“الأفوكاتو” د. عادل عبد الغني: أنا دافعت عن كل ألوان الطَيف السِّياسي بالسُّودان وليس السلفيين فقط!!

ربما يجد بعض المُحامين الذين يتولون مناصب في الحزب الحاكم أو في اتحاد المُحامين وجاءوا في قائمة الحزب، حرجاً في الدفاع ببعض القضايا السياسية الحَسّاسَة
المُحامون السودانيون ? على ما أعتقد- هُم الوحيدون في الدنيا الذين لا يتقاضون أيِّ أتعابٍ في القضايا السِّياسيَّة نهائياً
(الأفوكاتو) د. عادل عبد الغني أحمد، أحد أبرز رجال القضاء الواقف في السُّودان حالياً، وكان القاسم المُشترك الأعظم في أشهر وأصعب القضايا التي وقعت في السنوات الأخيرة، وحَازَ على شُهرة واسعة بتوالي الظهور في قضايا القتل العمد حتى قيل عنه “عادل البيحل كاتل الذمة” وعلى رأسها “مقتل الصحفي محمد طه محمد أحمد” و”مقتل الدبلوماسي الأمريكي” و”مَقتل عوضية عجبنا” وغيرها من القضايا التي لا تُعد ولا تُحصى. (التيار) جلست إليه في “ونسة عصرية” بمُنتدى “كباية شاي” نهار الخميس الماضي، في مُؤانسة امتدت لساعات حول القانون والحياة، وأزاح عادل عبد الغني السِّتَار عن تفاصيل حياته الشخصية والمهنية، وانهمرت دُموعه، وخنقته العبرة أثناء استعادته لمسيرة كفاح والده الذي أظهر حرصاً شديداً على أن يمضوا قُدُماً في التعليم رغم قسوة الظروف وشظف العيش وضيق الحال.. وإلى التفاصيل:
الخرطوم: عمار حسن
الحلقة الرابعة
هل يبيع المحامي قضيته؟!
المجهود الذي يبذله المحامي تُراقبه عُيونٌ ذكية، والمحامي يعيش على سُمعته، إذا باع قضيته يكون باع مهنته نهائياً وانتهى، أنا بصراحة لم أسمع بمحامٍ باع قضيته، لكنني سَمعت بمُحامٍ أداؤه ضعيفٌ في القضايا كان يُمكن أن يكون أفضل حتى نحن في أنفسنا كان أن يكون أداؤنا أفضل، وهُناك قضايا تشعر أنّك لم تُعطِها حقها لكن ما بيدنا.. أنا دائماً أضحك على الناس الذين يأتون لمهنة المُحاماة من مهن أخرى، وأقول: أخونا فلان الفلاني كان عميد في البوليس لكن ربنا هداه الى سواء السبيل فأصبح مُحامياً.. حقيقة هناك مهن قريبة لنا مثل الشرطة والقوات المُسلّحة، نحن.. (المحامي عندنا الذي تسلّمناه من الجامعة وغرسنا فيه قيم مهنتنا وعلّمناه كيف يلبس، ويقف في المحكمة بانضباط “ما يتشعلق في منضدة القاضي”.. هيبته واحترامه لنفسه ثم تلقيه العلم) هذا هو المحامي الذي تربى وتَرعرع على هذه المهنة، ولكن هذا لا يطعن في الذين أتوا إلينا مُؤهّلين قد يستوعبوها، ولكن الولاء للمحامي المهني.
الانتماء السياسي والحزبي للمحامي
أكثر ما يشرف المُحامين السودانيين هو التزامهم التام بالدفاع في قضايا الفكر وقضايا الضمير، ويكاد يكونوا هم المحامون الوحيدون في الدنيا الذين لا يتقاضون أيِّ أتعاب في القضايا السّياسيّة نهائياً، بل أحياناً يمتد الأمر إلى أنهم يدفعون من جيوبهم إلى أُسر المُعتقلين والمُقبوض عليهم في القضايا السِّياسيَّة.. في البلدان الأخرى القضايا السياسية تدر على المحامين أموالاً طائلة وهي أكثر القضايا عطاءً، لأن هنالك الأحزاب عبارة عن مؤسسات، وفي السودان الرجل الذي يُعتقل إذا كان شُيوعياً أو بعثياً أو أخو مسلم لم يخرج لغرضٍ خاصٍ وإنما لفكرة ورأي أملاه عليه ضميره ووعيه، يفتكر أن فيه مصلحة للناس، وعندما يُقبض أو يُعتقل، على الناس أن يدافعوا عنه.. المحامون في السودان يدافعون عن القضايا بغض النظر عن الانتماء السياسي حتى هذه اللحظة.
الحرج أحياناً!
