الحركة الإسلامية … كرباج ورا يا أسطى

الصفر البارد

الحركة الاسلامية ما زالت تصر بان وجودها في الساحة السياسة له قبول ، وهذا امر منافي لما هو موجود في وقع الارض المعاش بين الشعب

فالناس سئمت مما يسمى الحركة الاسلامية ، من بعد ان منحتهم اكثر من ربع قرن ليرفعوا من شأن البلاد اقتصاديا ، وفشلت معظم العقول التي شاركت في المناصب صاحبة القرار والتنفيذ منذ العام 1989 م وحتى الان في اخراج البلاد من الضائقة المالية والاقتصادية والسياسية بين دول العالم . ولكنها رفعت كوادرها ورمت الشعب في قاع الجوع والفقر ودمرت الاقتصاد .

بل زادت الحركة الاسلامية وكوادرها بفكرهم من معاناة الشعب للحد الذي بات فيه الشعب ربما يصوت لليسار المتطرف طمعا في العدل بين الناس في الجوع والرفاهية فالشعب اغلبه (مستهم البأساء والضراء وزلزلوا في المعيشة والعلاج والتعليم وعدم المساواة في الفرص الوظيفية )

فان اكبر حقيقة يعرفها رجل الشارع البسيط بان كوادر الحركة الاسلامية وان لبس بعضهم ثوب المعارضة لمأرب في نفس البعض او حتى ان كان صادقا في مقاصده ، ليظل حياً في المشهد السياسي ، الا ان قبولهم في المناصب في المستقبل بات امر مشكوك فيه بنسبة كبيرة جدا ، هذا بالطبع ان كان القبول مشروطا عبر انتخابات حرة ونزيهة وليس عبر التعين الاختياري والتزكية من اهل الولاء والتابعين لهم من ذات المنبع.

في قصة سيدنا داؤود ( طالوت ) عليه السلام وكيف اختاره الله ان يكون ملكا على بني اسرائيل ، فان تلك القصة تدور احداثها لتوعية الناس وكيف يقييم البعض من ليس له حسب ونسب او له تاريخ معروف بين الناس ، وكشف لنا الله كيف يقييم الجهلاء من له علم ومقدرة على القيادة باسلوب لا يتسق مع الايمان بالله.

وعندما اختار الله سبحانه وتعالى ( طالوت ) ليكون عليهم نبيا وملكاَ ، فان سادة اليهود من بني اسرائيل قاموا برفض هذا التزكية الربانية ، وقاموا بسرد المبررات التي لا تتسق مع المفهوم الرباني ، مثل ان يقال انه رجل لا سند ولا رهط له يسانده ، وهو ليس بالسيد في قومه ، وهو مجرد ( حداد ) يمتهن مهنة الحدادة (Blacksmith ) وحسب زعم سادة بني اسرائيل فهو رجل لا شعبية له ولا خبره له بقيادة الامم والشعوب الي ما يصلح الامة ، فكانت السخرية من بني اسرائيل عليه كبيرة والرفض قاطع ، وطالبوا ان ياتيهم دليل من رب العالمين بشكل مباشر حتى يقتنعوا له ، وقد كان لهم في التابوت آية .

فالسائد في الشعوب المتخلفة فكريا ودينيا، بان الملك والمناصب الرفيعة لا تسلم الا لمن له مكانه اجتماعية، وله ثقل ووزن اجتماعي بين الشعوب وخبرة سياسية ( وهذا الاسلوب بكل اسف ما زال معمول به حتى الان في بعض دول العالم الثالث ) ، والبعض بمجرد ان يتقدم للمنصب شخص غير معروف للناس تجد من يهاجمه كما هاجمت بني اسرائيل ( طالوت ) وقالوا من هو هذا المنكور الاصل ، وقد تكرر هذا النوع من الاستخفاق كذلك من قبل حين ارسل الله سيدنا موسى لفرعون بكل جبروته، وقال الله سبحانه وتعالى على لسان فرعون في محكم التنزيل،،وفرعون هنا يصف في قوله ساخرا من حال سيدنا موسى عليه السلام في تكبر وافتخاربنفسه (أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلا يَكَادُ يُبِينُ )

وبرغم رفض بني اسرائيل لطالوت واستصغارهم له ، فهذا الرفض فيه عظة لمن يتدبر القران بالفكر والتعمق في المعاني وما وراء المعاني من الحكمة والموعظة للناس . ولله سبحانه وتعالى لا يذكر في القرآن قصة من اجل التسلية او لمجرد ( الخبر) انما ليتخذ العباد منها عبره في المقام الاول وتهديهم الي التصرف السليم في الحالات المشابهة لها . لقول الله سبحانه وتعالى في سورة يوسف :- (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ، مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) .

نكشة

البعض من عضوية الاحزاب او الحكومات والجماعات الحزبية والسياسية الايدولوجية على مر تاريخ البلاد ، تجد فيها بعض ممن لا يكون له هم لمصالح الشعب ولا مصالح البلاد ، انما البعض اتخذ الميدان السياسي اوالايدولوجي اوالحزبي اوالمناصب والمحاصصات لمجرد مطية من اجل ( مأربه الخاصة ) والتي ينتفع عبرها بالدنيا ويخسر بها الاخرة ، وهم مجرد ( متشعبطين ) ومتسلقين وانتفاعيين للذات ، وهدفهم انفسهم او جهويتهم او عائلاتهم ، ولا يضيرهم ان افتقر او جاع الشعب ، وهذه الفيئة التي اضاعت السودان . وهنا ارسل لمن هم بينهم وما زالوا على صراط مستقيم واقول لهم (كرباج ورا …. يا أسطى) ( فهل وصلت الرسالة )

 

تعليق واحد

  1. وصلت يا باشا. هههههههه
    بل ان الفئه التى تسلطت علينا بأسوأ من ما قال به قوم طالوت. بل هؤلاء فهمهم يقوم على مبدأ (نحن أبناء الله واحباؤه ).

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..