?فضيلي?.. معتمداً مدى الحياة!!

عثمان ميرغني

في خطاب السيد رئيس الجهورية المشير عمر البشير قبل يومين، بمناسبة افتتاح مستشفى الأمومة والطفولة بمحلية ?أم بدة? أشاد بالمعتمد عبد اللطيف فضيلي.. ووصفه بأنه خيار رئاسي، فهو خيار من خيار.. وأنه سيظل معتمداً مدى الحياة، وسيخلِّده أهل المنطقة بتشييد ضريح ?قبة? على مثواه الأخير.

والمعتمد عبد اللطيف فضيلي شاب نشط ومثابر ومجتهد وظل سنوات طويلة في محلية ?أم بدة?.. وإشادة الرئاسة تعني وساماً من الدرجة الممتازة على صدره.. ولكن على بقاء المعتمد معتمداً مدى الحياة دليل نجاح أم فشل؟

حياة الإنسان- أي إنسان- مراحل، وقيمة المرء بقدرته على التطور وعبور مراحل الحياة إلى أعلى، ومن اليقين أن السيد ?فضيلي? نفسه لن يكون سعيداً بالخلود في وظيفة ?معتمد أم بدة? أو حتى لو تحول إلى مدينة أكبر مثل الخرطوم.. ومن حقه طالما هو ناجح أن يحلم بصعود الدرج السياسي والتنفيذي إلى آخر مداه.. ربما حتى يصل كرسي رئاسة الجمهورية.. فهو طموح مشروع.

لكن إذا ثبت ?فضيلي? في مكانه معتمداً.. ولو لبضع سنين أخرى فإنه يبرهن على جموده وعدم قدرته على التطور.. فيستحق أن يفسح الطريق لغيره في المعتمدية على الأقل من باب تجديد الدماء..

وفي التجارب العالمية مثالان ساطعان، الأول السيد رجب طيب أردوجان الذي نجح أن يكون رئيس جمهورية دولة في مقام تركيا، مسنوداً بإنجازات باهرة خلال السنوات التي تولى فيها المقعد.. السيد أردوجان كان مثل ?فضيلي?عمدة لمدينة ?استامبول? صحيح مع فارق السنوات الضوئية بينها و?أم بدة?.. لكن يستوي في كونه شغل منصب ?عمدة? مدينة كالذي يوازي ?معتمد محلية? عندنا.. ولكن نجاح ?اردوجان? في إدارة مدينة استامبول لم يخلده فيها، على العكس صعد به إلى أعلى فأصبح في فترة وجيزة رئيساً لحزبه ثم رئيساً للوزراء ثم رئيساً ? بامتياز- للجمهورية.

ومثال آخر السيد محمد أحمدي نجاد الذي أصبح رئيساً لجمهورية إيران في العام 2005، تولى قبل ذلك منصب ?عمدة طهران? وساعده نجاحه في منصب ?عمدة طهران? ليرتقي السلم إلى منصب رئيس الجمهورية..

آلاف الأمثلة من تجارب الأمم حولنا كل الذين نجحوا في الدرجات الأدنى من سلم الحياة ارتقوا بمنجزاتهم إلى درجات أعلى بعضهم توقف في مرحلة معينة حسب قدراته وآخرون شقوا طريقهم حتى السنام.

إشادة السيد رئيس الجمهورية بمعتمد محلية ?أم بدة? يجدر أن تكون مفتاحاً له ليرتقي السلم، فيصبح يوماً ما والياً للخرطوم، ثم رئيساً للوزراء، ويصعد حتى منصب رئيس الجمهورية.

التيار