هنالك بعض القضايا التي يدافع فيها المُحامون حتى المُنتمون الى الحزب الحاكم في قضايا سياسية، ربما يجد بعض المُحامين الذين يتولون مناصب في الحزب الحكم أو في اتحاد المحامين وجاءوا في قائمة الحزب، ربما يجدوا حرجاً للدفاع في بعض القضايا السِّياسيَّة الحسّاسة، ولكن هذا لا يَمنع المُحامين أن يُدافعوا في كُل القضايا، بل ويَدفعهم لأن يرفعوا عصا الطاعة على الحزب وينبروا للدفاع في بعض القضايا وهذا أروع شئ في المُحاماة، تجد كل ألوان الطيف جالسة مع بعضها البعض، عملت في عدد من قضايا السلفيين ومن ضمنهم قتلة غرانفيل والذين يتعاركون مع طوائف الصوفية بمقابر حمد النيل.. وذات مرة جاءتني صحفية قالت لي يا دكتور عادل إنت كسلفي! – مُفتكراني سلفي جد جد – المُحاماة ليست لها أيّة علاقة بطريقة تفكيرك أنت، حتى في قضايا مُدبِّري انقلاب مايو، دافع عنهم مُحامون كثيرون من ألوان الطيف المُختلفة، نحن المُحامون مُلتزمون التزاماً دستورياً وقانونياً للدفاع عن الناس.
قضايا الأطفال
أين المُحامون من الحق العام ومن المُهمّشين والمُستضعفين؟ أفتكر القوانين والأخلاق تُفرض على كل المهن سواء كانت اقتصادية أو زراعية وغيرها ما يُسمى بالمسؤولية الاجتماعية والتي تشمل المُحاماة أيضاً.. أي محامي في هذا البلد وأعتقد أكثر 20% من عمله مجاني مثل أخونا عثمان العاقب المحامي الذي انبرى لقضايا الأطفال وتبرّع بالعمل فيها بالمَجّان، ونحن في كثير من الأوقات ندل أهل الضحايا من الأطفال بالذهاب الى عثمان العاقب خَاصّةً في حالات الاعتداء الجنسي وقتل وتعذيب الأطفال وهو يضطلع بهذا الدور، وفي كَثيرٍ من الأحيان “يفلسوا أثناء قيامهم بهذا الدور ويكون ما عندهم قروش” ولدينا محامون يشتغلون في قضايا الاعتقال والقبض وغيرها، ومُحاميات يعملن في قضايا النساء اللائي يتعرّضن للعُنف الأُسري والاعتداءات وهن مُحاميات كثيرات جداً”.
قضية الجمهوريين
نحن انبرينا للكثير من القضايا السياسية، فأنا كنت في هيئة الدفاع عن عباس غبوش وقضية الجمهوريين في نفس اليوم الذي حكم فيه بالإعدام على الاستاذ محمود محمد طه وأنا مثلت الجمهوريين العشرة الذين حُكموا في محكمة الخرطوم شمال أمام مولانا أحمد أبو زيد، والآن هو رئيس هيئة المظالم ورغم توجهاته الإسلامية وكان لديّ إحساس في ذلك الوقت أنه أخو مُسلم، بَرّأ الجمهوريين في ذلك اليوم وهم الذين تم القبض عليهم ابتداءً، وبسببهم تم القبض على، محمود محمد طه الذي أُعدم لأنهم كانوا يبيعون الكتب في شارع الجمهورية، ثم اشتغلنا الكثير من القضايا أيام الطواريء في عهد الرئيس جعفر نميري وانبرينا للكثير من الناس ثم قضايا الانقلابات وقضايا ما يُسمى بالتفجيرات التي اُتهم فيها عدد من الشباب والمثقفين والضباط المتقاعدين، وكذلك اشتغلنا الكثير من قضايا الفقراء من أبناء الجنوب الذين لهم أُسر وقضايا المنازل اذا كانت هنالك أسرة وقع عليها ضيم في تزوير منزلها البسيط، نترافع عنها مجاناً.
العميري كان يجب أن يموت
عبد العزيز العميري كان صديقا وأخاً عزيزاً جداً، وأيضاً محمد طه القدال وهاشم كرار ومحمد نجيب كنا الأصدقاء المرتبطين مع بعض يومياً، لكن العميري كان يجب أن يموت، وأول مرة يُثار في ذهني شك حول موته افتكر أنه شمعة حُرقت، ورجل مثل العميري أن يكون قلبه بحساسيته وإرهافه لا بُدّ أن يموت، أول مرة يثور شك عندي حول ظروف وفاته، أباذر الغفاري سمعت أنه توفي خارج السودان ربما في أسمرا أو إريتريا وفي ظروف حرب وهي ظروف منفتحة على كل الاحتمالات، أحب أذكِّركم حاجة، “عندما حضر كل الذين كانوا في المعارضة المسلحة من جيش الفتح وجيش الامة والحركة الشعبية أو الجيش السوداني، أسدل الناس الستار عن كل ما حدث في أيام تلك الحروبات ربما أنهم لا يريدون أن ينكأوا أيِّ جراح، أنت لست منغمساً في العملية السياسية ولكن مراقب للعملية الإنسانية ومتطلبات السلام”، هنالك في الميادين حدثت أشياء ومفارقات ولكن الصلح الاجتماعي يقتضي غض النظر عن هذه الأشياء.
