العلاقات السودانية المصرية الثوابت والمتغيرات

نظم مركز أم درمان التعليمى بالدقى مساء الخميس 26نوفمبر 2015م ندوة تحت عنوان العلاقات المصرية السودانية الثوابت والمتغيرات،مبادرة من المركز على المستوى الاجتماعى ومشاركة منه فى تناول الأزمة المثارة مؤخرا بين البلدين والمصعدة من الجانب السودانى فى هذا التوقيت.
شارك فى الندوة من المتحدثين كل من الدكتور (أيمن شبانة) نائب مدير مركز الدراسات السودانية بجامعة القاهرة ،والأستاذ (أشرف ميلاد روكسى) المحامى والمتخصص فى قضايا اللاجئين والموظف السابق بالأمم المتحدة بكل من مصر والسودان والأستاذ(محمد هارون كافى) عضو البرلمان الأفريقى السابق ووزير الدولة السابق وأحد الموقعين على اتفاقية سلام الخرطوم عام 1997م من قبل الحركة الشعبية .
تناول فى البداية الدكتور شبانة فى حديثه الذى وصفه بأنه لن يكون بصورة اكاديمية بقدر ما سيكون حديث من القلب،مستنكرا الحملة التى يقوم بها نظام الخرطوم متطرقا للعلاقات الطيبة التى تربطهم كاكادميين وباحثين مصريين مع السودانيين والشعب السودانى وليس الأنظمة،مستنكفا فى الوقت نفسه تصريحات البشير حول حلايب والتى يستخدمها من حين لأخر لصرف انتباه الشعب السودانى عن معاناته،ضرب مثلا بالجنوب الذى ضاع رغم أن مساحته تضاعف مساحة حلايب 33مرة وما يملكه من ثروات ،وقال طول عمرنا نعامل السودانيين معاملة غير كل العرب والأجانب فى التعليم وغيره ،وهل اذا تعرض سودانى واحد لانتهاك هل هذا يعنى تعرض الثلاثة ملايين سودانى بمصر لانتهاك؟؟ فى هذه النقطة تداخل الدكتور (محمد شريف) فى رده على الدكتور شبانة بأن السودانيين الذين درسوا فى مصر لم يكونوا دارسين بمنح من مصر بل هذا الواقع فرضته اتفاقيات مياه النيل فى السابق وهذا حق مكتسب وليس تفضلا من مصر كما ناقضه عدد من الحضور عن المبالغة فى عدد السودانيين الموجود فى مصر لأنه حتى الآن لاتوجد احصائية دقيقة تثبت عددهم ،فى مداخلته ذكر الأستاذ (علاء الدين أبو مدين) ناشط مهتم بقضايا اللاجئين فى مصر فى مداخلته ردا على شبانة بأن حلايب هى معركة الكرامة وأن عدد السودانيين الذين تم حصرهم بواسطة السفارة ومكتب المؤتمر الوطنى فى جميع محافظات مصر كان 5000 الذين سجلوا والذين صوت منهم 3000 ويزيد،وأن مصر تحتفظ باللاجئين السودانيين لسنوات طويلة للاستفادة من المساعدات الدولية التى تقدمها الأمم المتحدة.
