«الإنقاذ» وضرب التنوع في السودان

د. الشفيع خضر سعيد
في السودان، المركز هو موطن القوى الحديثة، قوى العلم والإستنارة والخبرة العلمية. وهذه القوى، بحكم تركيبتها وطبيعة مهامها، لا تجد نفسها ولا تنطلق بكل طاقتها، إلا في ظل دولة المؤسسات المستقرة، دولة الديمقراطية وسيادة حكم القانون. وهي، ومن خلال قيادتها لهبات التغيير في السودان، في تشرين الأول/أكتوبر1964 ونيسان/أبريل 1985، إجتهدت لبناء دولة المؤسسات المستقرة تلك، إلا أن مجهوداتها تبعثرت سدى بسبب فشلها وفشل النخب السياسية في إستثمار وهج التغيير للسير قدما في تحطيم الحلقة الشريرة، التعبير الذي أصبح راسخا في الأدب السياسي السوداني، والذي يقصد به حالة عدم الإستقرار السياسي في البلاد، الناتج من العجز والفشل، حتى الآن، في التوافق على مشروع وطني، يجيب على أسئلة تأسيس الدولة السودانية، الأسئلة التي ظلت معلقة دون إجابات منذ فجر الإستقلال، أسئلة نظام الحكم والنظام السياسي الملائمان لواقع بلادنا، واللذان يضمنان مشاركة عادلة في السلطة وتوزيعا عادلا للموارد والثروة، إضافة إلى سؤالي الهوية وعلاقة الدين والدولة.
ثم ما لبث أن تمكن الصدأ والجمود والعجز من هذه النخب وأحزابها، في وقت كانت تحتاج فيه إلى تجديد شامل في كل مفاصلها، إستجابة لروح العصر ومستجداته. والنتيجة كانت، أن شهدت هذه الأحزاب بعضا من عزوف الجماهير تجاهها، وتمردات وصراعات داخلها، ونزيف مستمر لمجموعات خرجت من صفوفها بحثا عن أوعية أخرى في الحركات الشبابية الجديدة، والمنظمات المدنية والمراكز الثقافية، وفي العمل الطوعي?الخ.
وبكل ثقة، يمكننا القول بأن نظام الإنقاذ ضرب، ولا يزال، إدارة التعدد والتنوع في مقتل. فقد ظل النظام، وحتى اللحظة، يعصف بمكونات البلاد، مفككا إياها إلى جزيئيات، في ظل ممارسات تحتكر السياسة، وتسعى لمحاصرة وإضعاف وتمزيق وحدة القوى السياسية المعارضة، والمؤسسات المدنية والجماهيرية. وراكضا خلف كل ما يعزز قبضته على السلطة وكنكشته على كراسي الحكم، عمد نظام المؤتمر الوطني على الإستقواء بالقبيلة، بل، والإستفادة من تناقضات وصراعات البنية الداخلية للقبيلة نفسها، عبر التعامل مع البيوت والأفخاذ والرموز وفق سياسة الترضيات، متجاهلا سوء المنقلب. ونتيجة لذلك، وكرد فعل طبيعي، كان لا بد أن تنمو ظاهرة القبلية، والإستقواء بالعشيرة ورابطة الدم، ويعلو شأن القبيلة في المشهد السياسي، والذي من أبرز سلبياته، سهولة إنقياد القبيلة إلى روح «الأنا الجمعية»، ووقوعها في براثن العنصرية والشوفينية، خاصة وأن الحكومة لا تضع مصدات لمنع لذلك، بل، على العكس، تشجعه وتغذيه. أنظر إلى دلالات التعامل مع طلاب دارفور في الجامعات، وغيره من الممارسات الشبيهة، والأسوأ، طيلة فترة التسعة وعشرين عاما الماضية. بالطبع، حديثنا هذا، لا ينفي إعترافنا وإدراكنا للدور الإيجابي الذي يمكن أن تلعبه القبيلة في التغيير، وذلك بالنظر للتحولات الإيجابية في تطور تكوين القبيلة وتطلعاتها ومراكز إهتماماتها ونوع ومستوى التعليم والتأهيل والتدريب الذي يتلقاه أفرادها، خاصة الشباب والأجيال الجديدة منهم. إن تصرفات نظام الإنقاذ المجافية للمنطق والحكمة، تجعلنا نضع أيادينا في قلوبنا ونحن نشهد ظاهرة المطالب السياسية التي لا تجد معبرا لها غير ماعون القبيلة، والتي في أي لحظة يمكن أن تتحول إلى إنفجارات داوية. هذا النزوع إلى الإحتماء بالقبيلة يقف حجر عثرة أمام نمو وتطور القومية السودانية ذات المحتوى الغني بتنوعه وتعدده.
