مناخ إغتصاب الأطفال ..!!

** التعريف العالمي للطفل، وكذلك تعريف قانون الطفل بالسودان، هو من لم يتجاوز الثامنة عشرة عمراً.. وأكثر أطفال الدنيا والعالمين تعرضاً لمخاطر التحرش والإغتصاب، ليسوا هم الذين يتقاسمون أوقاتهم ما بين الأسرة والمدرسة، بل هم الذين يخرجون فجراً من ديارهم بحثاً عن قوتهم وقوت أسرهم، ثم لايعودوا إلى ديارهم إلا بعد غروب الشمس أومنتصف الليل..هؤلاء هم الذين يحيط بهم سياج التحرش والإغتصاب، ولكن أكثرنا يتجاهل المناخ الذين هم فيه يعملون، ثم يفصل ذاك السياج على أطفال المدارس والملاعب، وكذلك على الذين يحظون برعاية الأب والأم طوال ساعات النهار والليل..!!

** على سبيل المثال، فليذهب أحدكم بعد غروب الشمس إلى أسواق الخرطوم المركزية (الخرطوم، بحري، أمدرمان)، ويشاهد من يسميهم مجتمعنا ومحلياتنا وصحفنا ب (أطفال الدرداقات)، ثم يرصد معاناتهم في سبيل تسديد (رسوم الدرداقة) قبل غروب الشمس، حتى يتثنى لهم العودة إلى ديارهم – بجنيهات بالكاد تسد بعض الرمق – بعد الغروب أو بعد العشاء..أو فليقصد أحدكم شوارع المدائن الرئيسية في كل ولايات السودان، وشارع النيل بالخرطوم نموذجاً، ثم يرصد معاناة من هم دون سن الثامنة عشر في سبيل بيع مناديلهم وبعض مايحملون بحيث يكون العائد قوت يومهم وأسرهم..في تلك المعاناة مكمن المخاطر وفي متنها مناخ (التحرش والإغتصاب) ..ولكن الولاة بالمحليات لايعلمون أو يتجاهلون، ولذلك يكتفون بفرض الرسوم على (درداقاتهم وسلعهم)..!!

** نعم، فليرتفع حد عقاب المتحرش و المغتصب إلى الإعدام، ليس في ساحة الإعدام بكوبرأوغيره، بل في (ميدان عام)، بمحلية الطفل الضحية أو بمنطقته، وتحت سمع وبصر الناس والإعلام، أو كما الحال بالسعودية.. ومع ذلك، علينا ألا ننسى أن العقاب، مهما كان حاسماً ولاذعاً، فهو محض علاج لمثل هذه الأوبئة، وبالتأكيد (الوقاية خير من العلاج)..وليس من الوقاية أن نوفر لأطفال الفقراء مناخ التحرش والإغتصاب، بحيث ندعهم يعملون في أسواقنا وشوارعنا آناء الليل وأطراف النهار وكأنهم بلغوا سن الرشد ..واي عقل سوي يدرك أن حاجة الطفل إلى العمل – وكذلك حاجة أسرته إلى قوت اليوم – هي المدخل لحزم المخاطر التي قد يتعرض لها الطفل، ومنها مخاطر التحرش والإغتصاب..وقانون الطفل يجب ألا يكتفي بعلاج التحرش والإغتصاب بنصوص العقاب، بل عليه أن يجنب الأطفال الإقتراب مناخ التحرش والإغتصاب، وذلك بمنع (عمل الأطفال)، وأن يكون تعليمهم بديلاً لعملهم.، وتأهيلهم بديلاً لإستغلالهم..!!

** ومنع الطفل عن العمل ليس بمطاردته بالشرطة ولا بافقار أسرته، علماً أن عقول ولاة الأمر في بلادنا لاتتقن غير مطاردة الضعفاء وإفقار الشعب وليس فقط أسر الأطفال الفقراء..فالمنع يجب أن يكون بنقل تجارب ماليزيا والبرازيل والهند والأردن على سبيل المثال، إذ كثيرة هي الدول التي عانت من ظاهرة عمالة الأطفال ومخاطرالتحرش بهم وإستغلالهم من قبل الذئاب البشرية..ولكن، تلك الدول وغيرها نجحت في مكافحتها وخفضت نسبتها بالحلول والبدائل وليست ب (هراوات شرطة المحليات)..تم رصدهم وحصرهم بواسطة أجهزة الدولة المحلية ومنظمات المجتمع المدني، ثم تم تصنيفهم حسب أعمارهم و أفراد أسرهم وحالتهم الإقتصادية، وبعد ذلك تم توزيعهم في قاعات الدراسة والتأهيل..وسبق هذا التوزيع، إستيعاب أسرهم في مشاريع وصناديق الرعاية الإجتماعية.. !!

