شكراً لكم جميعاً

يقول الله تعالى في سورة البقرة : ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ )
وأنا مغمومه ومجروحه ومكلومة ومحبطه ومظلمة الدنيا أمامي بعد فقدي لوالدي العزيز والذي حدثت وفاته يوم الأحد الماضي الموافق29 يوليو، ولكن ماخفف عني فقده هو وقفة السودانيات والسودانيين مع ، فقد طوقوني بحنانهم ودفئهم وكرمهم وكلماتهم الطيبات ساندوني ووقفوا الى جواري حتى قبل وفاته وظلوا يتابعون معي . وبعد أن وصلني نبأ وفاة والدي لم أكن وحدي تدافعوا وفي لحظات حيث أقيم فسندوني وساندوني وشرعوا في إجراءات حجز مكان العزاء ودفعوا ثمن ذلك ، وأعد بعضهم الطعام والشراب ، إحتضننوني وإحتضنتهم فبكوا معي وأزالوا عني حزناً كبيراً ماكان له أن ينزال لولا وقفهتم معي، جاءوني من لندن ومن غيرها من مدن بريطانيا المختلفة وقطعوا الساعات الطوال مسافرين ليواسوني ويقفوا معي ولم تنقطع الاتصالات عن طريق الهاتف وغيره حتى اللحظة ،من أشخاص قابلتهم وأكثرهم لم أقابلهم من قبل وهكذا تتجلى أصالة معدن هذا الشعب والذي لن تتمكن حكومة الكيزان من تشويه الاصيلات والاصلاء من أصحاب المعادن النفيسه منهم ، بل سيظلون كما هم ، رغم الغربه وآلامها ، وأعلم بأن الكثيرين لم يتمكنوا من الوصول اليّ وتقديم العزاء لظروف قاسية وأنا أقدر ذلك بشكل كامل.
ولأنني لن أستطيع أن أحصى العدد وسأقع في حرج بالغ أمام إخوتي وأخواتي وأصدقائي وصديقاتي العزيزات وزملائي وزميلاتي لكنني أقول لهم هل أستطيع أن أكتب لكم كلمات شكر ستوفيكم؟ وسأُجيب مباشرةًلا والله لن أستطيع فليست هناك كلمات ستوفيكم ، لكني سأطلب منكم أن تسمحوا لي بأن أشكر الدكتورة مريم الصادق المهدي نائب رئيس حزب الامه ورغماً عن كثرة مشغولياتها جاءت لتقديم العزاء ولوالدها الكريم الامام الصادق المهدي والذي عزاني عن طريق الهاتف ، كما أشكر شيخ المناضلين الاستاذ الجليل علي محمود حسنين رئيس الجبهة الوطنية العريضة والذي حرص على تعزيتي عن طريق الهاتف والواتساب وإعتذر عن الحضور لبعض إرتباطاته ، ولا أنسى أن أُحيي رابطة الصحافيين والاعلاميين السودانيين ممثلةً في مكتبها التنفيذي وعضويتها في وقفتهم معي، وأشكر كذلك الأخوة في الراكوبة المنحازة الى هموم الشعب المسحوق والذين هاتفوني معزيين ومواسيين.
بإسمي وبإسم شقيقتي مشاعر في بلجيكا نتوجه بالشكر أجزله لصديقتها وأصدقائها من سكان مدينة جنت وبقية مدن بلجيكا لمؤازرتها والوقوف معها ومساندتها مما خفف عنها الكثير وباسم أفراد أُسرتي داخل وخارج السودان نتقدم بالشكر الجزيل لكل الاهل والاصدقاء والمعارف والجيران في مدينة رفاعة والذين تقاسموا معنا مرارة فقدنا ووقفوا معنا يستقبلون ضيوفنا وهذا عهدنا بهم فهي رفاعة أمنا الرؤوم، وشكرنا بلاحدود لكل من حضر إلى مدينة رفاعة من مدن السودان متكبداً مشاق السفر ليواسينا في فقدنا نقول لكم لولا وقفتكم تلك لما تماسكت ولما إلتأم جرحي فدعوني أشكركم وأشكركن جميعاً صديقات وأصدقاء المنافي واللجؤ والرفقة والايام الصعبة القاسية ، أشكركن وأشكركم ملايين المرات صديقاتي وأخواتي العزيزات، وأنا ممتنه ومُدينه لكم.
لوالدي في قبره الرحمه والمغفرة وأمنياتي من رب العالمين أن يتقبله القبول الحسن وأن يجعل الجنه مثواه ، وأن يرحم جميع موتاكم.
مها عبدالله سليمان
عن أسرة المرحوم عبدالله سليمان الامام




ايه الدنيا غير لمًة ناس في خير او ساعة حزن
ايه الدنيا غير لمًة ناس في خير او ساعة حزن