ونحن دائما ما نقول بأن الهدف الأساسي من إدارة التنوع بنجاح يظل إعادة تكوين القومية السودانية وفق معايير جديدة، أكثر حساسية مع الآخر ومع حقيقة الإختلاف والتعدد والتنوع، ومع الوقوف بشدة ضد كل ما يفكك تكويناتنا الإجتماعية إلى عناصرها الأولية، والتي يمكن أن تزرها الرياح بكل سهولة. وإن فشل الإنقاذ في إدارة التنوع، وإستمرار إستخفافها بمعنى حكم القانون، وتنفيذها للمشاريع القائمة على التجزئة والتفريق والتجهيل، وعلى الإستجابة، بوعي أو عن جهل، للمخططات الاستعمارية الجديدة الرامية إلى إعادة تشكيل منطقة الشرق الأوسط وإعادة رسم حدود بلدانها، وكل ذلك مقابل الإستمرار في السلطة، ينسف تاريخا مشتركا من العلاقات الإنسانية المسالمة والمتكاملة بين مختلف المكونات القومية للبلاد، وهو في الحقيقة تاريخ السودان، وأدى إلى تغيير جغرافيا البلاد بإنفصال الجنوب، وقد يؤدي إلى المزيد من التغيرات الجغرافية لاحقا، تحت قوة دفع شعار حق تقرير المصير، في مناطق الحرب الأهلية الدائرة رحاها الآن في البلاد.
وكنا في مقالات سابقة قد تحدثنا عن أن الثورة الصناعية الرقمية، أشاعت وعولمت المعلومة، قافزة بالوعي البشري قفزات هائلة، لدرجة أن الأميين اليوم قادرون على إمتلاك قدر محترم من الثقافة، سماعا ورؤية. والنتيجة هي إتساع قطاعات المجتمع التي باتت قادرة على معرفة ما يدور حولها ودراسته، ومن ثم تحديد أدوارها فيه، من أجل تحقيق تطلعاتها المشروعة لعالم أكثر عدالة ورحابة في قبول الآخر وفي الإستفادة من ثروات الطبيعة ومواردها. وفي هذا السياق، أعتقد أن قفزة الوعي هذه، ساهمت في إعلان ميلاد ثورات أبناء المناطق المهمشة ضد المركز في السودان، والتي اخذت اشكالا متعددة، تبعا للاختلافات والتنوع الإثني، ووفقا لتفاوت مستويات التطور الاقتصادي والاجتماعي وكل تفاصيل الجغرافيا السياسية، وكذلك حسب سطوة وقبضة السلطة المركزية على مناطق الهامش هذه، واخيرا حسب القدرات والامكانات الذاتية لهولاء الثوار.
وما كل الاتفاقات التي وقعها نظام الإنقاذ في السودان مع حركات الهامش، بما فيها الحركة الشعبية لتحرير السودان وحركات دارفور ومؤتمر البجا، إلا دليلا على طبيعة هذه الثورات ونجاحها بدرجة أو أخرى. وهذا أمر له دلالته. فأن تأخذ الثورة في السودان منحى إثنيا وقوميا، لم يأت من فراغ. بل جاء كرد فعل طبيعي لهيمنة الثقافة العربية الإسلامية في المركز منذ الاستقلال، والتي إكتسبت عند سلطة الإنقاذ طابع الطغيان والاستبداد، المترجم إلى عنف، تجاه الثقافات والقوميات الأخرى، مما دفع الأخيرة للتمرد. والحل: ذهاب سلطة الطغيان والاستبداد..!
القدس العربي
إقتباس:
“في السودان، المركز هو موطن القوى الحديثة، قوى العلم والإستنارة والخبرة العلمية. وهذه القوى، بحكم تركيبتها وطبيعة مهامها، لا تجد نفسها ولا تنطلق بكل طاقتها، إلا في ظل دولة المؤسسات المستقرة، دولة الديمقراطية وسيادة حكم القانون.”
المثقفين والكُتاب السودانيين عندهم إشكالية عظيمة في الكتابة. الواحد عنده مجموعة من الإلكليشيهات المكررة وغير الواقعية. يا أستاذ الشفيع، إذا كان السودان هو هو موطن القوى الحديثة، قوى العلم والإستنارة والخبرة العلمية. كنت الآن في الحروب والمجاعات والنزوح والدياسبورا.
إقتباس:
“…لا ينفي إعترافنا وإدراكنا للدور الإيجابي الذي يمكن أن تلعبه القبيلة في التغيير، وذلك بالنظر للتحولات الإيجابية في تطور تكوين القبيلة وتطلعاتها ومراكز إهتماماتها ونوع ومستوى التعليم والتأهيل والتدريب الذي يتلقاه أفرادها، خاصة الشباب والأجيال الجديدة منهم.”
السودان الحالي عبارة عن تركة إستعمارية قائمة على العنصرية والقبيلة والجهويات. هسي إنت كشيوعي مستنير مش بتعتبر القبلية والطائفية هى القوى الرجعية؟ كيف إنت عايز تتصالح مع الرجعية؟ أنا ك زول ما شيوعي وغير مؤدج ما شغال بهمة الصراع مع أو ضد القبيلة لأنو القبائل دي هى مكونات ما قبل الدولة، ومن غير الضروري فكرة الهندسة الإجتماعية لتغيير التركيبة الإجتماعية. أنا شخصياً مهتم إنو تكون في دولة مواطنة تعامل المواطنين بناءً عليهم كأفراد وليسو أفراد من قبائل محددة، يعني مافي تمييز ولا إضطهاد.
