العلاقة مع إسرائيل.. دونها خُرط القتاد..!!

العلاقة مع إسرائيل.. دونها خرط القتاد، تتوهم بعض القيادات التي باتت تجهر علناً أن إقامة علاقة مع إسرائيل يمكن أن تكون مدخلاً لتحسين العلاقات مع أمريكا والغرب، ولا شك أن هذا النهج غير المسؤول غير بعيد عن مسايرة تركيا وقطر التي تقيم علاقات علنية مع إسرائيل.

كان واضحاً من تصريحات الرئيس التشادي إدريس دبي أن هناك أمراً ربما يدبر في الخفاء، وبالتالي فلا يمكن للرئيس دبي أن يتحدث عن استعداده للتوسط بين الخرطوم وتل أبيب، عفواً فهل الإعلان التشادي جاء ليؤكد أن ملف العلاقات تجاوز مرحلة بحثها سراً، ليتم ذلك علناً.

الصمت الحكومي، وعدم صدور بيان رسمي، ليس عن إقامة العلاقات أو عدمها مع إسرائيل، بل عن تصريحات الرئيس التشادي إدريس دبي التي يعرض فيها وساطته يجعل الامر يبدو غريباً.

داخلياً بدأ مقاولو العلاقات العامة في إعداد وتهيئة الرأي العام السوداني لقبول هذه العلاقات، فقد نشطت صحف ووسائل إعلام وأقلام معروفة بعلاقاتها بالحكومة في تسويق الفكرة من خلال عرض الأسئلة والمقارنات وتعديد مصالح ومكاسب مزعومة يمكن أن تجنيها الحكومة من إقامة هذه العلاقة، مبررين ذلك بمواقف بعض الدول العربية والإسلامية وانخراطها في علاقات بدرجات متفاوتة مع إسرائيل واستعراض لدلائل أخرى من المواقف الأخيرة لحماس من صفقة القرن واستلامها لأموال قطرية وصلت عن طريق الحكومة الإسرائيلية.

ويبقى السؤال هل الحكومة السودانية وحزب المؤتمر الوطني وحركته الإسلامية سيديرون ظهرهم دفعة واحدة لشعارات وممارسات جرت على بلادنا المصائب من خلال تبنيها لعلاقات خاصة مع حماس وإيران وانجرارها خلف مصالح حركة الإسلام السياسي.. والمؤسف أن الحكومة بصمتها الخجول قد تفسر موقفها بانه يتوافق مع رؤية دعاة التطبيع الآن بعد أن كانت تتمنع في ذلك انسجاماً صعوداً وهبوطاً لحظوظ الإسلام السياسي وتكتيكاته في التأثير على مجريات القضية الفلسطينية..

تخطئ الحكومة إن ظنت أن موضوع العلاقة مع إسرائيل هو مجرد قرار تتخذه، دون أي اعتبار لمواقف السودان التاريخية من القضية الفلسطينية، ولذلك تقع في أخطاء سياسة خارجية استراتيجية، وداخلية مدمرة ولا يمكن تداركها، يجب أن لا تنطلق الحكومة في رؤيتها للعلاقات مع إسرائيل انطلاقاً من الأوضاع الداخلية المأزومة سياسياً واقتصادياً باعتقاد أن هذا يشكل مخرجاً من قوس الأزمات التي تطبق عليها وتتجاهل أو تجهل أن حل مشكلات البلاد السياسية والاقتصادية يبدأ وينتهي في الداخل، ولا حل يضع البلاد في المسار الصحيح إلا بتحقيق السلام وتوحيد الجبهة الداخلية بإشاعة الحريات وتبني إصلاحات اقتصادية ومحاربة الفساد وفك أسر الدولة من هيمنة الحزب الحاكم.. ولتتعظ بالدول التي سبقتها في إقامة علاقة مع إسرائيل، فماذا جنت الدول التي أقامت مثل هذه العلاقة.

إن المزاج العام للشعب السوداني يرفض أي اتجاه لإقامة علاقات من أي نوع مع إسرائيل وقد عبرت كثير من القوى الوطنية والقومية والناشطين والمثقفين والمواطنين عن رفضهم لهذا الاتجاه، ونقول بشرعية مقاومة ورفض هذا النهج البائس، فإن لم يكن دفاعاً عن القضية الفلسطينية فليكن دفاعاً عن مصالح البلاد العليا وحفاظاً على مستقبل أجيالها.

الجريدة

تعليق واحد

  1. اقتباس (إن المزاج العام للشعب السوداني يرفض أي اتجاه لإقامة علاقات من أي نوع مع إسرائيل)!!!! من قال لك ان المزاج السوداني يرفض العلاقة مع اسرائيل؟!! اكيد هذا مزاجك أنت .. فمثل هذه الاحكام لاتطلق جزافا ولكنها تخضع لقياس الراي العام بعدة وسائل معروفة.. فأفعل ذلك وستري النتيجة .. والتي ربما تتجاوز مسألة اقامة علاقة مع اسرائيل فقط فهنالك قناعات كثيرة تبدلت لدي الشعب السوداني وستصدمك انت وامثالك الغارقين في الاوهام.

  2. العلاقات بين السودان اسرائيل قائمة من فترة وقد بادلة الزيارات السرية من تل ابيبب الى الخرطوم عبر مصر والاردن وسبق ان زار على محمد طة اسرائيل سرا بواسطة اردنية ، بداية انبطاح الاخوان مسلمين لغرب بعد انسدت الافق فى مشروع الوهمى لن نركع امريكيا قد دنت عزابها كل المراحل التطبيع قد تم لن يبقى غير رفع الاعلام السفارة مؤجودة والمسؤالين اسرائيل فى الخرطوم الباقى المصافحة بين السفاح البشير ونتيهايو والتقاط صور وكل ما يجرى استطلاع راى لشارع السودانى حول مدى قبوله التطبيع مع دولة اسرائيل ايهاالشعب السوداني الابيى ان التطبيع قد ومن يسمون انفسهم علماء المسلمين او السودان مؤافقين على التطبيع التطبيع تم بواسطة اماراتية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..