علاقات وصداقات
أعرف الاستاذ الفنان الموسيقار محمد الأمين كنجم ومبدع من مبدعي السودان، ولكن لا تربطني به علاقة شخصية أو مباشرة، بل لم ألتقِ به أبداً رغم محبتي ومعزتي له ربما بعض الشبه إذا كان في الصلعة أو خلافه، ويظل محمد الأمين فخراً لمنطقة الجزيرة ككل، ومن الذين تغنوا لها وألهموا وأبدعوا الناس كصوت زيدان إبراهيم وعمر الشاعر ربطتنا العباسية التي سَكنتَ بها وكان بجوارنا الأستاذ نادر فضل ونخبة من المحامين، بالمناسبة العباسية منطقة ملهمة جداً، أنا كنت اسكن في شارع الفقراء، أي شخص في هذا الشارع هو فلان الفلاني الذي تعرفه، هذا فلان لاعب الكرة، وهذا فلان الممثل، وهذا فلان المغني، وذلك فلان الكاتب.
حكاوى من العباسية
أحكي لك قصة غريبة جداً.. “في بيت كان يقع شمالي وانا أذهب وأسلم عليهم سلام حار كل يوم، منهم اثنان ضابطان بالمعاش واحد عقيد وآخر مدير بنك، وآخر كاتب، وآخر صحفي كلهم معروفون في المُجتمع، وأحدهم يجلس بمسافة بعيدة قليلاً، شعرت أنه شخصٌ بسيطٌ وطيِّبٌ، وكنت أسلم عليه، لكن لم يحدث أن سألت نفسي من هو هذا الشخص! يوم صحيت الصباح أتفاجأ أمام منزله بثلاثة عساكر يلقون تحية عسكرية ويأتي ذلك الشخص يرتدي زياً عسكرياً برتبة فريق وعرفت أنه مدير كلية الحرب العليا ويحمل شهادتي دكتوراه في علوم الحرب احداها في استخدام المدفعية للتغطية على زحف قوات المُشاة في المعارك البرية نظرية جديدة في علوم الحرب وكان هو أبو بكر علي كرنينا”.. فهذه هي العباسية تجد شخصاً جالس على حجر وآخر جالساً على لستك وتسأل يقولون لك هذا فلان الفلاني، في الخارج هم نجوم، وفي العباسية هم أبناء الحي العاديين.. عمر الشاعر وزيدان إبراهيم عرفتهما من هناك وكعامة الشعب شجيت وطربت من أدائهما.
ركيزة من ركائز التنمية
من الأسرار التي يجب أن تقال إنّ مهنة المُحاماة هي ركيزة من ركائز التنمية، يقوم المحامون بدور تنموي ضخمٍ في السودان، فمنهم من يجلد المُستشارين، ومنهم من يُروِّج للاستثمار، ومنهم من يشرح القوانين والامتيازات والإعفاءات وهم حماة التنمية والتّقدُّم والتطوُّر.. فوراء كل كوبري وكل خزان وكل خطوط الطيران والسكة الحديد، وكل مشروع تنموي ضخم محامٍ ينظر ويُخطِّط لهذا المشروع.. قبل أيام كان هناك افتتاحٌ ضخمٌ لمدينة الخرطوم الطبية وفيها أكثر من عشرين تخصصاً، وكان هذا العمل قانونياً بحتاً وهو عبارة عن تعاقدات بالغة التعقيد والعمل القانوني هو عماد التنمية.
التيار
من يملك الوقت ليقرأ كل هذا الهراء و على مدى ايام.
محامي أعور..كل همو يمدح في نفسو. أعوذ بالله من ال أنا.
اول مره اسمع اسمك كاًحد اعضاء لجنة التحكيم في قضية الاقطان ، والمره التانيه كمحامي دفاع عن فضل محمد خير ، وما شابه الحالتين من لغط كثير ، كيف تفسر ذلك والا عشان الاتعاب كانت ملياريه99
اول مره اسمع بيك كان في قضية الاقطان كاًحد اعضاء لجنة التحكيم والمره التانيه كمحامي دفاع لفضل محمد خير ، ورغم ما في الحالتين من فياد وواضح ، بماذا تفسر ذلك والا عشان الاتعاب ملياريه
من يملك الوقت ليقرأ كل هذا الهراء و على مدى ايام.
محامي أعور..كل همو يمدح في نفسو. أعوذ بالله من ال أنا.
اول مره اسمع اسمك كاًحد اعضاء لجنة التحكيم في قضية الاقطان ، والمره التانيه كمحامي دفاع عن فضل محمد خير ، وما شابه الحالتين من لغط كثير ، كيف تفسر ذلك والا عشان الاتعاب كانت ملياريه99
اول مره اسمع بيك كان في قضية الاقطان كاًحد اعضاء لجنة التحكيم والمره التانيه كمحامي دفاع لفضل محمد خير ، ورغم ما في الحالتين من فياد وواضح ، بماذا تفسر ذلك والا عشان الاتعاب ملياريه