أستراليا تطلب تراباً من السودان والسفير يوضح الحقائق

كشف سفير السودان بأستراليا، إبراهيم عوض البارودي، استقطاب شركات أسترالية كبرى للاستثمار في قطاع التعدين، وقال إن التبادل التجاري بين البلدين كان ينحصر في استيراد القمح في الماضي، وحاليا ظهرت مجالات أخرى في التعدين والزراعة والثروة الحيوانية وضرب مثالا بشركة “رزليوت “، التي هي من كبريات شركات التعدين الأسترالية وتعمل في تعدين الذهب في السودان.
“التيار” التقت بالسفير البارودي في سفارة السودان في أبوظبي أثناء الحفل الذي أقامه السفير محمد الأمين الكارب، سفير السودان بدولة الإمارات العربية المتحدة على شرف بعثتي المريخ والهلال والتي شاركت في القمة الكروية السودانية في أبوظبي بمناسبة عام زايد. السفير أظهر حماسا كبيراً في تطوير العلاقات بين السودان وأستراليا.
نستعرض ما قاله من خلال السطور التالية:
حاوره بـ(أبوظبي): هيثم موسى
حدثنا عن العلاقات وافتتاح السفارة؟
سفارة السودان في أستراليا هي سفارة حديثة تم افتتاحها قبل شهور من الآن، وبدأت بداية قوية وتمكَّنا من استقطاب عدد من الشركات في مجالات المعادن والزراعة، والآن تعمل بالسودان شركة “رزليوت” وهي من كبريات شركات التعدين الأسترالية، وأقمنا ملتقى اقتصاديا قبل شهرين، كان هو نواة لملتقى أكبر سيقوم في مطلع العام المقبل، وسنركز فيه على مجالات الزراعة والرعي، وهناك تجاوب كبير من الشركات الأسترالية والحكومة الأسترالية في التعاون مع السودان، لذلك ترانا مستبشرين خيرا أن العلاقة بين السودان وأستراليا ستكون متميِّزة في جميع المجالات.
متى تم افتتاح السفارة؟
السفارة السودانية في أستراليا بدأت منذ أشهر، وكان لنا شرف نكون أول من يؤسس سفارة للسودان في أستراليا، وبدأت بقوة وتمكَّنا من استقطاب شركات في مجالات التعدين وأقمنا ملتقى اقتصاديا أول والآن نحن بصدد إقامة الملتقى الاقتصادي الثاني وسيكون بالتركيز على مجالات الزراعة والثروة الحيوانية وستدعى له كبريات الشركات العاملة في مجالات الثروة الحيوانية والزراعة في السودان وأستراليا، ووجدنا مساندة قوية جداً من الحكومة الأسترالية لتمتين العلاقات بين البلدين في المجالات الاقتصادية، وهذا هو المجال الذي نركز عليه بقوة بالذات، لأن أستراليا والسودان بلدان متشابهان في الموارد الاقتصادية في المعادن والثروة الحيوانية والزراعة، وهناك اتجاه كبير جدا من السفارة لتمكين السودان للاستفادة من الخبرات والتقنيات الموجودة في أستراليا في هذه المجالات، وكذلك استقطاب عدد من الشركات دخلت لتعمل في هذه المجالات، ودخلت بعض الشركات في الأشهر القليلة الماضية، من ضمنها شركة ” رزليوت ” التي تعمل في استكشاف الذهب في السودان وتعمل بشراكة مع الشركة الكندية “أوركا ” المعروفة، وانعقد قبل فترة ملتقى المعادن الدولي وشارك فيه وزير الدولة بالمعادن والتقى بمجموعة من الشركات الأسترالية التي أبدت رغبتها في الدخول في مجالات التعدين في السودان وأهمها مجالات الذهب والنحاس وغيرها، ونحن مستبشرون خيرا أن العلاقة ستثمر خيرا كبيرا على السودان.
حجم التبادل بين البلدين؟
للأسف الشديد السودان كان يتعامل مع أستراليا في مجالات القمح، لكن تحوَّل الاهتمام إلى دول أخرى، وهذا هو المجال الذي كان موجوداً قبل أن نأتي إلى السفارة، والآن التبادل محدود لكنه سيتسع بتمكين الشركات في البلدين من الدخول في مجالات تبادل أكبر وأوسع.
