وزارة التربية والنظافة عقوبة

وقفنا قبل ايام في مقام الكورسات الصيفية تحت عنوان (قبل بداية الكورسات الصيفية) وكتبنا جاءت العطلة الصيفية… وحتى الان لم نسمع تصريحاً من أي مسؤول! لا وزير التربية والتعليم صرح… ولا وكيل وزارة التربية والتعليم صرح… ولا المحليات او مكاتب التعليم… حتى الان لم نسمع تصريحاً! ولا من جمعية حماية المستهلك وقد سمعنا تصريحاتهم ايام مؤتمر التعليم… ولا نقابة المعلمين… ولا وزارة الصحة.
اندهشت لعدم سماع أي تصريح! وبدلاً عن الحديث عن قضية آنية هي قضية الكورسات الصيفية قفز بنا الاخ وزير التربية والتعليم بولاية الخرطوم د. المعتصم عبد الرحيم متحدثاً عن حزمة من الإجراءات سيتم إنفاذها مع مطلع العام الدراسي الجديد تشمل تشديد الرقابة على المدارس غير الملتزمة بإلغاء عقوبة جلد التلاميذ التي تم المصادقة على إلغائها منذ العام2010م.
لقد وقفنا يوم 2 فبراير تحت عنوان(التعليم يحتاج الى الكثير) وكتبنا: وقد طالبنا مراراً وتكراراً بمنع العقاب وعدم التحايل بإباحته بأي صورة وطالبنا وزير التربية والتعليم بزيارات ميدانية للمدارس والوقوف على العقاب البدني والمعنوي الذي يتعرض له التلاميذ ولكن لم نجد من يسمع… وقلنا: تدخل نواب مجلس تشريعي ولاية الخرطوم مطالبين باستحداث عقوبة بديلة للجلد بالمدارس وقالوا ينبغي للوزارة ان تمنع الجلد تماماً! وتساءل اين كان هؤلاء ونحن نكتب عن العقاب وكان اخر ما كتبناه تحت عنوان(المشكلة في العقاب) يوم 18 يناير؟ لماذا لا يطالع هؤلاء الصحف؟ لماذا لا يستفيدون من الخبرات؟ ان التعليم يحتاج الى الكثير الذي تضيق به هذه المساحة.
في 10 فبراير رد الاخ الامام عبدالباقي الامام محمد زين من العلاقات العامة قائلاً (الاخ الوزير اول من اشار الى ان قانون حماية الطفل الصادر سنة 2010م قانون بحاجة الى مراجعة، وقال بان العقاب لا يتناسب مع حجم الجرائم لذا ندعو الى تشريع يكون اكثر صرامة وردعاً للذين يغتالون الطفولة البريئة ويعملون لتدمير المجتمع المسلم ويتمردون على الفطرة السليمة وقد قال كل ذلك في مؤتمراته ولقاءاته، فهل من بعد هذا الحديث من بيان؟)
الاخ الامام ( اما فيما يتعلق بعقوبة الجلد وآثارها السالبة فقد ظل الاخ الوزير يؤكد على ايقافه تماماً بناء على القرار الصادر من الوزير الاسبق محمد احمد حميدة والقاضي بمنع العقوبات البدنية والذي عمم على جميع الادارات التعليمية بالمحليات ومديري المدارس للعمل به وقد صدر عنها بما يسمى بالبدائل التربوية والتي تدرب عليها ما يزيد عن ثلاثة الاف معلم بالولاية تنفيذاً للقرار)
اما مربط الفرس او بيت القصيد فهي العقوبات البديلة للجلد التي تحدث عنها الاخ الوزير د. المعتصم خلال مخاطبته ختام الدورة المدرسية الأكاديمية الثقافية الرياضية والتميز العلمي التي نظمتها إدارة النشاط الطلابي بمحلية الخرطوم وأشار إلى ضرورة استبدال العقوبة بعقوبات معنوية مثل تأنيب التلاميذ أو إخضاعهم لعقوبات بدنية مثل نظافة المدرسة وخلافها من أعمال بحيث لا تؤثر على مستوى تحصيل التلاميذ!
ونسأل الاخ الوزير هل الاكثر ضرراً العقوبات الحسية ام المعنوية؟ وهل يرى ان استبدال عقوبة الجلد بنظافة المدرسة لا تحدث خللاً وتحول مفهوم النظافة من قيمة الى عقاب؟
ونواصل…