** بل، بلغ الأمر بتلك الدول – ومنها ماليزيا – فرض العقاب على ولي أمر الطفل في حال أن يكون قادراً على تعليم طفله ولكنه يجهل ذلك أو يتجاهل بحيث يريد لطفله أن يكون عاملاً وليس تلميذاً..هكذا يجب أن تكون الإرادة التي تجعل كل قطاعات الدولة – الشعبية منها والرسمية – مسؤولة عن الأطفال، وليست أسرهم فقط ..عمالة الأطفال هي المناخ المناسب لتفشي ظاهرة التحرش بهم أو إغتصابهم، ولذلك تكافح الأنظمة الراشدة (المناخ والظاهرة معاً)..أوهكذا تجربة ماليزيا التي لا ينقل منها ولاة أمر السودان غير (الأثاثات والشعارات)، وليس العمل الراشد الذي يرشد مستقبل الوطن والمواطن إلى كيفية صناعة الوعي و ( الحضارة الناهضة)..!!

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. سلام عليك ايها الصحفي الحصيف الجميل و انت تتناول المواضيع بعمق ودراية والله الواحد يستغرب انه بقية الصحفيين ديل ما بيقروا ما يسطره يراعك و ما بيخجلوا مما يكتبون. تصور رئيس تحرير يقول البشير هبة من السماء و مشكلته في الذين يعاونوه!!!!!!!!!! و لا تعليق لدي. بارك الله فيك و في البطن الجابتك و في الكدّّ و تعب في تعليمك واتمني ان يكون حياًً حتي يري ثمرة جهده و كده و سعيه الحلال لان امثالك اكيد معطونين بالرزق الحلال الطاهر.AGAIN بارك الله فيك و في ذريتك و رحم والديك

  2. لكن تلك الدول التي عالجت المشكلة فيها قادة مهمومون بهموم وطنهم ومواطنيهم وليس مثل خنزيرنا الرقاص الخائب العميل الخائن الذي همه كله تفتيت الوطن وتشريد مواطنيه ونهب ثرواته وخيراته الذي لايعرف غير الرقيص والخيابة

  3. ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه

    كده شغلو الاتخرجوا ديل فى الاول

    دايما بتخلطو بين الاحلام والامانى
    وووووالواقع

  4. ده كلام جميل جداً وانت أخذت جانب واحد من بئة التحرش بالأطفال لاكن ما نورتنا في مسألة التحرش في قاعات الدراسة وما ذئب المدرسة الخاصة عنكم ببعيد .. باخ دة زمن كعب خلاص

  5. مجرد إقتراح أن تفرض المحليات قانون موحد ينص على: عدم توظيف اي صاحب عمل أطفال دون سن الثامنةعشر إلا بعد إبلاغ المحلية وأن يملأ فورم معين يصمم بحيث يسهل الوصول الى الأسرة لدراسة الحالة الإجتماعية و من ثم إسناد الحالة الى وزارة الشئون الاجتماعية لتفصيل أحسن الحلول لهذه الاسرة حتى لو شارك نسبيا الطفل في موارد الدخل أن تكون من نوع المشاركة التي تسمح له بمواصلة تعليمه..

  6. بورك فيك اخى الطاهر………… اريد ان اضيف ملاحظه وهى عن موقع الحمامات فى اى مدرسه اساس الاحظ انها تكون فى موقع بعيد عن الفصول او ابوابها تفتح عكس ابواب الفصول هذه الاوضاع مناخ ممتاز لكل فعل
    قبيح ……….. الحمامات يجب ان تكون قريبه جدا ونظيفه جدا وامنه جدا بـــــــــــــــــوركت.

  7. مدارس شنو واولاد الدرداقات شنو والمشردين شنو ؟ لماذا لم تتناول اغتصاب الاطفال عمر سنتين وتلاتة دا وباء جانا مع هذا النظام الذي راينا فيه العجائب والتي جعلت إبليس نفسه يقول ان هذه الأفعال لم يفكر فيها ولم يدر بخلده دعوة الناس اليها

  8. المرة دي يا أستاذ ساتي مع احترامي الشديد ليك بتأذن في مالطة ومالطة اتملت أذاذين لا يسمعها أحد يعني قصدك شنوا لحكومة تعلم والحكومة تمنع تشغيل الأطفال و…. الأحلام الزي دي الحكومة دي ضد الشعب وضد الناس ما حتعمل ليهم أي حاجة غير الوجع والألم والشقا كبير وصغير ما تحلموا زي أحلام زلوط الحكومة لو بتعمل ما كان وصلنا لكدة وما مشكلة واصلوا تأذنوا وحيسمعنا بس ربنا ويلطف بينا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..