حوار مع جنوبي (6): ستيف باتيرنو اا

حوار مع جنوبي (6): المؤلف ستيف باتيرنو (ترجمة)

واشنطن: محمد علي صالح
[email protected]

حوارات سابقة:
1.اكول ماقر: الحركة الشعبية، كوينزلاند، استراليا.
2. ازيكيل جاتكوث: ممثل حكومة الجنوب في واشنطن.
3. د. جوك مادوت جوك: استاذ في جامعة لويولا ماريمونت، امريكا.
4. لوك كوث داك: صحافي، في السودان سابقا، الأن في امريكا.
5. د. لوال دينق، وزير البترول.
———————
حوار مع شمالي عن الجنوب:
حوارات سابقة:
1.على كرتي: وزير الخارجية.
2. على محمود حسنين، نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي.
3. على محمود: وزير المالية.
————————
حوار مع جنوبي (6): المؤلف ستيف باتيرنو:
ولد سنة 1980 في جوبا. اصلا من توريت، شرق الاستوائية. ينتمي الى قبيلة اللاتوكا. مؤلف كتاب “الاب ساترنينو: القس الذي صار متمردا.” الان، يدرس في كلية مارسي هيرست الاميركية.
————————
س: ابدأ بان اقول لك انه لا توجد اختلافات كثيرة بين شمال وجنوب السودان بالمقارنة مع اختلافات في بلدان أخرى.
ج: الاختلافات بين جنوب وشمال السودان واضحة وضوح الشمس في سماء الصيف. هذه الاختلافات هي سبب العلاقة المريرة والصراعات التي لا نهاية لها. وسبب سنوات الحرب وانعدام الثقة. لا يمكن انكار هذه الاختلافات الصارخة.
حاولت اتفاقية السلام بين الشمال والجنوب (سنة 2005) حل بعض هذه الاختلافات الرئيسية. لكن، ظلت المشكلة هي ان الشماليين يركزون على العروبة والإسلام كوسيلة للتفرقة ضد الجنوب. لهذا، صارت القوانين الاسلامية حجر عثرة، وكادت ان تنسف المفاوضات. وتم التوصل الى حل وسط بالسماح للجنوب بان يكون منطقة حرة من الشريعة الاسلامية، مع تمسك الشمال بالقوانين الاسلامية الصارمة.
هذا دليل واضح على حقيقة أن الجنوب والشمال كيانين مختلفين تماما، خاصة بسبب التعصب الاسلامي الشمالي.
س : لماذا تركز على الإسلام؟ ليس دين الإسلام ضد الجنوبيين اوالمسيحيين او الوثنيين أو غيرهم. وايضا، يوجد شماليون لا يؤيدون قانون الشريعة الذي وضعته حكومة الرئيس عمر البشير.
ج : حتى قبل البشير، من الناحية التاريخية، حكمت السودان العديد من القوى الوحشية: من جشع الامبراطورية العثمانية، إلى الحكم الاستعماري البريطاني، الى الدكتاتورية العربية والإسلامية. في جميع هذه الفترات، كان الجنوبيون هم الذين عانون أكثر من غيرهم.
س : لكن، رغم الماضي، الان، بعد اتفاق السلام الشامل (سنة 2005) يحكم الجنوبيون أنفسهم، وايضا يشاركون في حكم الشمال؟
ج : يجب ان تسأل نفسك اسئلة كثيرة قبل ان تقول هذا. كيف وصل الجنوبيون الى نقطة حكم انفسهم والمشاركة في حكم الشمال؟ لماذا كان لابد للجنوبيين ان يحملوا السلاح ليكونوا متساويين في وطنهم؟ هل حقيقة يشارك الجنوبيين في حكم الشمال في حكومة يسيطر عليها حزب المؤتمر؟
اقول لك: لن يحس الجنوبيون بعدم سيطرتكم انتم الشماليين عليهم اذا لم ينالوا استقلالا كاملا. ولحسن الحظ، جاءتنا فرصة الاستفتاء ليفعلوا ذلك.