** فى حديثه تطرق الأستاذ (أشرف ميلاد) الذى يعمل أوساط اللاجئين السودانيين لأكثر من 15 عاما للتحفظات الخمسة التى تحفظتها مصر تجاه اتفاقية جنييف 1951م وبرتوكول المنظمة الأفريقية 1969م وملحقاتها مؤكدا فى نفس الوقت عن سؤ المعاملة التى يتلقاه المصريين فى أقسام الشرطة ناهيك عن الأجانب وأنه نفسه تعرض للاعتقال فى بداية التسعينات وترك فيه القيد نفس الأثر الذى ظهر على (زكريا)،وأنه بنفس القدر لاينزل لمستوى هذا السودانى الذى كتب على لافتة (ممنوع دخول الكلاب والمصريين) وانه لايمكن أن يحكم على السودانيين من خلاله،مؤكدا على الخطأ الذى أرتكبته الأجهزة الأمنية فى حق اللاجئين السودانيين فى ميدان مصطفى محمود فى العام 2006م،وهذا عكس حديث الدكتور أيمن الذى ذكر أن من حق الأمن المصرى أن يحافظ على أمن مجتمعه وبلاده وأن هؤلاء اللاجئين الذين لم يرحمهم نظام البشير عذبهم نظام مبارك الذى يعلم أن هؤلاء اللاجئين هاجروا الى مصر بمواثيق واتفاقيات مصر موقعة عليها وكان هذا رد بعض المتداخلين على حديث الدكتور شبانة،وأضاف الأستاذ ميلاد بأن اتفاق الحريات الأربعة السودان هو من كان يرفض تنفيذها الا أن بعض المتداخلين صححوا له المعلومة بأن مصر هى من تقف عثرة وراء تنفيذ هذا الاتفاق وأنها تستغل نظام الخرطوم الضعيف الاسلاموى لتحقيق أهدافها ومأربها فى السودان لذلك لن تساعد أبدا فى وجود نظام ديمقراطى فى السودانى يحافظ على حقوق شعبه.
**فى حديثه ذكر الأستاذ(كافى) الأدوار التاريخية بين البلدين حينما كانت هناك ندية فى العلاقات بين البلدين وأن الذى يثيره نظام الخرطوم الآن ما هو الا خطة من خطط (الكيزان) لفرض مزيد من القيود على الشعب السودانى ،والآن أنا موجود بمصر بخير وهذا العدد وشكر فى حديثه الحكومة المصرية وعلى رأسها الرئيس السيسى وأرسل له رسالة عبر الندوة بأن الشعب السودانى الموجود على أراضيكم مضطر ومهجر من قبل نظام الخرطوم وهو أمانة فى أعناقكم .
الأستاذ(تاور) فى مداخلته تعرض للمظالم التاريخية بين البلدين خصوصا الظلم الذى يقع على اللاجئين السودانيين فى مصر من قبل المؤسسات المصرية،مستنكرا فى نفس الوقت استغلال نظام الأخوان المسلمين بالسودان للشعب السودانى الذى شرده وهجره قسرا فى معركة لاتعنيه ولاتخدم مصالحه.
كما قدم الأستاذ (صلاح أبو السرة) شرحا تفصيليا للأزمة السودانية فى ظل وجود هذا النظام وأن السودان الآن فى طريقه للتفكك تماهيا مع المشروع العالمى كما ذكر وقد أتفق فى حديثه مع ما تناوله الأستاذ (كافى) بأنه لايستبعد انفصال اقليمة جبال النوبة والنيل الأزرق كما حدث للجنوب وربما دارفور.
الندوة فى مجملها كانت مثمرة ومفيدة وجاء الحوار فيها جادا رغم حدته فى بعض الأوقات ووضع لبنةلحوارات قادمة ينظمها المركز بقيادة ادارته من المعلمين الأستاذة (عزيزة تمسا) الأستاذ أمير خالد) وزملائهما من المعلمين .
كان من المقرر أن يكون مشاركا فى الندوة الدكتور (هانى رسلان) والذى أعتذر فجأة رغم تأكيده الحضور والأستاذة (أسماء الحسينى) التى أعتذرت لارتباطات مسبقة والدكتور (المحبوب عبد السلام) والذى حاول التواجد الا أن ظروف ارتباطاته حالت دون تواجده.
[email][email protected][/email]
يبدو أن اللافتة نقلت خطأ فاضيف حرف الواو عمدا إذ لا تذهب الكلاب للتسوق فى السودان واتمنى ان تعلق فى كل المنافذ مع اولاد ام الدنيا لما يبان ليهم صاحب