الخبراء الاستراتيجيون.. و”الحال المائل” وإن شر البلية ما يضحك

تحكي النكتة أن ثوراً قد مرّ بزريبة فيها أبقار تسر الناظرين، فتعلقت روحه بإحداها.. وفكر في الوصول إليها، فأخذ يبحث عن من يرشده الي وسيلة يتسلق بها السور، وعندما وقعت عينه على ثور “ثمين وأمين”، يعلف “بمزاج” بالقرب من الزريبة، توجه إليه الثور العاشق بالسؤال: كيف أستطيع أن اقفز فوق هذا السور لأحقق المراد؟! فرد عليه سعادة الثور “المرتاح”: عليك أن تخطو مئة خطوة للوراء ثم تجرى بأقصى سرعتك، حتى تتمكن من القفز داخل السور.. فاستفسره الثور المسكين: لكن إن علقت خصيتاي بأسلاك السور، وفقدت فحولتي، فماذا أفعل؟ رد عليه الثور السمين، بخيلاء: إذن سوف تصبح خبيراً استراتيجياً، مثلي!! اضحكتني هذه الطرفة حتى كدت أن أسقط ? سقوط المشروع الحضاري ? من شدة الضحك، ولم يضحكني عمق الطرفة، فحسب، بل لمطابقتها للواقع، (الحجل في الرجل)..
إليكم طائفة من طرائف الخبراء الاستراتيجيين في مجال التعليم:
1- كتاب اللغة الإنجليزية للصف الثالث لمرحلة الأساس، كتاب منفوخ، أكبر من كرش مندوبي من تعودوا على “لهط قريشات الامتحانات” من جيوب التلاميذ المساكين، ويأتي امتحان اللغة الإنجليزية للصف الثالث ضامراً كبطن تلميذ جائع، نزع مديرو الغفلة اللقمة من بين يديه..
2- تسمية ما يصنع خبراء التعليم بالامتحانات، لا بدّ انها تسمية مجازية، إذ لا يمت ما درجوا على “عواسته” للامتحانات بصلة..
3- الامتحان “المسخ” الذي لا تزيد تكلفة إعداده عن 4 جنيهات، يدفع له التلميذ 50 جنيهاً، والمعلم الذي راقب، وصحح ورصد وأعد النتيجة، وجمع القروش، لا يناله منها مليماً واحداً..
4- تنتهي امتحانات الفترة الأولى هذا العام قبل 15 يوم من الاجازة، فيحتار المعلمون ماذا يفعلون.. وتمنع قوة من الشرطة وجود التلاميذ في المدرسة، إبان الاجازة..
5- أصدرت وزارة التربية والتعليم بولاية الخرطوم قراراً ادارياً، يوم 5 نوفمبر ٢٠١٨م، بتحديد موعد امتحانات مرحلة الاساس للعام ٢٠١٩م بمدارس الولاية لتبدأ في يوم الاثنين الموافق ١٨ مارس ٢٠١٩م.. في الوقت الذي يعنف فيه الخبراءُ الاستراتيجيون المعلمين، ويذلونهم بأنهم “لا يحضروا!! لا يضعوا الخطط لدروسهم!!”؛ والخبراء، أنفسهم، لا يحضِّرون وليس لهم الدراية الكافية على وضع الخطط”.. أهااااا، في هرجلة أكثر من كدا؟!! يا خبراء، يا استراتيجيين”!!
حكت زميلتنا خفيفة الروح طرفة تبين أنه ربما يكون لصغار المعلمين إدراكاً وفهماً أكبر مما يدعيه الخبراء الاستراتيجيون.. تحكي زميلتنا أن سوء تفاهم بسيط قد دب بين أفراد عائلتها واسرة أخيها الذي يساكنهم في بيت العائلة الكبير، ولستر أمر هذا الخلاف عن اطفال العائلة جميعهم، كانت هذه الزميلة وأمها تطلقان علي الأخ وزوجته اسم “الجماعة” أمام الأطفال عند حديث الزميلة وأمها عن ما لا تودان من الأطفال سماعه.. وفي يوم ما، نادت زميلتي على أحد الاطفال لتناول وجبة الغداء.. فرد عليهما: “اتغديت”.. وعند سؤالها له: يا ولد، “اتغديت وين؟؟” قال ليها: “اتغديت” مع الجماعة!!
وصل المكتوون بنيران هذه المحرقة لقناعة أن لن ينعدل هذا “الحال المائل” الا بذهاب هذه الجماعة، ولا بدّ أن ينتظروا مساءلتنا لهم: “كيف أصبحتم خبراء؟؟ واستراتيجيين كمان!!
ولا أحب ان اختم مقالي هذا قبل ان اقف احتراما لما بذلته ادارتا التعليم الخاص لمرحلة الاساس بمحليتي بحري والخرطوم من جهد عظيم في اخراج امتحانات بصورة أقل ما يمكن ان توصف به، انها امتحانات ممتازة، تصميما وموضوعا، مما يدل على ان هنالك خبراء استراتيجيون حقيقيون جديرون بالاحترام يقفون وراء هذا الانجاز المقدر.. فلنرفع القبعات تقديرا واحتراما لهم..
حسن الشيخ
مقال لطيف جدا.
اللهم دمر أخوان الشياطين تدميرا فأنت العالم بما فعلوا. الله لا ترحم منهم ميتا ولا حيا ولا صغيرا ولا كبيرا. آمين.
مقال لطيف جدا.
اللهم دمر أخوان الشياطين تدميرا فأنت العالم بما فعلوا. الله لا ترحم منهم ميتا ولا حيا ولا صغيرا ولا كبيرا. آمين.