دولة القانون بتخلي الصراعات القبيلة عديمة الجدوى وبتوقفها من جذورها طالما في دولة مركزية حديثة. كونت عايز تهندس مؤسسة القبيلة عشان تلائم مفهومك للحداثة ف دي فكرة مخيفة نابعة عن عقلية ستالينية تصفوية. هسي شنو خياراتك في حال رفض مؤسسة القبيلة لمقترحاتك النابعو من غرورك الأكايديمي غير المبرر؟ حرب إبادة على نسق تكوين الإتحاد السوفييتي؟ بناء دولة على ركام القوميات؟ شنو يعني نتيجة الهندسة الثقافية دي؟ الإتحاد السوفييتي سقط ذاتياً بدون طلقة واحدة والقوميات اللي حاول الشيوعيين إنها يبيدوها لا تزال موجودة. الموضوع ليس وجود الدين والقبيلة ولا العرق .. بل موقف الدولة من المكونات دي.. هل الدولة فوقها، ولا خاضعة ليها؟
إقتباس:
“نحن دائما ما نقول بأن الهدف الأساسي من إدارة التنوع بنجاح يظل إعادة تكوين القومية السودانية وفق معايير جديدة، أكثر حساسية مع الآخر ومع حقيقة الإختلاف والتعدد والتنوع….”
مافي حاجة إسمها قومية سودانية. السودان دا إسم بيطلقه العرب على كل الشريط الممتد من أرتريا شرقاً ولحدي السنغال غرباً. يعني الإسم هو لسنحة مغايرة في مساحة بحجم قارة، يعني مساحة غير محددة … أي زول في الحتة دي إسمو سوداني … الغباء السياسي لمن حكم السودان خلى إنو حظ بلدنا إنو ما يلقى إسم ليهو سوى لون البشرة .. وكان الإسم مستعار من لغة أجنبية. كلمة سوداني لحدة الأربعينات من القرن الماضي كانت شتيمة ومعناها (العبد) .. ودي حاجة موجودة وقٌتلت بحثاً…
المهم …
معنى الوطن سنة 1820 قبل الإحتلال العثماني، ليس نفس مفهوم الوطن سنة 1920 الذي تم تكوينه بواسطة الإحتلال الإنجليزي وحلفاءه من الإدارات الجهوية، ومفهوم الوطن والقومية بتاع 2020 ما ياهو الوطن بتاع 2010:
قبل الإنتخابات كان الكلام عاطفي والعزف على وتر الوطن الحنون والمحبة بين الجنوب والشمال، ولما كانت نتيجة الإستفتاء هى الإنفصال. مافي حزب سياسي واحد إعترض على كل المشاكل الفنية في الإستفتاء واللي كان مخصص لكل سكان الجنوب، يعني دا برضو بيشمل الشمالين اللي ساكنين في الجنوب، لكن مفهوم القومية تغير وأصبح معتمد على العرقيات وليس على المواطنة.
نحنا ما عايزين أي تعريف للقومية، ولا بيهمنا توهم البعض ومحولتهم البأسة لبناء شيئ إسمو (القموية السودانية) من أشلاء الملايين اللي ماتوا تحت إسم الحفاظ على القومية السودانية.
إنو عايزين تعريف للقومية السودانية؟ القانون بيقول إنو أي سوداني جاء بعد 1925 هو مواطن سوداني. أي شخص أخد الجنسية بالتجنس ف هو سوداني. لشنو الإصرار على التغول في مسألة مفهوم القبيلة وإعادة هندسة مكونات ما قبل الدولة.
دولة القانون هى الفصل، لأنو تعريف الدولة القومية دي هو اللي خلى تراتبية بين المواطنين، ودي تراتبيات مبينة على أساس عرقية وتفاوتات إقتصادية ناجية من إنو المجموعات اللي كون ما يُعرف الآن السودان تكونت وتطورت في حقب زمنية وسياسية متوزاية وفي سياقات مختلفة. المشي عكس عجلة التاريخ ما يودينا إلا لمزيد من التدمير الذاتي.
إقتباس:
“… وتنفيذها للمشاريع القائمة على التجزئة والتفريق والتجهيل، وعلى الإستجابة، بوعي أو عن جهل، للمخططات الاستعمارية الجديدة الرامية إلى إعادة تشكيل منطقة الشرق الأوسط وإعادة رسم حدود بلدانها، وكل ذلك مقابل الإستمرار في السلطة، ينسف تاريخا مشتركا من العلاقات الإنسانية المسالمة والمتكاملة بين مختلف المكونات القومية للبلاد، وهو في الحقيقة تاريخ السودان.
أرحمونا من قصة تقسيم الشرق الأوسط والوطن العربي دي. يعني مش عشان إنت بتكتب في جريدة القدس العربي يا الشفيع خضر تقوم كسر رقبة تدخلنا في مشاكل الشرق الأوسط عشان تستدر إهتمام العرب بالسودان بأعتبار إنو اللي بيحصل عندنا دا هو مخطط صهيو-أمريكي بيهدد العالم العربي.
هسي إعادة صياغة القومية السودانية بتاعتك دا مش ياهو بتاع “السودان بوتقة الإنصهار” الي تم بيهو الإبادة الجماعية في الجنوب؟ يا زول خلي القبائل في حالها، وأخلق دولة عدالة إجتماعية محايدة عرقياً ودينياً وبعد كدا كل زول بيختار طريقته. دولة القانون بتخلي إدارة النزاعات أسهل وبتعرف بتلقى ليها حلول قانونية.
