عَفْوَاً (المُدِير فِي اجْتِمَاع)!

عثمان ميرغني
هذه ليست طرفة، قبل فترة سَمعت في الإذاعة مسؤولاً حكومياً يلقي خطاباً جماهيرياً عاماً، طبعاً بمُناسبة افتتاح أو تدشين (أيِّ حاجة).. ورغم أنّه تَحَدّثَ لحوالي نصف ساعة والجمهور المسكين يقف أمامه في الشمس وهو يُخاطبهم من تحت ظل سرادق مُكيّف، إلا أنّه خَتَمَ خطابه مُعتذراً بشدة للجمهور قائلاً: (كنت أود أن أطيل وأتحدّث إليكم أكثر، لكن لارتباطي بمشغُوليات أُخرى نَكتفي بهَذا القَدر..).

قبل أسابيع، كُنت من ضمن المُشاركين في لقاء صحفي مع شخصية حكومية مُهمّة.. دار كأس الحديث بين الحُضُور لأكثر من ساعتين.. وعندما جاء دوري قلت جملة واحدة من حوالي عشر كلمات، ففُوجئت بالمسؤول يقول لي بدهشة (بس!!).

الأسبوع الماضي شَاركت في جلسة نقاش رسمية بهيئة المُستشارين حول (تطوير المناطق الحُدُودية) استمرت قرابة الثلاث ساعات.

في كل هذه اللقاءات كان دائماً يخامرني السؤال الملحاح، أين المُشكلة؟ هل هي في اللغة العربية التي نستخدمها في التواصل فتسمح لنا بالاسترسال في شرح أمرٍ لا يحتاج لكل هذا الزمن، أم في منهج (بناء الفكرة) في الاجتماع بمفهومنا السوداني للاجتماعات.. لاحظت أنّ تَقييم مُشاركة المُتحدِّثين يعتمد على طول المُداخلة.. فالذي يَتحدّث طويلاً هو شَخصٌ مُهمٌ ذو باع وعلم ومعرفة وخبرة.. ومن يختصر فإنّما يداري سوءة تفكيره وعلمه وخبرته..

هذه القضية ليست مُجرّد ترف فكري.. هي أزمة حَقيقيّة نكابدها في السُّودان وربما لها تَأثيرٌ كَبيرٌ على مُستوى تَقدُّمنا.. قضية إضاعة الزّمن في الاجتماعات ونحن نظن أنّنا نحسن عملا كلما أرهقتنا الاجتماعات الطويلة.. فتسمع عبارة مثل (والله اليوم كان عندي اجتماع من الصباح حتى المساء)!! برهاناً على الإخلاص ورهق الولاء والعمل.!

ولفت نظري دائماً كلمات الاحتجاج عندما يُعلن مدير الجلسة تحديد الزمن المُتاح للمُداخلات، دائماً هناك إحساسٌ بأنّ الفكرة العظيمة تستلزم زَمناً عَظيماً لشرحها.. حتى ولو كَانت مفهومة للجميع من أول كلمة، فالعبرة بطول أمتار الكلام لا قيمته الحَقيقيّة.

الأمر ذاته يَنطبق على الكَلام المَقروء، يظن (المُفكِّرون) أنّ مثقال عبقريتهم موزون بالكيلو جرام/ورق..!

واحدة من أهم مطلوبات الإصلاح في الخدمة المدنية السودانية مُراجعة (أدب الاجتماعات) وورش العمل والمُؤتمرات.. واستحداث دورات تدريبيّة جادة تُعلِّم الناس كيف يُعبِّرون عن الفكرة بأوجز ما تيسّر.. ولكن قبل ذلك القضاء على (قُدسية) عبارة (المدير في اجتماع)..!

التيار

تعليق واحد

  1. سلام عليكم يعني المصمم مالقي إلا الون الغريب في العنوان و كمان لعب في الايقوات و الصور ياخي قول ليه رجع القديم و كمان size لانو التلفون بقي غريب في التعامل مع العلم الصوره غير حجمها… لي

  2. صدقت والله نحن شعب بتاع كلام ناس قنا…….ط دائما من يتصدون للعمل العام او السياسه ناس رجرجه لسانهم طويل وامخاخهم في موخراتهم شعب قن…..ط نضع الف اعتبار للشخص الانيق واللبيس من غير ان نعرف مستوي تفكيره والغريبه اذا كان يملك الكثير من المال فهو سيدهم الفاهم والعالم ببواطن الامور ولا ياتيه الباطل من بين يدبه اعتفد ان اكبر غلطه تم ارتكابها هو خروج الانجليز لا اقول اخراجهم لانهم هم من قرروا الخروج وهذا يفودنا للتاريخ المزور والشخصيات الهلاميه التي تم تمجيدها بغير ما فيها….اعيدوا الانجليز يرحمكم الله….

