رسالة رئيس الحركة الشعبية لمواطني النيل الأزرق والمنطقتين والسودان

تتابعون تطورات الأحداث في الحركة الشعبية بعد الانقلاب الذي قاده عبدالعزيز الحلو في العام ٢٠١٧م مما أدى الي انقسامالحركة الشعبية، وما تبع ذلك من تدهور للأوضاع التي أوصلتنالاندلاع حرب داخلية في النيل الأزرق، أدت لقتل وجرح وتشريد الكثير من المدنيين، وقد أثر ذلك على النسيج الاجتماعي في مجتمع النيل الأزرق وجبال النوبة وسيحتاج منا الكثير من الجهد لرتقه، فضلا عن أن هذا التدهور أفقد الأمل لدي البعض في قدرتنا على تجاوز الأزمة وإحداث عملية التغيير في السودان.
كل عمل يقاس بالنتائج التي حققها، وإذا وضعنا انقلاب مارس ?يونيو ٢٠١٧م في الميزان فإننا نجده قد قدم خدمة لا تقدر بثمن للنظام، والمعركة العسكرية الوحيدة التي خاضها عبدالعزيز آدم لم تكن ضد الخرطوم بل كانت ضد مهمشي النيل الأزرق، في مفارقة كاملة لجوهر رؤية الحركة الشعبية، فمالم تحققه الحركة الشعبية وهي موحدة فلن تحققه وهي منقسمة. بل يستحيل التوصل لاتفاق سلام ينهي الحرب في المنطقتين والسودان في ظل الانقسام الحالي، والمنطقتين يحتاجان لاتفاق واحد، ولا يمكن التوقيع على اتفاقيتين حول المنطقتين، ولذا فإن وحدة الحركة الشعبية هدف استراتيجي لوجود الحركة نفسها وللوصول لأي اتفاق وتنفيذه. الاستهتار بوحدة الحركة هو استهتار بقضية السلام نفسها، لذا فإننا على استعداد لتوحيد الحركة كخطوة استراتيجية نحو السلام، والذي يرفض وحدة الحركة سيتحمل نتائج ذلك الرفض وتداعياته الآنية والمستقبلية.
? مبادرة الرئيس سلفاكير وجنوب السودان:
قيادة الحركة الشعبية تعلن ترحيبها بمبادرة رئيس دولة جنوب السودان لتوحيد الحركة الشعبية والتفاوض مع الحكومة السودانية من أجل السلام، إن هدفنا يتمثل أولاً في توحيد حركتنا والوصول الي سلام عادل وشامل لقضية الحرب في المنطقتين ودارفور، وعملية سياسية تضم جميع السودانيين، تشمل المجتمع السياسي والمدني، إننا لا نسعى للحلول الجزئية التي لم تأتي بالسلام والديمقراطية لبلادنا.
إننا نرحب مرة آخري بإعلان حكومة جنوب السودان بإن دعوتها ستشمل كآفة قوى المعارضة السودانية، وإنهاء الحرب في المنقطتين ودارفور، كما إننا نعيد التأكيد بإن مبادرة دولة جنوب السودان ستعزز مجهودات الاتحاد الافريقي والمجتمع الدولي.
نحن ندعو لاستخدام قضية السلام في دولتي السودان لإعادة شاملة لمنظور العلاقات بين الدولتين، وبناء علاقة إستراتيجية بينهما، بل الوصول الي إتحاد سوداني بين دولتين مستقلتين والتكامل الإقليمي مع بلدان الجوار ووحدة القارة الافريقية.
