أخبار السودان

المعلم يهدد الدول التي ستعترف بالمجلس الوطني «اللاشرعي» بإجراءات مشددة

وجه وزير الخارجية السوري وليد المعلم، أمس، تهديدا شديد اللهجة للدول التي قد تعترف بالمجلس الوطني الذي شكلته المعارضة السورية مؤخرا في اسطنبول، مؤكدا أن «أي دولة سوف تعترف بهذا المجلس اللاشرعي سنتخذ ضدها إجراءات مشددة»، كما هدد الدول الأجنبية التي اقتحمت فيها البعثات الدبلوماسية السورية من قبل متظاهرين سوريين غاضبين بـ«المعاملة بالمثل».

واعتبر وزير الخارجية السوري المجلس الوطني المعارض «لا شرعيا»، وحذر أي دولة من الاعتراف به وقال «أي دولة سوف تعترف بهذا المجلس اللاشرعي سنتخذ ضدها إجراءات مشددة» مضيفا «لا يهمني ما يسعون إليه، يهمني موقفنا».

وأنشئ «المجلس الوطني السوري» في سبتمبر (أيلول) في اسطنبول، ويتألف من 140 شخصية يعيش نصفهم في سوريا. ولم يكشف عن أسماء المعارضين في الداخل لدواع أمنية. وجاء تهديد المعلم خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وفد مجموعة «الألبا» (التحالف البوليفاري) التي تضم كوبا وفنزويلا وبوليفيا والإكوادور ونيكاراغوا وثلاث دول من الكاريبي هي الدومينيكان وسانت فنسنت وغرينادين وأنتيغوا وباربودا.

وردا على تصريحات رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في ما يتعلق بقوله إنه سيقرر عقوبات ضد سوريا، قال المعلم بعد أن ترحم على والدة أردوغان التي توفيت مؤخرا إن «سوريا ليست مكتوفة الأيدي.. من يرميها بوردة ترميه بوردة». كما وصف المعلم الضابط السوري الموجود في الأراضي التركية – رياض الأسعد قائد الجيش السوري الحر – والذي دعا مؤخرا لاستخدام السلاح لمواجهة النظام، بأنه «رجل خارج عن القانون وفار من الخدمة العسكرية». ولذلك اعتبر المعلم أن ما يقوله ذلك الضابط من «كلام غير مسؤول لا يبنى عليه». وأضاف «لا علم لنا في وزارة الخارجية بدخول أي جندي تركي للأراضي السورية».

وكان أردوغان قد أكد الأربعاء أن تركيا ستفرض «مجموعتها الخاصة من العقوبات» ضد سوريا إثر فشل إصدار قرار في مجلس الأمن الدولي يدين النظام السوري بعد استخدام روسيا والصين حق النقض (الفيتو).

وتعليقا على اغتيال المعارض السوري الكردي البارز مشعل تمو، قال المعلم «أؤكد أن مجموعة إرهابية هي التي اغتالت الشهيد مشعل تمو، هذا الرجل المعارض وقف أمام تيار يطالب بالتدخل الخارجي»، معتبرا أن «الهدف هو افتعال فتنة في محافظة الحسكة التي ظلت طيلة الأزمة نموذجا للتعايش والإخاء بين سكانها». وأضاف «كثيرون في الغرب يقولون هذه ثورة سلمية ولا يعترفون بوجود مجموعات إرهابية مسلحة يقومون بتمويلها وتحويل السلاح إليها». وقال المعلم إن «عدد الشخصيات السورية التي تم اغتيالها أصبح اليوم 1110، ومن الأساسي أن نطلع المجتمع الدولي أن هناك مجموعات مسلحة تقوم بأعمال العنف في سوريا وتقتل هذا العدد الكبير من الشهداء».