  3. من انت ومن تكون قرفتنا بللانا والوهمة الفاكيها في روحك من تواضع لله رفعه
    وانت مجرد كوز انتهزي تتلاعب بالالفاظ ومدعي معارضة اخوانك من الاسلامويين فضلا ارحمنا من الانا وشوف كيف نتحلها من خوازيقكم الله لابارك فيكم وفي كل تجار الدين

  4. صدقت يا خالى شغل.. الانجليز مرقو براهم ..بيدهم لا بيد زيد او عمرو.. وليت قدامى ساسة السودان سمعو كلام شيخ ازرق وصبروا العشرين سنه القالا ليهم .لو كان الاستقلال تم فى 1976..كان الناس (موش القال ابّرسى خلّى عشانُم حزبو لأنهم ما ماشين)كانو تفادو حاجات كتيره! فى مقدمتها ضياع حلفا وحلايب. قال شاعرهم السياسى ايه قال “أُمّتُن” اصلها للعرب! .. عزها خالد لا يبيد”!.. ومع الكلام الكتير واللف والدوران فيما لا طائل تحتو ما تنسى عدم احترام مواعيد الاجتماعات ! و بعذر اقبح من الذنْب ( ياخى الناس ما اصلها بتتأخّر وما بتجى فى المواعيد .. نحن مستعجلين فوق كم)!
    *مدرسين زمان اتعبو انفسهم ساكت فى تعويد التلاميذ على الانضباط ودخول الفصل قبل بداية الحصص..على امل “كترة التكرار بتعلّم ……” وما اصلو ناس السودان زى آل بوربون لا يتعلمون من اخطائهم وينسون.. واذا ذُكّروا بها لا يتذكرون! موش سيناريو الانقلابين (58 و 69 هو نفسو تكرر ! كيف وليه يحصل للمرّة التالته يا عصمان!

  5. حتى في اجتماع الوزراء مع الرئيس او نوابه لا تجدهم يتكلمون بل يبتسمون او مشغولون بتصليح الكارفيته فلا شرح لما يدور في الاجتماع ولا حتى استحضار ولو سبوره لعمل احصاءيات او بروجكته جهاز العرض المعروف لشرح تم من انجاز لمهمه ما كان قد كلف بها فخلال الثلاقون سنه الماضيه وللان لا جديد يذكر ولا ماضي يعاد فالحال هو نفسه

  6. كنت أتمنى أن يكون عنوان المقال هو( عمو .. المدير في اجتماع ) فهى أكثر تعبيرا وتمشيا مع روح المقال ولأن سكرتارية هذاالزمان تجهل لغة التخاطب ,,

  7. المشكله فى تعليم الاساسز فى البناء العقلى. تعليم الرياضيات ليس فقط جمع وطرح بل تعليم المنطق . من يقوموا بتدريس الرياضيات الحديثه فى الغالب غير مؤهلين ليها, هدوا الموروث من المنطق ولم يبنوا الجديد. عملت فى التدريس الجامعى, الطالب لا يستطيع التعبير عما بداخله, ما مشكلة لغه, يستعمل لغة الجسد احيانا ولا تفيد. على كل حال هى مشكله تحتاج بحث وحلها يكمن فى التعليم الاساسى ولن تظهر نتائج حلها الا فى الاجيال الجايه.هى خلف كثير من ما نعيشه من تردى.

  8. 90 % من الاجتماعات لا تحل أي مشكلة ، وإنما هي مصدر دخل إضافي للمدراء وبعض الموظفين … فبعد كل اجتماع يقبضون حافز أو بدل حتى وإن كان موضوع الاجتماع من صميم عملهم …
    حسبنا الله ونعم الوكيل ….