س: يبدو ان اغلبية الشماليين تريد ان يبقى الجنوبيون في السودان الواحد، ويعملوا معا لتصحيح الأخطاء التي ذكرتها. ويقولون انهم ايضا يريدون تقسيم السلطة والثروة. ماذا تقول لهم؟
ج: اقول لهم: تقع معظم الثروة في السودان في جنوب السودان. لكن، للأسف، لا يتمتع سوى عدد قليل بهذه الثروة، بينما الأغلبية، خصوصا الجنوبيون، فقراء. صحيح، ايضا يوجد فقراء في الشمال. لكن الظروف مختلفه بسبب العوامل التي ذكرتها سابقا والتي تفرق بين الجنوبيين والشماليين. هل لاحظ الشماليون انهم، عمدا او عن غير عمد، يقسمون ثروة البترول التي في الجنوب مع الجنويين، بينما يحتفظون بكل ثروة الشمال؟
س : يريد الشماليون حكومة حرة وديمقراطية، للشمال وللجنوب، تمثلهم كلهم تمثيلا حرا، وتقسم الثروة تقسيما عادلا. هل تؤيد ذلك؟
ج : فى الوضع المثالي، انت على حق في ما تقول. لكن، عمليا ليس هذا هو الحال. الحل العملي هو ان يستقل الجنوبيون، ويديرون ثروتهم بالطريقة التي يريدونها.
س: مؤخرا، نشرت مجلة “ايكونوميست” البريطانية ان تاسيس دولة في جنوب السودان سيكون “كارثة”. وانتقدت القادة الجنوبيين؟
ج : لن انكر ان القادة الجنوبيين ليسوا في المستوى المطلوب. ويظل الفساد وعدم الكفاءة من المشاكل التي تحتاج الى حل. لكن، لا ينبغي أن يكون هذا مبررا لاضطهاد نظام الخرطوم للجنوبيين. لهذا، يفضل الجنوبيون ان يحكمهم قادة غير مؤهلين. ثم انه، في المستقبل، لابد ان يتحسن مستوى قادتنا في الجنوب، مادمنا بعيدين عن الشماليين.
س : مؤخرا، اصدرت مدرسة لندن للاقتصاد تقريرا عنوانه: “جنوب السودان يناقض نفسه”، وفيه ان الاشتباكات ستكون اكثر وسط الجنوبيين عنها مع الشماليين؟
ج : العنف وسط الجنوبيين من الحقائق التي لا يمكن أنكارها. بل استطيع ان اقول ان نصف المشاكل في جنوب السودان من فعل الجنوبيين أنفسهم. والنصف الثاني سببه الشماليون. لهذا، اذا نال الجنوبيين استقلالهم، تبقى لهم نصف المشاكل.
س : لماذا هذه الكراهية؟ مؤخرا، كتب شمالي: “صار الجنوبي مثل الزوج الذي يخصى نفسه كرها في جماع زوجته”. لماذا لا يفتح الجنوبيون صفحة جديدة مع الشماليين؟
ج : كيف نفتح “صفحة جديدة” ونفس تاريخ الاضطهاد ضد الجنوبين مستمر حتى يومنا هذا؟
س: لماذا هذا الغضب؟
ج: انت تقول: لماذ الغضب. وانا اقول لك: انت لا تعرفنا. ليس الغضب هو القوة الدافعة لنا. وقول هذا اهانة لنا. لماذا نصبح غاضبين عندما نطالب بحقوقنا الاساسية في ان نكون احرارا؟
س: انت تعيش في الولايات المتحدة. لماذا لا يكون السودانيون الجنوبيون مثل الأميركيين السود؟ حارب هؤلاء من أجل الحرية والعدالة (مع مساعدة بعض البيض). ثم اعتذر البيض عن أخطاء الماضي، وطلبوا فتح صفحة جديدة. الآن، يوجد رئيس أسود في امريكا، هو باراك اوباما. أوباما لم يتحدث ابدا علنا عن تجارة الرقيق.
ج : كل حالة اضطهاد تختلف عن الاخرى. القمع في جنوب السودان من نوع فريد، ولا يمكن مقارنتة بما حدث للامريكيين السود. الحرية والعدالة التي قاتل الجنوبيون في سبيلها لا يمكن ان تتحقق الا عندما نحصل على استقلالنا.
—————————–
[email protected]
[email protected]