إقتباس:
“وما كل الاتفاقات التي وقعها نظام الإنقاذ في السودان مع حركات الهامش، بما فيها الحركة الشعبية لتحرير السودان وحركات دارفور ومؤتمر البجا، إلا دليلا على طبيعة هذه الثورات ونجاحها بدرجة أو أخرى.”
ما إسمها حركات دارفور… إسمها حركات مسلحة، نضال عسكري، أو حتى سميها مليشيات مسلحة.. ولكنهم ما سموها “حركات دافورية” زي ما كل الناس بيصفوفها بما فيها الأكاديميين والصحافيين … يعني لما يكون المواطن العادي ما واعي، والزول المتعلم برضو ما واعي ب إشكاليات التعريفات والمصطلحات وواقع بيقع في سقطات زي دي .. الحل شنو؟
الحركات الرئيسية في دارفور إسمها “حركة تحرير السودان” بجناحيها، بعد الواحد ومناوي، وعندك “حركة العدل والمساواة”. كل أسماء قومية وما فيها أي دلالة على جهة جغرافية، يعني إنتو عايزين تعملوا معاهم نفس نفس اللي عملتوه مع الحركة الشعبية؟ كل الناس عايزين يحشروها في إنها ممثلة لجنوب السودان وليس للمجموعات الأخرى ونتيجة الضغط دا تم تصعيد العناصر الإنفصالية وتم فصل الجنوب.
التنميط العنصري والجهوي هو آفة السودان. الناس دي بتحارب من مكان بيجيها الأذى، لكن في النهاية دي مشكلة البلد كلها ولو زحينا لافتة المناطق الجغرافية ح نلاقي إنو المشكلة واحدة: غياب دولة القانون والعدالة الإجتماعية.
ربما البعض يكون بعض المحاولات الإنقلابية ضد جعفر نميري، زي المحاولة الإنقلابية للحزب الشيوعي سنة 1971 (هاشم العطا)، والمحاولة الإنقلابية اللي قام بيها العميد أنس عمر في 1976م، وإنقلاب عام 1976م بقيادة العقيد محمد نور.. كل الإنقلابات دي فشلت نسبةً لسوء التخطيط … ولكن أشهر الإنقلابات وأقربها للنجاح كان محاولة حسن حسين في سبتمبر 1975م التي أفشلتها دعاية مفادها بأنه (إنقلاب غَرّابة)، وإنقلاب جهوي عنصري لأن كل الذين قاموا بالإنقلاب ينتمون إلى جهة جغرافية واحدة!
المثال دا هو نموذج لربط الخلفيات العرقية والجغرافية للأشخاص. هسي لو كان إنقلاب العقيد محمد نور نجح لربما تغير كل تاريخ السودان. ولو الناس ما عرقنوا racialization السياسة لربما كان الآن السودان بلد واحد في رخاء إقتصادي. الحروب العرقية ما عندها نهاية لإنو لا يمكن إستأصل العرق، وعقدة الإنتقام ما بيقابلها إلا الإنتقام وزي ما قال غاندي:
?An eye for an eye leaves the whole world blind?
الكلام على إنو الإنقاذ هى سبب كل ما يجري دا محاولة للهروب من الواقع، العنصرية والجهوية موجودة قبل الإنقاذ، لكن الكيزان أخذوا الإحتقان الموجود وقاموا بتصعيده لأعلى المستويات. يا الشفيع خضر… لو قريت كتاب “مذبحة الضعين” وتصرف الحكومة المدنية الديموقراطية وإنحيازها لصالح قبائل ضد قبائل ح تفهم كلامي. هسي أي زول بيقرأ سياسة بيكون عارف إنو مليشيا الجنويد هم من تأسيس الصادق المهدي وكان إسمها (التحالف العربي) … إسمها شنو؟ (العربي) .. يعني الحكومة (العربية) في الخرطوم بتساند القبائل (العربية) في دارفور ضد قبائل (غير عربية) لدرجة إنها تسمح بحرقهم أحياء. الحكومة السودانية حينها عملت تشويش على إذاعة الـBBC عشان المواطنين ما يعرفوا. وين الإنقاذ من الموضوع دا؟ مليشات المراحيل دي من تأسيس منو؟ تأسست متين؟ منو الدعمها؟ ضد منو؟ جاوب و ح تعرف إنو الإنقاذ هى جزء من المشكلة وليست كل المشكلة.
هسي عمر البشير دا ممكن يمشي ويجي زول غيره يستمر في نفس السياسة… المشكلة هنا ما مشكلة أشخاص .. بل مشكلة سياسات.. والعنصرية والجهويات دي كانت سياسة كل الحكومات السودانية .. يعني الحل في تغيير السياسات وليس الأشخاص.
شوفت كيف يا الشفيع إنو الموضوع عايز قراءة أعمق وأوسع من الـtime-frame بتاع الإنقاذ وإنو المعالجة تأخذ المشكلة الأعمق: نحنا ما دولة واحدة ذات قومية واحدة، وما ضروري الحاجة دي، في صدفة كونية خلت القوى الإستعمارية تخلق كيان هش إسمو السودان الإنجليزي-المصري من ركام كيانات أخرى أصغر (ممالك وسلطنات) والناس عايزين يعملوا هوية لشيئ مبهم بكسر الرقبة. ياخي مافي أي شرط إنو كل السودانيين يحسوا بهوية ثقافية واحدة ممتدة لعمق التاريخ، بل المهم إنو نحنا نشعر بدولة واحدة تخلي أولادنا يشوفوا المستقبل.