متى تم تأسيس السفارة؟
السفارة افتتحت في 19 يناير 2017م، رسميا، وتم رفع علم السودان لأول مرة في أستراليا، وشركة “رزليوت ” هي شركة معروفة وتعمل في التعدين في عدة مربعات في السودان، وهي الآن في تطوُّر دراسة الجدوى مع شركة “أوركا” الكندية.
التعاون في المجالات الأخرى للمستقبل؟
كما أسلفت نحن نركز الآن على المجالات الاقتصادية باعتبارها هي المجالات الملحة نسبة لاحتياج السودان لتوسيع مجالات الاستثمار والتعاون مع الدول الأخرى، ولكن ? أيضا – لا نهمل المجالات الثقافية والتدريب والتبادل الثقافي والرياضي والفني وكلها في البال وسوف تأتي في مراحل أخرى لاحقة. كما أسلفت عمر السفارة لم يتجاوز العام ولدينا الكثير من الخطط في هذه المجالات.
كيف وجدتم السودان عند الأستراليين؟
أستراليا لها علاقات قديمة جدا بالسودان، بدأت منذ الحرب العالمية الأولى وما قبلها، وقد شارك جنود من أستراليا في النجدة التي طلبتها بريطانيا لاحتواء حركة عثمان دقنة، في شرق السودان، فمنذ ذلك العهد أتى الأستراليون إلى السودان ويعرفون السودان جيِّدا، وقد احتفلوا مؤخرا بوجودهم في دول العالم والسودان من ضمن هذه الدول وقد طلبوا ترابا من السودان لكي يرمز للوجود الأسترالي في العالم الآخر، وهم الآن يحتفون بوجود سفارة سودانية في أستراليا ويقدِّمون لها كل العون لعلمهم بالفرص الكبيرة الموجودة في السودان وتشابه الاقتصاد بين السودان وأستراليا، وهناك الكثير من المحفزات والعوامل التي تساعد في دفع هذه العلاقة، وكان لدينا مؤخرا ?أيضا – قبل شهر، أول لجنة سياسية مشتركة انعقدت في تاريخ البلدين بقيادة وكيل وزارة الخارجية السابق عبد الغني النعيم، واستضافتها وزارة خارجية أستراليا، وتم خلال هذه المباحثات استعراض العلاقات في المجالات كافة، وأبدى الأستراليون ترحيبهم واستعدادهم لفتح جميع قنوات التواصل والتبادل بين السودان وأستراليا، لمسنا ذلك من خلال تعاملنا مع وزارة الخارجية وجميع الجهات الرسمية والاقتصادية الموجودة في أستراليا.
هل هم راضون عن العمل في السودان؟
أستراليا لديها تمثيل غير مقيم ولديهم سفير في أستراليا يغطي السودان وأنا على تواصل دائم معه، وهو ينقل الصورة الموجودة عن علاقات السودان بأستراليا بشكل يومي لبلده، ونحن على تنسيق مع بعضنا البعض وهم مستبشرون جدا بالعلاقات مع السودان ويعتبرون السودان دولة واعدة ودولة لها قدرات اقتصادية كبيرة ويأملون في أن يكون هنالك تبادل تجاري كبير في المستقبل القادم.
الرياضة في العلاقات؟
الرياضة معروف أن لديها دورا كبيرا في تقوية العلاقات بين الدول، والعرس الذي حدث في أبو ظبي والمتمثل في لقاء القمة الكروية السودانية كان له دور كبير جدا في تعريف كثير من شعوب المنطقة بالرياضة في السودان ودورها في توطيد العلاقات مع دولة الإمارات العربية المتحدة بالتحديد والعلاقات بين الدول عرفت كثيراً من أنواع التطوُّر من خلال الرياضة.
رسالة لمن توجهها؟
أشكركم في صحيفة (التيار) على هذا اللقاء وأقول للشعب السوداني، إن السودان بخير لأنه يذخر بقدرات كبيرة، قدرات اقتصادية وقدرات بشرية وليس أمامنا إلا أن نوحِّد جهودنا ونضع سواعدنا على بعضها البعض ونشد من أزر بعضنا البعض للنهوض بهذه الثروات، ونحن من خلال الثغرة التي نسدها في بعثتنا الدبلوماسية في أستراليا نحاول جاهدين أن ندعم السودان بكل ما يعينه على تطوير زراعته وثروته المعدنية، وهذا هو واجبنا، ونناشد الجميع أن يعمل كل في مجاله لكي ينهض هذا السودان ويستغل موارده.
التيار