عدو المرأة .. ومعركة الحياة

يوافق يومُ الثامن مِن شهر مارس اليوم العالمي للمرأة، يومُ إتخذته الكثيرُ من المنظمات مِنبراً للقضاء على العُنفِ ضدَ المرأةِ في دعوةُ صارخة للتحرُرِ من الخلاخِل التى تُقيد خطواتِ المرأة الحُرة، مُتنفسُ لرفضِ كُلُ أنواعِ الظُلمِ والتحرُشِ، نبذاً للعُنفِ بكُلِ أنواعه الجسدي واللفظى وحتى المُجتمعي الذى يتجلى فى شكلِ وصماتٍ جائرة لا تمتُ للإحترامِ بصِلة كأن يصفوها بالعانِسِ أو المُطلقةِ أو حتى المُسترجلة.

أستغل هذه المناسبة لأعلن الحرب على عدوٍ يتربص بالمرأة ليسرق زهرة شبابها ورونقها، ليس هُو أحد الرِجال كما يصورُ لهُ فى الأفلام والمُسلسلات العربية، بل هو أنكى وأعتي مِن رياح الموت، هو سرطان الثدي ذلك القاتلُ الصامتُ الذى يقتاتُ من أنوثتها وصِحتها حتى يأتى على إخضرارها حين يتسربُ كالظلِ من بين الحقول المعشوشبة جسداً ليس له خوار وساعة أن يفيض يصرعُ الأغصان في عبثيةٍ ثكلى فيمسح أرضها بلا ضجيج مُدمراً الأُسرة بأكلمها و مُخلفاً طفلاً كليماً وزوجاً مُنهكاً وعائلةً مثقوبة القلب والروح.
هو أكثرُ أنواع السرطان إنتشاراً على مستوى العالم وهو السبب الرئيسي لوفيات أكثر من (500,000) امرأة كل عام، ولما كان للكشف المُبكر من دور فى الفصل بين الحياة والموت كان لابد من حثِ النساءِ على إجراء الكشف الذاتي كل فترة على منطقة الثدى وما حولها ومراجعة الطبيب بصفة دورية لتحاشى المرض ومضاعفاته إذ أن 85% من حالات الإصابة بسرطان الثدي فى السودان يحضرن للطبيب فى وقت متأخر بعد تمكن المرض منهن، فكم من امرأة اكتشفت مرضها بمحض الصدفة أو اكتشفته بعد أن نهش جسدها وانتشر وتمكن، تاركاً إياها تعانى الأمرين فى رحلة استشفاء طويله تتخللها لحظات اليأس وخطوات الموت المتربصة وجُرعات الصبر التى هى أشدُ مرارةً من جُرعات الكيماوي، وتتعاظم أهمية الكشف الدورى بعد سن الثلاثين خصوصاً لمن كان لديهن تاريخ من سرطان الثدي فى العائلة وحتى اللائى ليس لهن تاريخ فربما قُدِّر لهن أن يكتبن اول سطر فى تاريخ العائلة، فالإكتشاف المُبكر يُعتبر من أهم عناصر العلاج بل هو الركيزة الأساسية للشفاء من هذا النوع من السرطان الذى قد تبلغ نسبة الشفاء منه الى 95% بل و يمكن الشفاء منه شفاءً تاماً والسيطرة على إنتشاره إذا ما تمّ إكتشافه فى مراحله الأولى.
كلمة للمُصابات بسرطان الثدي: الإرادة ماردٌ يغشانا في جلال ٍ وأزليةٍ مدهشة ، يحمل إلينا سر الحياة في مكنونها الأبدي ويستمد بهاء بقائه من الملكوت!إنهضي يا أخية فقد إمتحنكِ الله إمتحانا ً عصياً فكل هذه الحياة وما يليها ما هى إلا أمانةُ ثقل على الإنسان حملها، فالمعركة ضد السرطان ليست معركة جسد بل معركة روح، ذلك السر الالهى العجيب الذى يحرك الجسد، والجسد دونه خرقة بالية لا نفع منها، فكلما قويت الروح إشتدّ الجسد رغم ما به من ألام وحسرات و إن ضعفت

همسات- عبير زين
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..