  9. سلام عليكم يعني المصمم مالقي إلا الون الغريب في العنوان و كمان لعب في الايقوات و الصور ياخي قول ليه رجع القديم و كمان size لانو التلفون بقي غريب في التعامل مع العلم الصوره غير حجمها… لي

  10. صدقت والله نحن شعب بتاع كلام ناس قنا…….ط دائما من يتصدون للعمل العام او السياسه ناس رجرجه لسانهم طويل وامخاخهم في موخراتهم شعب قن…..ط نضع الف اعتبار للشخص الانيق واللبيس من غير ان نعرف مستوي تفكيره والغريبه اذا كان يملك الكثير من المال فهو سيدهم الفاهم والعالم ببواطن الامور ولا ياتيه الباطل من بين يدبه اعتفد ان اكبر غلطه تم ارتكابها هو خروج الانجليز لا اقول اخراجهم لانهم هم من قرروا الخروج وهذا يفودنا للتاريخ المزور والشخصيات الهلاميه التي تم تمجيدها بغير ما فيها….اعيدوا الانجليز يرحمكم الله….

  11. من انت ومن تكون قرفتنا بللانا والوهمة الفاكيها في روحك من تواضع لله رفعه
    وانت مجرد كوز انتهزي تتلاعب بالالفاظ ومدعي معارضة اخوانك من الاسلامويين فضلا ارحمنا من الانا وشوف كيف نتحلها من خوازيقكم الله لابارك فيكم وفي كل تجار الدين

  12. صدقت يا خالى شغل.. الانجليز مرقو براهم ..بيدهم لا بيد زيد او عمرو.. وليت قدامى ساسة السودان سمعو كلام شيخ ازرق وصبروا العشرين سنه القالا ليهم .لو كان الاستقلال تم فى 1976..كان الناس (موش القال ابّرسى خلّى عشانُم حزبو لأنهم ما ماشين)كانو تفادو حاجات كتيره! فى مقدمتها ضياع حلفا وحلايب. قال شاعرهم السياسى ايه قال “أُمّتُن” اصلها للعرب! .. عزها خالد لا يبيد”!.. ومع الكلام الكتير واللف والدوران فيما لا طائل تحتو ما تنسى عدم احترام مواعيد الاجتماعات ! و بعذر اقبح من الذنْب ( ياخى الناس ما اصلها بتتأخّر وما بتجى فى المواعيد .. نحن مستعجلين فوق كم)!
    *مدرسين زمان اتعبو انفسهم ساكت فى تعويد التلاميذ على الانضباط ودخول الفصل قبل بداية الحصص..على امل “كترة التكرار بتعلّم ……” وما اصلو ناس السودان زى آل بوربون لا يتعلمون من اخطائهم وينسون.. واذا ذُكّروا بها لا يتذكرون! موش سيناريو الانقلابين (58 و 69 هو نفسو تكرر ! كيف وليه يحصل للمرّة التالته يا عصمان!

  13. حتى في اجتماع الوزراء مع الرئيس او نوابه لا تجدهم يتكلمون بل يبتسمون او مشغولون بتصليح الكارفيته فلا شرح لما يدور في الاجتماع ولا حتى استحضار ولو سبوره لعمل احصاءيات او بروجكته جهاز العرض المعروف لشرح تم من انجاز لمهمه ما كان قد كلف بها فخلال الثلاقون سنه الماضيه وللان لا جديد يذكر ولا ماضي يعاد فالحال هو نفسه

  14. كنت أتمنى أن يكون عنوان المقال هو( عمو .. المدير في اجتماع ) فهى أكثر تعبيرا وتمشيا مع روح المقال ولأن سكرتارية هذاالزمان تجهل لغة التخاطب ,,

  15. المشكله فى تعليم الاساسز فى البناء العقلى. تعليم الرياضيات ليس فقط جمع وطرح بل تعليم المنطق . من يقوموا بتدريس الرياضيات الحديثه فى الغالب غير مؤهلين ليها, هدوا الموروث من المنطق ولم يبنوا الجديد. عملت فى التدريس الجامعى, الطالب لا يستطيع التعبير عما بداخله, ما مشكلة لغه, يستعمل لغة الجسد احيانا ولا تفيد. على كل حال هى مشكله تحتاج بحث وحلها يكمن فى التعليم الاساسى ولن تظهر نتائج حلها الا فى الاجيال الجايه.هى خلف كثير من ما نعيشه من تردى.

  16. 90 % من الاجتماعات لا تحل أي مشكلة ، وإنما هي مصدر دخل إضافي للمدراء وبعض الموظفين … فبعد كل اجتماع يقبضون حافز أو بدل حتى وإن كان موضوع الاجتماع من صميم عملهم …
    حسبنا الله ونعم الوكيل ….

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..