? النيل الأزرق:
منذ نهاية السلطنة الزرقاء لم تتمتع شعوب النيل الأزرق بحكم ذاتي حقيقي بإرادتهم الحرة، وكانت تجربتنا في اتفاقية السلام ٢٠٠٥م -٢٠١١م تجربة فريدة، وقد شرفتني شعوب النيل الأزرق بجميع قبائلها السودانية وثقافاتها المختلفة الافريقية والعربية، وبمسلميها ومسيحيها وكريم المعتقدات بإنتخابي وفق إرادتهم الحرة وفي ملحمة تاريخية وفي مقاومة شرسة لمخططات المؤتمر الوطني وقد كنت الحاكم الوحيد المنتخب على مستوى السودان خارج منظومة المؤتمر الوطني وسيطرته، ولازلت مدرك لأهمية هذه الشرعية التي طوقتم بها عنقي، ولذا فإن وحدة شعوب وقبائل النيل الأزرق تأتي في مقدمة أولوياتي، وأتوجه بالنداء لجميع أهل النيل الأزرق داخل وخارج الأراضي المحررة وداخل وخارج الحركة الشعبية لتوحيد الصفوف، وأمد يدي لإخوتي وأخواتي في الطرف الآخر من الحركة والجيش الشعبي، بأن لحظة المصالحة والوحدة قد حانت من أجل خدمة مصالح إقليم النيل الأزرق واشواق شعبه والتوصل لإتفاقسياسي وترتيبات امنية جزء من الترتيبات الشاملة في كل السودان لخدمة المهمشين والفقراء من اهل النيل الأزرق.
? المنطقتين:
النيل الأزرق وجبال النوبة/ جنوب كردفان يربطهما النضال المشترك وتربطهم الحركة الشعبية والجيش الشعبي، وقد كان الاقليمين جزء من المناطق المقفولة مع جنوب السودان إبان عهد الاستعمار البريطاني، وقد صنعت الحركة الشعبية تاريخاً جديداً لشعوب المنطقتين ومستقبل المنطقتين يعتمد على وحدة الحركة الشعبية ووحدة قيادتها للمساهمة الفاعلة في بناء سودان جديد موحد وفق ترتيبات حكم ذاتي واسع الصلاحيات بما في ذلك حق التشريع وترتيبات أمنية كضامن أساسي لتنفيذ أي إتفاق في إطار الحل الشامل لجميع السودانيين. أتوجه بنداء خاص لأهل جبال النوبة/ جنوب كردفان بأن وحدة الحركة وبناء حركة شعبية في كل السودان والخروج من محاولات حصرنا في المنقطتين هي الضمانة الرئيسية للوصول الي حقوقنا والحفاظ عليها.
? الي الشعب السوداني:
إنهاء الحرب وفق منظور شامل يظل أولوية لا تتعارض مع تغيير النظام بل أي إتفاق شامل ينهي الحرب لا يمكن أن يكون شاملاً وصالحاً ما لم يؤدي للتغيير، فلا يمكن إنهاء الحرب الا بمخاطبة جزورها، إننا لا نسعى لصفقة او وظائف فقد دخلنا هذه الحرب مجبرين وكنا نمتلك الوظائف إن كانت هي الغاية، وهنالك متغيرات وطنية وإقليمية يجب وضعها في الحساب، والحرب بطبيعتها ليست قضية محلية بل لها ابعادها الوطنية والإقليمية والعالمية وعلينا وضع كل ذلك في الحسابات دون التفريط في حق شعبنا في التغيير، نحن مع السلام الشامل وفق ما اتفقنا عليه في الجبهة الثورية ونداء السودان وبعيداً عن الحلول الجزئية او إستيعابنا في منظومة النظام الحالية.
الانتفاضة آلية للتغيير والسلام الشامل والعادل آلية أخرى ويجب أن لا نضعهما في قطيعة وتصادم، فإن إنهاء الحروب في السودان مكسب للحركة الجماهيرية ويدفع بدماء جديدة في صفوفها، والتغيير يمكن أن يأتي بالضربة القاضية او النقاط، وهذا يعتمد على توازن القوة وما هو متاح وطنياً أولا وإقليمياً ودولياً، سنبحث عن السلام في إطار بحثنا عن التغيير.
مالك عقار اير
رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان
رئيس الجبهة الثورية
ونائب رئيس نداء السودان