغم على الدخول في غرف العمليات مع أهلنا المرضى لنعرف ما يجري داخل هذه الغرف المغلقة و المعقمة!!!
ولماذا نذهب باجتهاداتنا الى دول الجوار أو السعوديه …النظم الأوربيه والأمريكيه أعطت أكلها فى هذا المجال من المحاسبه…فأكفونا الأجتهادات العقيمه.وبالمناسبه فأن لقاء الأمس بقناة الشروق (برنامج المحطه الوسطى) مع د.عبد العظيم كبلو وذاك المحامى الغريب المظهر والهندام لأكبر دليل على الأفلاس المهنى القضائى بالسودان.دكتور كبلوا اظهر براعه فى حواره وأدراكه للقوانين وتقبله للكلام الفارغ الذى كاله أياه ذاك الشخص الغريب …ومن هنا نحيى د. كبلوا تحمله هذا الجاهل بالقوانين …ولقد أعجبنى رد د. كبلوا عند نهاية اللقاء بأنه لوكان يعلم أن سيحاور هكذا شخص من الأول ما كان حضر وضيع وقته…فالتحيه لدكتور كبلو مرة أخرى
المجلس المهنية هى فقط لتنظيم وتاهيل الكوادر العاملة والتدريب والخ……..اما الاخطاء المهنية فهى مسئولية القضاء ليس الا…وتعتبر من ضمن الاخطاء العادية لهذا السبب يكتبوب المستفيدين باقرارات كما فى السعودية …………….
لمن وقت عمارة الجماعة فهى خطا هندسى المفروض ان تتحاكم علية قضائيا ويشمل التعويض اذا وجد وكذا الحال فى كل المجالس…هى بالمناسبة تابعة لمجلس الوزراء وليس الوزارات المتخصصة