انكفاء على “ذات” الغناء!!

* قوالب العرض.. التنفيذ المحكم.. التوزيع الموسيقي.. حضور المغني.. اللغة البصرية التي تتحدث بها الأغنيات.. سهولة وعمق الكلمات.. عذوبة وجمال الألحان.. توفر مساحات مقدرة للبث عبر الشاشات الفضائية، وتكثيف عرض الأغنيات، وغيرها من العوامل تمثل وصفة النجاح والذيوع حتى تخرج أغنياتنا من نفق المحلية وتنتشر في المحيط العربي وتحلق في فضاءات الإقليمية، فالقصة يا سادتي ليست توافر عنصري نجاح أو ثلاثة، فغزو الأذن العربية وتحريك برك السكون الجامدة يحتاج لحزمة ممتدة ومتمددة من العناصر التي تشكل في نهاية المطاف سبيكة واحدة..!

* نجاح أغنية سودانية ووصولها للأذن العربية عبر (صوت غير سوداني) ليس مقياساً على قدرة أغانينا على غزو الوجدان العربي، كما أن تقاعد مطربينا عن الطرق المتكرر على الأبواب بغية تقديم أغنياتنا للآخر يجب الا يجعلنا نعتقد أن المستمع العربي إن وصلته أغنية سودانية مكتملة العناصر بصوت صاحبها فسيشيح بأذنه عنها نكاية في الحنجرة السودانية التي جاءت تحمل النص والنغم على متنها..!

* الذين يتحدثون عن رواج الأغنيات السودانية التي رددها الفنان المصري الأسمر محمد منير ومن بعده فرقة ميامي الكويتية – التي كانت آخر أعمالها السودانية المصورة أغنية المامبو السوداني – يظنون أن معظم الفنانين السودانيين بإمكانهم تحقيق ذات الذيوع إذا تغنوا بتلك الأعمال ويغفلون حقيقة مهمة مفادها أن الصوت الجميل وحده لم يعد الناطق الرسمي باسم الانتشار..!

* نجح منير بامتياز عندما ردد (وسط الدايرة) لمحمد وردي التي كتبها إسحق الحلنقي، وقلب موازين بورصة الكاسيت عندما طرح ألبوم (مساكن شعبية) للشاعر القامة الراحل محجوب شريف الذي حقق أعلى الأرقام في التوزيع والمبيع، وحفظ الجمهور العربي رائعة أحمد المصطفى (البعدو يحنن) عندما صدح بها (شادياً مغنيا)، وكل ذلك النجاح لم يأت صدفة؛ فعلينا ألا نغفل حقيقة أن الكلمات التي يختارها منير من أغنياتنا برغم بساطتها إلا أنها تنفذ للأعماق من دون أن تقف برهة للطرِق على أبواب الإستئذان، كما أن الألحان ليس فيها تقعر وتعقيد، بينما كل تركيز الفتى منصب في التوزيع والتنفيذ الموسيقي وذاك أمر ـ للأسف الشديد ـ لا يوليه مطربونا أدنى مساحة اهتمام.

* جاذبية قوالب العرض الموسيقي تلعب دوراً كبيراً في جذب الانتباه، ويتضح ذلك جلياً في (البعدو يجنن) التي ضخ منير النغم في أوردتها، وشحنها بالموسيقى بشكل آسر جاذب لتلبس “حُلة فنية عصرية مواكبة” تشد الأذن وتُشبِع الوجدان، فإن أضافت هذه الأغنيات لـ(الكينغ) طعماً مختلفاً، فينبغي ألا نكابر وأن نعترف بأنه أضاف إليها بعداً جديداً..!

* أس البلاء يكمن في محدودية سقف طموح معظم المطربين السودانيين الذين لا يفكرون في غزو العالم العربي وطرق أبواب القنوات الفضائية بقدر ما أنهم مشغولون بـ(نجومية زائفة) داخل أرض الوطن، ناسين أنه في عصر العولمة لا بد لك من فرض ثقافتك بشتى السبل مع تكرار المحاولات أكثر من مرة، فيجب أن تكون (منتجاً) لا (مستهلكاً) فقط..!!

* الملاحظ أيضاً أن عددا كبيرا من مطربينا يتهيبون تقديم أنفسهم ومنتوجهم الغنائي للآخر، وحتى في الرحلات الخارجية بالدول العربية تجد معظم المطربين يقومون فقط بإحياء حفلات للجاليات السودانية في تلك الدول الأمر الذي يجعلهم يجسدون صورة قاتمة للانكفاء على الذات، والدوران في فلك الخطاب الغنائي السوداني (إنتاجاً وتلقياً)..!!

* من الإشكالات أيضاً الطريقة (الخجولة) التي يقدم بها الفنانون السودانيون أغنياتهم عبر قوالب عرض تفتقد للجاذبية وتفتقر لأدنى عناصر المواكبة من حيث التنفيذ والتوزيع الموسيقي، لدرجة أنك تشعر بأن كثيراً من الأغنيات (الجديدة) ما هي إلا مجرد أعمال (قديمة بالية) تخاطب الأذن على استحياء!!

* ضعف الإعلام السوداني عبر وسائله المختلفة (المقروءة ـ المسموعة ـ المرئية) في تحقيق وجود إقليمي له أثر كبير أيضاً، الأمر الذي جعل مهمة الأغنية السودانية في الانتشار أكثر صعوبة إذ أن ما يبث مثلاً من أعمال معظم من يشاهدونه خارج أرض الوطن الحبيب هم السودانيون فقط.

نفس أخير

* ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها
إن السفينة لا تجري على اليبس!