تعليق واحد

  1. س : لماذا تركز على الإسلام؟ ليس دين الإسلام ضد الجنوبيين اوالمسيحيين او الوثنيين أو غيرهم. وايضا، يوجد شماليون لا يؤيدون قانون الشريعة الذي وضعته حكومة الرئيس عمر البشير.
    ج : حتى قبل البشير، من الناحية التاريخية، حكمت السودان العديد من القوى الوحشية: من جشع الامبراطورية العثمانية، إلى الحكم الاستعماري البريطاني، الى الدكتاتورية العربية والإسلامية. في جميع هذه الفترات، كان الجنوبيون هم الذين عانوا أكثر من غيرهم.
    س : لكن، رغم الماضي، الآن، بعد اتفاق السلام الشامل (سنة 2005) يحكم الجنوبيون أنفسهم، وايضا يشاركون في حكم الشمال؟
    ج : يجب ان تسأل نفسك اسئلة كثيرة قبل ان تقول هذا. كيف وصل الجنوبيون الى نقطة حكم انفسهم والمشاركة في حكم الشمال؟ لماذا كان لابد للجنوبيين ان يحملوا السلاح ليكونوا متساويين في وطنهم؟ هل حقيقة يشارك الجنوبيين في حكم الشمال في حكومة يسيطر عليها حزب المؤتمر؟
    اقول لك: لن يحس الجنوبيون بعدم سيطرتكم انتم الشماليين عليهم اذا لم ينالوا استقلالا كاملا. ولحسن الحظ، جاءتنا فرصة الاستفتاء ليفعلوا ذلك.

    إذا جاز لنا أن نعلّق على هذا الكلام ، فينبغي أن نوضّح الحقائق التالية : –

    1- لكون هذا الرجل الجنوبي الموغل والمسرف والمتطرّف والمغالي إلى ما لا نهاية في العنصريّة ، من مواليد عام 1980 ميلاديّة ، فهذا يُحتّم على علماء وخبراء تأريخ الدولة السودانيّة ، النظر بجديّة في إعادة كتابة تاريخ الدولة السودانيّة ، ولو إقتضى ذلك أن تكون اللّغة الإنجليزيّة هي اللّغة الأولى لدولة السودان الوطنيّة المدنيّة العلمانيّة الديمقراطيّة الحرّة المستقلّة العصيّة الأبيّة ؟؟؟

    2- ينبغي أن يفهم هذا الشاب اليافع ، المشحون بما هو أمضى من القنابل والصواريخ و المدافع ، أنّ فكرة طرد العرب والمسلمين من السودان ، كما طُردهم من الأندلس الإسببان ، تعني أن تدفع الأجيال السودانيّة الحاليّة ، ثمن الأخطاء التأريخيّة ، لأجيال وأمم قد خلت ، لها ما كسبت وللأجيال الحديثة ما اكتسبت ؟؟؟