وحول ما يطرح من وساطة روسية بين المعارضة والسلطة، قال المعلم «لا علم لنا بنية روسية الوساطة في هذا الصدد»، موضحا «نحن مع الحوار الوطني، والمعارضة مدعوة للمشاركة فيه لكي تكون شريكة في بناء مستقبل سوريا». ولفت المعلم إلى وجود «اتصال مستمر مع القيادة الروسية في ما يتعلق بالوضع في سوريا»، وقال «من الواضح أن روسيا تدعو إلى عدم التدخل في شؤون سوريا، وتدعو إلى حوار وطني تشارك فيه المعارضة، والسير في تنفيذ برنامج الإصلاحات الشاملة»، وتابع قائلا إن «روسيا تتخذ موقفها في ضوء هذه السياسة»، وأضاف مؤكدا «نحن مع الحوار الوطني الشامل، ومع مشاركة المعارضة في هذا الحوار، ومع السير في برنامج الإصلاح الشامل».

وتساءل المعلم «هل المجموعات الإرهابية المسلحة تريد عقد حوار وطني؟.. هل هذه المجموعات المسلحة التي تغتال رجال الفكر والعلم تريد إصلاحات في سوريا؟.. هذه المجموعات تقتل الناس بالأجرة.. المعارضة الوطنية مدعوة لكي تشارك في بناء مستقبل سوريا».

وبخصوص الدعوات للتدخل الخارجي وطلب الحماية الدولية، قال الوزير المعلم «نحن في سوريا قيادة وشعبا نقف صفا واحدا ضد التدخل الخارجي.. الذين يدعون للتدخل الخارجي معروفون وقد ظهروا على قنوات فضائية عديدة، تارة تحت مسمى حماية المدنيين، وتارة تحت مسمى حظر الطيران، وربما يطلبون مجددا تدخلا مباشرا». وأضاف «أقول لهم لا تتوهموا.. الغرب لن يهاجم سوريا لأنه ليس هناك من يدفع الفاتورة. الغرب اختار العقوبات الاقتصادية لتجويع الشعب تحت ذريعة حماية حقوق الإنسان، انظر إلى هذا الوهم الكبير».

وفي رده على سؤال حول وجود أجندة لإنهاء العمليات العسكرية وتطويق الأزمة الداخلية في ضوء زيادة الضغط الخارجي وإمكانية تبدل الموقف الروسي بعد الفيتو، قال المعلم «لا أحد يستطيع أن يضع أجندة لأن من يتسبب في ما يجري هو مجموعات مسلحة تقوم بعملياتها وتهرب إلى القرى المجاورة للمدن والبساتين والحقول.. لا توجد دولة في العالم تقبل السكوت عن مجموعات مسلحة تقوم بعمليات إرهابية ضد شعبها». وتابع «أعتقد أن الأصدقاء الروس واعون لهذه الحقيقة لا سيما أن إحدى شركات النفط الروسية تعرضت منذ يومين لاعتداء إرهابي.. نحن نعلم حجم الضغوط الكبيرة التي تتعرض لها الدول التي تساند سوريا، لكن لدينا كوبا نموذجا قاوم مختلف أنواع الضغوط بما فيها العدوان العسكري». وقال إن «قوات الأمن وحفظ النظام ستواصل التصدي لتلك المجموعات».

وانتقد المعلم ما تتعرض له السفارات السورية في أوروبا من اعتداءات، وقال «كما أعلم أن دول الاتحاد الأوروبي لديها تشريعات تنظم التظاهر السلمي بحيث لا تخرج مظاهرات أو تجمعات من دون موافقة مسبقة، والسؤال الذي نحتاج إلى جواب عنه: هل حصلوا على إذن مسبق لاقتحام سفاراتنا؟»، وأشار المعلم إلى «اتفاقية فيينا للعلاقات الدولية التي توجب على الدول تأمين الحماية للبعثات الدبلوماسية لديها ولأعضائها». وكرر الوزير المعلم تهديده للدول الأجنبية وقال «إذا لم تلتزم تلك الدول بتنفيذ بنود معاهدة فيينا وتأمين الحماية للبعثات السورية فسنعاملهم بالمثل»، وأضاف «نحن لا نتدخل في شؤونهم الداخلية كما يفعل بعضهم في دمشق».

وحول عدم اتخاذ سوريا لأي إجراء بحق السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد، قال المعلم إن «السفير فورد يتحرك ليجعل من نفسه بطلا في بلاده»، وأضاف «نحن دولة تثق في نفسها وأبنائها.. بلدنا عمره 7000 سنة.. ولذلك قلبنا كبير وصبرنا أكبر».

الشرق الاوسط

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..