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. يا خي عنهم ما استمعوا! قال المستمع العربي قال وماذا يضيرنا إن لم تطرب البقر نحن نغني لأنفسنا ولأنفسنا وبأسلوبنا لا بأسلوب غيرنا ثم أن الألحان والايقاعات هي ايقاعات حياتنا نحن في بيئتنا وبيتنا نحن فإن لمس غيرنا في ذلك ما يشبه إحساسه ببيئته ووجدان وتكوين قومه النفسي فليهنأ كما نهنا نحن بغناء غيرنا ممن نلمس لدى بعضهم بعضاً من وجدانياتنا كإخوتنا الكوشيين الحاميين الأفارقة جيراننا حتى وإن لم نفهم لغاتهم مثل لغات بعضنا في الشرق والغرب والجنوب والشمال والوسط والتنوع هو الميزة المميزة وإنت تريد لنا التماهي ومع مين قال المستمع العربي قال يا خي التماهي دا قد يحصل في السياسة الخرقاء وغيرها من خزعبلات المجموعات المتسلطة الحاكمة ولكن في الفن فلا ولا حتى في التدين ولا في أي شيء يتصل بالبيئة الجغرافية المجتمعية والتاريخانية

  2. ياخي ده وقت اغاني شوف ليك حاجة مفيدة واعملها بلا اغاني بلا بطيخ
    الناس في شنو والحسانية في شنو

  3. داير تنشر الاغنية السودانية توديها وين ياخي العرب المتمسح بيهم ديل ديل اصلا ما معترفين بك ولا يتزوقون اغانيك ياخي القصة بالقوة شنو اللقافة دي خلونا وارحمونا شوية

  4. الغزو البتقول عليهو بالانتاج العلمي و الفكري اولا والانتاج الاقتصادي وتلقائيا تستصحب معها جميع اشكال الفنون
    انت داير نفزو العالم العربي بالاغاني فقط بمحدودية افقك الضيق فرجاءا ان تكف عن هزه الترهات التي تطل بها علينا بين الفينة والاخري

  5. ده كلو كلام فارغ بلا غناء سوداني بلا بطيخ أنتم عبيد أفارقة مالكم ومال العرب وما المزعج في أن يلفظ العرب أغنياتكم وهذا دليل على عرقكم الأفريقي الذي تتنكرون له وتتمسحون بالعروبة الزائفة وشهدنا شواهد كثيرة لا داعي لذكرها بعدم الإعتراف بعروبتكم المذعومة!!! هل سألتم أنفسكم لماذا منتشرة الأغنية السودانية في نيجريا وتشاد ؟!!! لأنهم زنوج مثلكم وبشبهوكم .. من الأفضل أن تناقشوا سبل تخلف بلاد أبو العفين تحت حكم الشاويش المجرم وإخوان الشيطان وتركزو في الزراعة والرعي وهذا الأفضل لكم !!!!!!!!!!!!!!!!!!!

  6. يا خي عنهم ما استمعوا! قال المستمع العربي قال وماذا يضيرنا إن لم تطرب البقر نحن نغني لأنفسنا ولأنفسنا وبأسلوبنا لا بأسلوب غيرنا ثم أن الألحان والايقاعات هي ايقاعات حياتنا نحن في بيئتنا وبيتنا نحن فإن لمس غيرنا في ذلك ما يشبه إحساسه ببيئته ووجدان وتكوين قومه النفسي فليهنأ كما نهنا نحن بغناء غيرنا ممن نلمس لدى بعضهم بعضاً من وجدانياتنا كإخوتنا الكوشيين الحاميين الأفارقة جيراننا حتى وإن لم نفهم لغاتهم مثل لغات بعضنا في الشرق والغرب والجنوب والشمال والوسط والتنوع هو الميزة المميزة وإنت تريد لنا التماهي ومع مين قال المستمع العربي قال يا خي التماهي دا قد يحصل في السياسة الخرقاء وغيرها من خزعبلات المجموعات المتسلطة الحاكمة ولكن في الفن فلا ولا حتى في التدين ولا في أي شيء يتصل بالبيئة الجغرافية المجتمعية والتاريخانية

  7. ياخي ده وقت اغاني شوف ليك حاجة مفيدة واعملها بلا اغاني بلا بطيخ
    الناس في شنو والحسانية في شنو

  8. داير تنشر الاغنية السودانية توديها وين ياخي العرب المتمسح بيهم ديل ديل اصلا ما معترفين بك ولا يتزوقون اغانيك ياخي القصة بالقوة شنو اللقافة دي خلونا وارحمونا شوية

  9. الغزو البتقول عليهو بالانتاج العلمي و الفكري اولا والانتاج الاقتصادي وتلقائيا تستصحب معها جميع اشكال الفنون
    انت داير نفزو العالم العربي بالاغاني فقط بمحدودية افقك الضيق فرجاءا ان تكف عن هزه الترهات التي تطل بها علينا بين الفينة والاخري

  10. ده كلو كلام فارغ بلا غناء سوداني بلا بطيخ أنتم عبيد أفارقة مالكم ومال العرب وما المزعج في أن يلفظ العرب أغنياتكم وهذا دليل على عرقكم الأفريقي الذي تتنكرون له وتتمسحون بالعروبة الزائفة وشهدنا شواهد كثيرة لا داعي لذكرها بعدم الإعتراف بعروبتكم المذعومة!!! هل سألتم أنفسكم لماذا منتشرة الأغنية السودانية في نيجريا وتشاد ؟!!! لأنهم زنوج مثلكم وبشبهوكم .. من الأفضل أن تناقشوا سبل تخلف بلاد أبو العفين تحت حكم الشاويش المجرم وإخوان الشيطان وتركزو في الزراعة والرعي وهذا الأفضل لكم !!!!!!!!!!!!!!!!!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..