الانقاذ أستكملت ضرب التنوع فقط ، أما الثقافة السودانية فهى من تتحمل الوزر من قبل المهدية و الى يومنا هذا ، و على الاغلب أنها ترفض نفسها قبل أن تقبل الاخرين .
لذا نجحت النخب السودانية ، و نجح فنانينها و نجح سياسييها و نجح الشعب … و فشل المؤرخين.
يا سيد السودان مركزه و هامشه لا يعكس الا صورة مجتمع تقليدي هش في هيكل تركيبته القبلية و الجهوية و الطائفية و بسببها لم يستطع مجتمع السودان التقليدي جدا سواء كان في مركزه و هامشه من أن يتخطى عتبة الدخول الى الدولة الحديثة.
الغريب كان علماء الاجتماع حينما يكتبون لا تفارق ذهنهم فكرة التفريق بين المجتمعات التقليدية و المجتمعات الحديثة وعلى سبيل المثال ماكس فيبر فكل كتاباته يفرق بين المجتمعات الحديثة و المجتمعات التقليدية و السودان مركزه وهامشه من المجتمعات التقليدية جدا مقارنة بالمجتمعات الحديثة و بعده وضح عالم الاجتماع الفرنسي ريموند ارون الفرق بين المجتمعات التقليدية و المجتمعات الحديثة حيث وضح ان الاتحاد السوفيتي سابق و الغرب الاوروربي من المجتمعات الحديثة مع الاختلاف في مسألة أصل و طبيعة النظم الشمولية بسبب الفكر الشيوعي في روسيا واختلافه عن الفكر الليبرالي في الغرب ففي مثل هذه الدراسات السودان مركزه و هامشه مجتمع تقليدي للغاية. فشلت النخب السودانية في نقل السودان من مجتمع تقليدي الى مجتمع حديث ووصلت لمرحلة الانحطاط السائد اليوم الذي لا يشابهه الا انحطاط حقبة المماليك و كتابهافمازال المثقف السوداني اما في لجؤه الى الغيب في فكر الحركات الاسلامية و الطائفية و المتحلقون حول افكار الايدولوجيات المتحجرة كفكرة انتهاء الصراع الطبقي في الحزب الشيوعي و الطريقين لا تنتج الا عبدة النصوص و نظم شمولية مستبدة و مباركة واعطاء الشرعية لنظم مستبدة كما رأينا في الدعوة لمنازلة البشير في انتخابات 2020 من نخب لا تجيد غير التلفيق و التوفيق.
تقافه مهمشين….مركز…. تنوع….انصهار… اندماج كلام افنديه ونخب فاشله ان تضع قانون او تاتي بمبادرة او تطالب بالمساواة الاجتماعيه او الثقافيه في الأجهزة الاعلاميه هذا هراء وكلام مكاتب لا يسمن ولا يغني عن جوع يا سيدي هذه الاشياء تاتي لوحدها بمرور الزمن فمثلا سهوله حركة التنقل من منطقه الي اخري وانا في راي ان السبب الرئيسي لتخلف هذا البلد قلة حركه التنقل بين السكان وهنا ياتي دور واهميه القطار ولكن ليس قطارنا هذا الكحيان وظهور فرص عمل وكسب الرزق ايضا في مناطق مختلفة مما يؤدي الي انصهار الجميع تلقائيا في بوتقه وطنيه واحدة اما ان تستقر كل قبيله او جهويه في رقعه معينه من الوطن فحتي قيام الساعه لن تحل مشاكل البلد فالحل في عملية تنقل السكان بسهوله ويسر تزيد من تشكيل عجينه واحدة من كل الاطياف انظروا الي مدن مثل عطبرة ومدني وكوستي حصل فيها انصهار ببن جميع المكونات الوطنيه لكننا نريد ونتمني ان يشمل هذا كل الوطن وبطريقه متسارعة نريد اناس اصحاب تفكير خارج الصندوق كما يقولون ودعونا من احاديث المكاتب والافنديه….
ده البيت عليهو يادكتور، كلام ممجوج ومافيهو خط ولا فكرة.
إقتباس:
“في السودان، المركز هو موطن القوى الحديثة، قوى العلم والإستنارة والخبرة العلمية. وهذه القوى، بحكم تركيبتها وطبيعة مهامها، لا تجد نفسها ولا تنطلق بكل طاقتها، إلا في ظل دولة المؤسسات المستقرة، دولة الديمقراطية وسيادة حكم القانون.”
المثقفين والكُتاب السودانيين عندهم إشكالية عظيمة في الكتابة. الواحد عنده مجموعة من الإلكليشيهات المكررة وغير الواقعية. يا أستاذ الشفيع، إذا كان السودان هو هو موطن القوى الحديثة، قوى العلم والإستنارة والخبرة العلمية. كنت الآن في الحروب والمجاعات والنزوح والدياسبورا.
إقتباس:
“…لا ينفي إعترافنا وإدراكنا للدور الإيجابي الذي يمكن أن تلعبه القبيلة في التغيير، وذلك بالنظر للتحولات الإيجابية في تطور تكوين القبيلة وتطلعاتها ومراكز إهتماماتها ونوع ومستوى التعليم والتأهيل والتدريب الذي يتلقاه أفرادها، خاصة الشباب والأجيال الجديدة منهم.”