    3- ينبغي أن تفهم أحزاب ( مُطلق ) الخرّيجين السودانيّين الوطنيّة الديمقراطيّة غير المسلّحة ، أنّ السودان به نوعاً قاتلاً من أمراض القلوب ، على شاكلة المرض الذي أصيب به هذا المواطن السوداني المغلوب ، صاحب الفهم المقلوب رأساً على عقب ، ينبغي أن تُعالج ليس بالحكمة والمنطق فقط ، إنّما بالسلاح ، طالما أنّه وأمثاله مصرّون على حمل السلاح ، في وجه حكومات الخريّجين الشرعيّة المدنيّة الديمقراطيّة وإستفزازها وعدم مفاوضتها ومصالحتعا وعدم الرغبة في الإتّفاق معها على السلام الشامل الدائم ، وعوضاً عن ذلك قام هؤلاء بمشاركة الأنظمة الإنقلابيّة الدكتاتوريّة غير الشرعيّة ، من أجل طرد الآخرين من أرض الدولة السودانيّة ، عبر العمالة والندالة والمؤامرة السافرة الواضحة الغبيّة ، مع الولايات المُتّحدة الأمريكيّة ، على أن أن يكون إتّفاق السلام الشامل ، لاغياً لوجود أحزاب الخرّيجين كأغلبيّة سياسيّة ديناميكيّة في هذه الدولة السودانيّة ، بل مُعبّراً عن أنّ أحزاب الخرّيجين كانت مُستعمرة للسودان ، و ينبغي أن يتحرّر أهل السودان من براثنها ، عبر الإتّفاقيّة الإستعلائيّة الفوقيّة ، إبتداءاً بميلاد الدولة الجنوبيّة غير العربيّة ، وربّبما تليها الدولة الغربيّة غير العربيّة ، فالدولة الشرقيّة غير العربيّة ، ثم الدولة الشماليّة النوبيّة ، ……. والأمر ليس في مصلحة أهل السودان ، والحق المُطلق الذي ينفع مُطلق النّاس ليس كذلك ، اللهمّ ألاّ إذا كان هذا حقّ الفيتو الذي ينفع الأمريكان ؟؟؟

    4- إذا كان الهدف البعيد ، لأمثال هذا المواطن العنيد ، هو إستغلال وضعف وهوان الفلاسفة الذين يتاملون مع العروبة كآيديولوجيا ، ومع الدين الأسلامي كخاتمة الآيديولوجيّات الفكريّة وناسختها ، ومن ثمّ قاموا بفرضهما كأبعاد أخلاقيّة وكمصادر قانونيّة حصريّة لهذا الحكم البليد …….، إذا كان فلاسفة السودان الجديد يستغلّون هذا الوضع المُختل عقليّاً وفلسفيّاً وفكريّاً ، في طرد أحفاد القوى الوحشية: من جشع الامبراطورية العثمانية، إلى الحكم الاستعماري البريطاني، الى الدكتاتورية العربية والإسلامية ، بقوّة الأسلحة الأمريكيّة ، فليعلم هذا المواطن ، المشبّع حتّى النخاع بفلسفة السودان الجديد المذكورة أعلاه ، أنّ هذه الخطوات غير محسوبة ، وأنّ التجارب السودانيّة الحديثة ، على الأقل مُنذُ وصول الدكتور جون قرنق تولّى الله أمره إلى الخرطوم ، ومن ثمّ إحتلاله إلى الجنوب ، إلى أن حدث له ماحدث ، وإلى أن حدث للناس ( مُطلق الناس ) يوم الإثنين الأسود بعد وفاته ما حدث ، …. هذه التجارب أثبتت أنّ الجنوبيّين كانوا أيضاً هم الذين عانوا أكثر من غيرهم …. وأنّ هذه المغامرة قد تكون قفزة في ظلامٍ دامس ، وربّما هوى صاحبها في حفرة ذلك التأريخ التليد ، عندها سوف لن تستطيع أمريكا وغيرها إعادة تحرير أمثال هؤلاء المساديد ؟؟؟

    5- حتّى الآن : شكراً جزيلاً وإحتراماً كبيراً لهذا المواطن السوداني ، والتحيّة للراكوبة ، ولأحزاب الأغلبيّة الديناميكيّة والميكانيكيّة ، من مُطلق خرّيجي الدولة السودانيّة الوطنيّة المدنيّة االديمقراطيّة المستقلّة الحرّة العصيّة الغنيّة الأبيّة القويّّة العبقريّة ؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..