نظرية د.جون قرنق تحت طاولة التشريح

نستطيع القول ان نظرية الدكتور جون قرنق القائلة بنقل المدينة الى الريف ?قد تثير تناقضات وقد تخالف وقائع الاحداث التى نعايشها اليوم ?ولا نضع انفسنا فى موضع يخول الينا ان ننقض هذا او ذاك ?ولكن نتبنى استراتيجية التوضيح والبراغماتية التى نعيشها بشكل كلاسيكى الان ،وهو ان نقل المدينة الى الريف تواجه صعوبات كثيرة جدا ومجموعة من العوامل مثل:—
**زيادة النمو السكانى نحو اعلى هرم له فى جنوب السودان ،ومن ثم انخفاض نصيب الفرد من الارض.
**الهجرة من الريف الى المدن الكبرى (جوبا مثلا)نتيجة تدنى الاحوال الاجتماعية والاقتصادية فى الريف.
**تفضيل المدن على القرى بالخدمات الاساسية ،لذا نجد ان المدينة تمثل بريقا وهاجا لابناء الريف.
**تبنى معظم دول العالم الثالث سياسات مركزية فى اقامة المشروعات الصناعية،وذلك يعنى اعتماد هذه الصناعات على الهياكل الخدمية الاساسية التى يفضّل اقامتها فى المدن.
**الدور القيادى الذى تمارسه المدينة على الريف فى كل شئ ،الامر الذى جعل الريف يعتمد على المدينة فى تلبية احتياجاته.
يعنى مما سبق ان المدينة فى العالم الثالث هى بمثابة البريق لابناء الريف ،حيث يعتقدون ان هناك فرصا اكبر للعمل فيها رغم انها ضعيفة اذا ما قورنت بمثيلاتها فى العالم المتقدم ? سواء فى نمو الصناعات او فى وجود الخدمات الاساسية ،اوفى التعليم او الرعاية الصحية ..ونقول ان عوامل الجذب والترف الحضرى ?مقارنة بالريف يعدان من اهم العوامل التى تدفع ابناء الريف الى الاستيطان فى الحضر ،تلك التى نمثلها بعمليات الغزو ولكن اذاكانت عمليات الغزو تتم من جيوش لكى تستعمر قلب البلدان-فان غزو ابناء الريف للمدينة يتم دائما عبر المناطق الطرفية لها،وذلك نظرا لصعوبة الاقامة بقلبها وذلك يعود الى الى ارتفاع اسعار المساكن والاقامة ،ان عمليات الغزو هذه تجعل من اطراف المدينة احيا ءهامشية?وينبغى ان نشير الى ان هذه الاحياء ليست هى فقط التى يمكن ان نصفها بالهامشية ولكن من يقطنها ايضا يصيبه نفس الوصف وغالبا مايفتقد هؤلاء المهاجرون للمهارات الضرورية التى تجعل منهم اعضاء فى الحياة المدنية ?لذا نجدهم لايشاركون فى العملية الانتاجية القومية ?ولاتستوعبهم الا الاعمال الخدمية التى هى على هامش العملية الانتاجية ،او التى تتخذ طابعا طفيليا ?ان هذه الجيوش عندما تنخرط وهى منخرطة بالكاد الان ?فهى تعد الطبقة التى تعانى من الفقر والاحباط فى المناطق الرثة التى يسكنونها،و انهم يعدون من اقل الطبقات وادناها من حيث اشباع الاحتياجات الاجتماعية ?وهؤلاء يمكن تصنيفهم وفق المعيار الايكولوجى بانهم هم الذين يقطنون العشوائيات ?ومدن الصفيح (كما جاء فى كتاب مايكل مور ?رجال بيض اغبياء)ولكن وفق التقسيم الاجتماعى يمكن ان نطلق عليهم بالهامشيين او فقراء الحضر او حثالة البروليتاريا.
وينبغى ان نشير الى ان السكان المهمشين ليسوا نتاج ذاتهم ،بل هم نتيجة لاوضاع اجتماعية غير متوازنة قائمة?كما انها فى الوقت ذاته نتاج سياسات الدولة الخاطئة احيانا او الى عوامل اخرى ?
الدكتور جون قرنق كان يطرح فكرته وفقا لعوامل محددة مثل التوازن مابين مدخلات الانتاج ?وتوزيع الفوائض بين المدينة والريف بشكل متوازى يحقق التكامل ما بين الاثنان معا ?وتتلخص فكرته فى ان نجعل القرى والارياف قريبة الشبه بالمدن مثل التمتع بالخدمات الاساسية من صحة وتعليم —-والخ. ولكن نظريته هذه تصطدم بمعوقات كثيرة وهى صعبة التنفيذ فى الوقت الراهن نسبة لما تعانيه المدن نفسها من شح فى الخدمات الاساسية واضف الى ذلك الازمة الاقتصادية التى تعانى منها الدولة__ ونشير الى قصة الكاتب (ارثر غابريال “قيامة الزعيم”)ونقول ان تنفيذ هذه النظرية تحتاج الى قيامة الزعيم مرة اخرى حتى يتسنى له رؤية هذا التنافر، ونقص له عن الازمة المالية العالمية التى فتكت باقتصاديات كبيرة واحالت فجرها المشرق الى ظلام دامس.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. نظرية نقل المدينة الى الريف قديم قدم الانسان والسودان وليس نظرية جون قرنق ان سلمنا انه نظرية اصلا وتستحق المناقشة حيث كان بداية ايام مايو ما سمى بالتنمية الريفية وقد ادى هذا البرنامج دورا مهما فى اسعاد اهل الريف فى ذلط الوقت والحقيقة الناس تحتاج الى الريف حاجتها الى المدينة ولكل مميزاتها ولكن المطلوب هو توصيل الخدمات الموجدة فى المدن كالكهرباء والاتصالات والميه النقية و الى الريف وهو فى ريفيته ليصبح ريفا ذا خدمات لا مدينة وما استغربه جدا هذا الذين يقدمون المتمرد العنصرى السابق قرنق وكأنه مفكر او قال كلاما مفيدا وليس خارم بارم كقوله مثلا الاسلام لا يوحدنا والمسيحية لا توحدنا والعروبة لا توحدنا ولكن السودان يوحدنا ولم يسأله احد كيف يوحد قطعة ارض مختلف المشارب الفكرية والامزجة والثقافات لو لم يجمعهم فكر كالاسلام الذى يعطى مطلق الحرية للاعتقاد لكل شخص وكيف يكون العدل اذا انا تنازلت عن شرعى ودينى ومعتقدات الاقتصاد والقانون وسائر مناحى الحياة وانا اشكل اغلبية غالبة منن اجل اقلية تريد فرض رايها على بالقوة اما كان الاجدى لمفكركم هذا النصيحة بالقول خلوا المسلمين الاعلبية يقيموا شريعهم بس طالبوا بحقوقكم كاملة ؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..