السودان الحالي عبارة عن تركة إستعمارية قائمة على العنصرية والقبيلة والجهويات. هسي إنت كشيوعي مستنير مش بتعتبر القبلية والطائفية هى القوى الرجعية؟ كيف إنت عايز تتصالح مع الرجعية؟ أنا ك زول ما شيوعي وغير مؤدج ما شغال بهمة الصراع مع أو ضد القبيلة لأنو القبائل دي هى مكونات ما قبل الدولة، ومن غير الضروري فكرة الهندسة الإجتماعية لتغيير التركيبة الإجتماعية. أنا شخصياً مهتم إنو تكون في دولة مواطنة تعامل المواطنين بناءً عليهم كأفراد وليسو أفراد من قبائل محددة، يعني مافي تمييز ولا إضطهاد.
دولة القانون بتخلي الصراعات القبيلة عديمة الجدوى وبتوقفها من جذورها طالما في دولة مركزية حديثة. كونت عايز تهندس مؤسسة القبيلة عشان تلائم مفهومك للحداثة ف دي فكرة مخيفة نابعة عن عقلية ستالينية تصفوية. هسي شنو خياراتك في حال رفض مؤسسة القبيلة لمقترحاتك النابعو من غرورك الأكايديمي غير المبرر؟ حرب إبادة على نسق تكوين الإتحاد السوفييتي؟ بناء دولة على ركام القوميات؟ شنو يعني نتيجة الهندسة الثقافية دي؟ الإتحاد السوفييتي سقط ذاتياً بدون طلقة واحدة والقوميات اللي حاول الشيوعيين إنها يبيدوها لا تزال موجودة. الموضوع ليس وجود الدين والقبيلة ولا العرق .. بل موقف الدولة من المكونات دي.. هل الدولة فوقها، ولا خاضعة ليها؟
إقتباس:
“نحن دائما ما نقول بأن الهدف الأساسي من إدارة التنوع بنجاح يظل إعادة تكوين القومية السودانية وفق معايير جديدة، أكثر حساسية مع الآخر ومع حقيقة الإختلاف والتعدد والتنوع….”
مافي حاجة إسمها قومية سودانية. السودان دا إسم بيطلقه العرب على كل الشريط الممتد من أرتريا شرقاً ولحدي السنغال غرباً. يعني الإسم هو لسنحة مغايرة في مساحة بحجم قارة، يعني مساحة غير محددة … أي زول في الحتة دي إسمو سوداني … الغباء السياسي لمن حكم السودان خلى إنو حظ بلدنا إنو ما يلقى إسم ليهو سوى لون البشرة .. وكان الإسم مستعار من لغة أجنبية. كلمة سوداني لحدة الأربعينات من القرن الماضي كانت شتيمة ومعناها (العبد) .. ودي حاجة موجودة وقٌتلت بحثاً…
المهم …
معنى الوطن سنة 1820 قبل الإحتلال العثماني، ليس نفس مفهوم الوطن سنة 1920 الذي تم تكوينه بواسطة الإحتلال الإنجليزي وحلفاءه من الإدارات الجهوية، ومفهوم الوطن والقومية بتاع 2020 ما ياهو الوطن بتاع 2010:
قبل الإنتخابات كان الكلام عاطفي والعزف على وتر الوطن الحنون والمحبة بين الجنوب والشمال، ولما كانت نتيجة الإستفتاء هى الإنفصال. مافي حزب سياسي واحد إعترض على كل المشاكل الفنية في الإستفتاء واللي كان مخصص لكل سكان الجنوب، يعني دا برضو بيشمل الشمالين اللي ساكنين في الجنوب، لكن مفهوم القومية تغير وأصبح معتمد على العرقيات وليس على المواطنة.
نحنا ما عايزين أي تعريف للقومية، ولا بيهمنا توهم البعض ومحولتهم البأسة لبناء شيئ إسمو (القموية السودانية) من أشلاء الملايين اللي ماتوا تحت إسم الحفاظ على القومية السودانية.
إنو عايزين تعريف للقومية السودانية؟ القانون بيقول إنو أي سوداني جاء بعد 1925 هو مواطن سوداني. أي شخص أخد الجنسية بالتجنس ف هو سوداني. لشنو الإصرار على التغول في مسألة مفهوم القبيلة وإعادة هندسة مكونات ما قبل الدولة.
دولة القانون هى الفصل، لأنو تعريف الدولة القومية دي هو اللي خلى تراتبية بين المواطنين، ودي تراتبيات مبينة على أساس عرقية وتفاوتات إقتصادية ناجية من إنو المجموعات اللي كون ما يُعرف الآن السودان تكونت وتطورت في حقب زمنية وسياسية متوزاية وفي سياقات مختلفة. المشي عكس عجلة التاريخ ما يودينا إلا لمزيد من التدمير الذاتي.
إقتباس:
“… وتنفيذها للمشاريع القائمة على التجزئة والتفريق والتجهيل، وعلى الإستجابة، بوعي أو عن جهل، للمخططات الاستعمارية الجديدة الرامية إلى إعادة تشكيل منطقة الشرق الأوسط وإعادة رسم حدود بلدانها، وكل ذلك مقابل الإستمرار في السلطة، ينسف تاريخا مشتركا من العلاقات الإنسانية المسالمة والمتكاملة بين مختلف المكونات القومية للبلاد، وهو في الحقيقة تاريخ السودان.
أرحمونا من قصة تقسيم الشرق الأوسط والوطن العربي دي. يعني مش عشان إنت بتكتب في جريدة القدس العربي يا الشفيع خضر تقوم كسر رقبة تدخلنا في مشاكل الشرق الأوسط عشان تستدر إهتمام العرب بالسودان بأعتبار إنو اللي بيحصل عندنا دا هو مخطط صهيو-أمريكي بيهدد العالم العربي.
هسي إعادة صياغة القومية السودانية بتاعتك دا مش ياهو بتاع “السودان بوتقة الإنصهار” الي تم بيهو الإبادة الجماعية في الجنوب؟ يا زول خلي القبائل في حالها، وأخلق دولة عدالة إجتماعية محايدة عرقياً ودينياً وبعد كدا كل زول بيختار طريقته. دولة القانون بتخلي إدارة النزاعات أسهل وبتعرف بتلقى ليها حلول قانونية.
إقتباس:
“وما كل الاتفاقات التي وقعها نظام الإنقاذ في السودان مع حركات الهامش، بما فيها الحركة الشعبية لتحرير السودان وحركات دارفور ومؤتمر البجا، إلا دليلا على طبيعة هذه الثورات ونجاحها بدرجة أو أخرى.”
ما إسمها حركات دارفور… إسمها حركات مسلحة، نضال عسكري، أو حتى سميها مليشيات مسلحة.. ولكنهم ما سموها “حركات دافورية” زي ما كل الناس بيصفوفها بما فيها الأكاديميين والصحافيين … يعني لما يكون المواطن العادي ما واعي، والزول المتعلم برضو ما واعي ب إشكاليات التعريفات والمصطلحات وواقع بيقع في سقطات زي دي .. الحل شنو؟
الحركات الرئيسية في دارفور إسمها “حركة تحرير السودان” بجناحيها، بعد الواحد ومناوي، وعندك “حركة العدل والمساواة”. كل أسماء قومية وما فيها أي دلالة على جهة جغرافية، يعني إنتو عايزين تعملوا معاهم نفس نفس اللي عملتوه مع الحركة الشعبية؟ كل الناس عايزين يحشروها في إنها ممثلة لجنوب السودان وليس للمجموعات الأخرى ونتيجة الضغط دا تم تصعيد العناصر الإنفصالية وتم فصل الجنوب.
التنميط العنصري والجهوي هو آفة السودان. الناس دي بتحارب من مكان بيجيها الأذى، لكن في النهاية دي مشكلة البلد كلها ولو زحينا لافتة المناطق الجغرافية ح نلاقي إنو المشكلة واحدة: غياب دولة القانون والعدالة الإجتماعية.
ربما البعض يكون بعض المحاولات الإنقلابية ضد جعفر نميري، زي المحاولة الإنقلابية للحزب الشيوعي سنة 1971 (هاشم العطا)، والمحاولة الإنقلابية اللي قام بيها العميد أنس عمر في 1976م، وإنقلاب عام 1976م بقيادة العقيد محمد نور.. كل الإنقلابات دي فشلت نسبةً لسوء التخطيط … ولكن أشهر الإنقلابات وأقربها للنجاح كان محاولة حسن حسين في سبتمبر 1975م التي أفشلتها دعاية مفادها بأنه (إنقلاب غَرّابة)، وإنقلاب جهوي عنصري لأن كل الذين قاموا بالإنقلاب ينتمون إلى جهة جغرافية واحدة!
المثال دا هو نموذج لربط الخلفيات العرقية والجغرافية للأشخاص. هسي لو كان إنقلاب العقيد محمد نور نجح لربما تغير كل تاريخ السودان. ولو الناس ما عرقنوا racialization السياسة لربما كان الآن السودان بلد واحد في رخاء إقتصادي. الحروب العرقية ما عندها نهاية لإنو لا يمكن إستأصل العرق، وعقدة الإنتقام ما بيقابلها إلا الإنتقام وزي ما قال غاندي:
?An eye for an eye leaves the whole world blind?
الكلام على إنو الإنقاذ هى سبب كل ما يجري دا محاولة للهروب من الواقع، العنصرية والجهوية موجودة قبل الإنقاذ، لكن الكيزان أخذوا الإحتقان الموجود وقاموا بتصعيده لأعلى المستويات. يا الشفيع خضر… لو قريت كتاب “مذبحة الضعين” وتصرف الحكومة المدنية الديموقراطية وإنحيازها لصالح قبائل ضد قبائل ح تفهم كلامي. هسي أي زول بيقرأ سياسة بيكون عارف إنو مليشيا الجنويد هم من تأسيس الصادق المهدي وكان إسمها (التحالف العربي) … إسمها شنو؟ (العربي) .. يعني الحكومة (العربية) في الخرطوم بتساند القبائل (العربية) في دارفور ضد قبائل (غير عربية) لدرجة إنها تسمح بحرقهم أحياء. الحكومة السودانية حينها عملت تشويش على إذاعة الـBBC عشان المواطنين ما يعرفوا. وين الإنقاذ من الموضوع دا؟ مليشات المراحيل دي من تأسيس منو؟ تأسست متين؟ منو الدعمها؟ ضد منو؟ جاوب و ح تعرف إنو الإنقاذ هى جزء من المشكلة وليست كل المشكلة.
هسي عمر البشير دا ممكن يمشي ويجي زول غيره يستمر في نفس السياسة… المشكلة هنا ما مشكلة أشخاص .. بل مشكلة سياسات.. والعنصرية والجهويات دي كانت سياسة كل الحكومات السودانية .. يعني الحل في تغيير السياسات وليس الأشخاص.
شوفت كيف يا الشفيع إنو الموضوع عايز قراءة أعمق وأوسع من الـtime-frame بتاع الإنقاذ وإنو المعالجة تأخذ المشكلة الأعمق: نحنا ما دولة واحدة ذات قومية واحدة، وما ضروري الحاجة دي، في صدفة كونية خلت القوى الإستعمارية تخلق كيان هش إسمو السودان الإنجليزي-المصري من ركام كيانات أخرى أصغر (ممالك وسلطنات) والناس عايزين يعملوا هوية لشيئ مبهم بكسر الرقبة. ياخي مافي أي شرط إنو كل السودانيين يحسوا بهوية ثقافية واحدة ممتدة لعمق التاريخ، بل المهم إنو نحنا نشعر بدولة واحدة تخلي أولادنا يشوفوا المستقبل.
الانقاذ أستكملت ضرب التنوع فقط ، أما الثقافة السودانية فهى من تتحمل الوزر من قبل المهدية و الى يومنا هذا ، و على الاغلب أنها ترفض نفسها قبل أن تقبل الاخرين .
لذا نجحت النخب السودانية ، و نجح فنانينها و نجح سياسييها و نجح الشعب … و فشل المؤرخين.
يا سيد السودان مركزه و هامشه لا يعكس الا صورة مجتمع تقليدي هش في هيكل تركيبته القبلية و الجهوية و الطائفية و بسببها لم يستطع مجتمع السودان التقليدي جدا سواء كان في مركزه و هامشه من أن يتخطى عتبة الدخول الى الدولة الحديثة.
الغريب كان علماء الاجتماع حينما يكتبون لا تفارق ذهنهم فكرة التفريق بين المجتمعات التقليدية و المجتمعات الحديثة وعلى سبيل المثال ماكس فيبر فكل كتاباته يفرق بين المجتمعات الحديثة و المجتمعات التقليدية و السودان مركزه وهامشه من المجتمعات التقليدية جدا مقارنة بالمجتمعات الحديثة و بعده وضح عالم الاجتماع الفرنسي ريموند ارون الفرق بين المجتمعات التقليدية و المجتمعات الحديثة حيث وضح ان الاتحاد السوفيتي سابق و الغرب الاوروربي من المجتمعات الحديثة مع الاختلاف في مسألة أصل و طبيعة النظم الشمولية بسبب الفكر الشيوعي في روسيا واختلافه عن الفكر الليبرالي في الغرب ففي مثل هذه الدراسات السودان مركزه و هامشه مجتمع تقليدي للغاية. فشلت النخب السودانية في نقل السودان من مجتمع تقليدي الى مجتمع حديث ووصلت لمرحلة الانحطاط السائد اليوم الذي لا يشابهه الا انحطاط حقبة المماليك و كتابهافمازال المثقف السوداني اما في لجؤه الى الغيب في فكر الحركات الاسلامية و الطائفية و المتحلقون حول افكار الايدولوجيات المتحجرة كفكرة انتهاء الصراع الطبقي في الحزب الشيوعي و الطريقين لا تنتج الا عبدة النصوص و نظم شمولية مستبدة و مباركة واعطاء الشرعية لنظم مستبدة كما رأينا في الدعوة لمنازلة البشير في انتخابات 2020 من نخب لا تجيد غير التلفيق و التوفيق.
تقافه مهمشين….مركز…. تنوع….انصهار… اندماج كلام افنديه ونخب فاشله ان تضع قانون او تاتي بمبادرة او تطالب بالمساواة الاجتماعيه او الثقافيه في الأجهزة الاعلاميه هذا هراء وكلام مكاتب لا يسمن ولا يغني عن جوع يا سيدي هذه الاشياء تاتي لوحدها بمرور الزمن فمثلا سهوله حركة التنقل من منطقه الي اخري وانا في راي ان السبب الرئيسي لتخلف هذا البلد قلة حركه التنقل بين السكان وهنا ياتي دور واهميه القطار ولكن ليس قطارنا هذا الكحيان وظهور فرص عمل وكسب الرزق ايضا في مناطق مختلفة مما يؤدي الي انصهار الجميع تلقائيا في بوتقه وطنيه واحدة اما ان تستقر كل قبيله او جهويه في رقعه معينه من الوطن فحتي قيام الساعه لن تحل مشاكل البلد فالحل في عملية تنقل السكان بسهوله ويسر تزيد من تشكيل عجينه واحدة من كل الاطياف انظروا الي مدن مثل عطبرة ومدني وكوستي حصل فيها انصهار ببن جميع المكونات الوطنيه لكننا نريد ونتمني ان يشمل هذا كل الوطن وبطريقه متسارعة نريد اناس اصحاب تفكير خارج الصندوق كما يقولون ودعونا من احاديث المكاتب والافنديه….
ده البيت عليهو يادكتور، كلام ممجوج ومافيهو خط ولا فكرة.