أزمة السيولة ، بداية نهاية الانقاذ !!

حسن وراق
@ مضي العيد بخيره و شره و لم يخلف غير مزيد من الاحزان و الشعور بالاحتقار  الذي تمارسه الحكومة  علي جميع المواطنين و هم  يرابطون أمام البنوك و الصرافات و ماكينات  الصرف الآلي بلا فائدة و ظل  العاملون بالدولة ينتظرون تغذية حسابات المرتبات التي لم تصرف لهم و لا حديث عن  منحة العيد التي أصبحت محنة  لتغلق البنوك ابوابها علي غير العادة . اعداد كبيرة من الاسر السودانية لم تشتري الاضاحي لعدم توفر السيولة ، غابت فرحة الاطفال الذين إفتقدناهم   في باحات الصلاة لأنهم يرابطون في صفوف الخبز الذي اصبح الحصول عليه طيلة أيام العيد من بعض المستحيلات . شعور بالأسي و الاحباط و الحزن  هذا العيد الذي طالت عطلته و الجيوب خاوية من أي مصاريف لمقابلة متطلبات واحتياجات الاسر . الحكومة تكذب بملئ فيها ولم تصارح مواطنيها بأن الازمة الاقتصادية  بلغت الحلقوم ولا توجد سيولة في البنك المركزي الذي سيواجه بعد عطلة العيد خيار الصفر بطبع مزيد من الاوراق النقدية ليترتفع التضخم الي80% و هذا يعني الإفلاس و الانهيار التام .
@ الحكومة تدرك أن الكتلة النقدية التي تقدر بحوالي 32 ترليون جنيه تقبع خارج القطاع المصرفي و بالتالي لا يتحكم فيها البنك المركزي ونسبة كبيرة منها في ايدي القطط السمان و يوجهونها في المضاربات و شراء العملات الحرة لتجفيف  النقد الاجنبي و بالتالي التحكم في حركة الكاش (السيولة) الذي اصبح سلعة  هو الآخر للتداول أمام البنوك التي  تشهد تراجع كبير لتوريد الكاش الذي وجد طريقه الي المضاربين في النقد حيث يقومون بشراء الكاش بفائدة 10% ، تزيد النسبة كلما كان الكاش كبير المبلغ . المخرج الوحيد من هذه الازمة النقدية هو عن طريق ادخال الكاش الي القطاع المصرفي الذي فقد ثقة المودعين و بالفعل لجأ المحافظ الراحل للبنك المركزي الاستاذ حازم عبدالقادر الي الحل الصحيح بتغيير فئة عملة  الخمسين جنيه التي توجد خارج المصارف و لكن خطته باءت بالفشل بعد أن أنزعجت القطط السمان  و تهدد مستقبلهم ليشيعوا بأن العملة الجديدة تم تزييفها و هذا مخطط كبير من ورائه القطط السمان التي تتحكم في الكتلة النقدية و أي إجراء ادخال النقد الي البنوك سيفضح  الذين  يتحكمون في السيولة سيما و أن الوسائط تتداول عن وجود مطبعة حديثة لتزييف نقود لدي بعض القطط السمان  .
@ ازمة النقد وانعدام السيولة  ستتضاعف بعد عطلة العيد لجهة أن تحرك الكتلة النقدية تجاوز القطاع المصرفي و المتعاملين معه لمستقر لها في جيوب تجار  الأضاحي (خراف العيد) و هذه الفئة من التجار  لا تعرف التعامل مع القطاع المصرفي و لم يتشجعوا خاصة بعد احجام البنوك  منح اصحاب الحسابات المصرفية ما يطلبونه من  كاش ليفقد القطاع المصرفي  ثقة المودعين الذين لجأوا الي حفظ اموالهم في حرز أمين آخر لا علاقة له بالبنوك مما زاد ازمة السيولة  و خلت خزائن المصارف من النقد الذي يشكل الآن الازمة الحقيقية في القطاع المصرفي .الحقيقة التي يجب علي الجميع ادراكها بأن القطط السمان هي التي تتحكم أيضا في الثروة الحيوانية و خاصة  قطعان الضأن التي احتكرها أحد النافذين في نظام الانقاذ من القطط السمان و كل عائدات الاضاحي يتحكم فيها ولن تدخل القطاع المصرفي . الملاحظ أن هنالك  حركة لا يمكن إغفالها  للكتلة النقدية الضخمة (الكاش) و التي تقدر بحوالي ربع الكتلة النقدية  الاجمالية  لتستقر خارج القطاع المصرفي في جيوب تجار الثروة الحيوانية الذين يديرون اموالهم  بالثقة التي أفتقدوها في البنوك و التي هي الأخري لم تتحسب لمثل هذا اليوم و بعملية حسابية بسيطة  لو إفترضنا أن 2 مليون اسرة سودانية من مجموع 8 مليون اسرة يشكلون كل الاسر في السودان الذي يبلغ تعداده السكاني 40 مليون بمتوسط 5 افراد في الاسرة هم من الذين قاموا بشراء الاضاحي أي 2 مليون اسرة تشتري الخروف بمبلغ 4 الف جنيه ستكون الحصيلة من الكتلة النقدية  التي تحركت الي تجار الاضاحي حوالي 8 ترليون جنيه أي ربع الكتلة النقدية و هذه المبالغ لن تذهب للقطاع المصرفي و سوف تحدث الكارثة النقدية بعد العيد و ستكون السيولة  هي المشكلة الفعلية لبقاء الانقاذ التي يهدد استقرارها الوضع الاقتصادي  المنهار  [email protected]
الجريدة

‫8 تعليقات

  1. ما زلنا في نفس تخلفنا الذي تعودت عليه قبل سنين طوال، فمن النادر أن تجد مقالا صحفيا سودانيا يحتوي على أرقام كثيرة وكلها صحيحة.
    أولا لم يوضح لنا الصحفي من أين أتى بهذه التقديرات عن الكتلة النقدية الكلية، وأن ربعها خارج المصارف، وأن التضخم سيصل إلى 80%. كل هذه لنتجاوزها الآن، كيف يعجز صحفيونا عن عملية حسابية صغيرة مثل الضرب؟ 2 مليون أسرة مضروب في 4000 جنيه ماذا يعطي؟ النتيجة هي 8 مليار جنيه وليس ترليون.
    غريب أن الصحفي ليس لديه الحس الإقتصادي الكافي ليعرف أن 2 مليون خروف لن تمثل
    “حوالي 8 ترليون جنيه أي ربع الكتلة النقدية”
    ربع الكتلة النقدية من أضاحي؟
    ربنا ارفع مقتك وغضبك عنّا!

    1. 2 مليون خروف مضروب فى سعر الخروف 4 مليون جنيه بالقديم = 8000000000000 ( 12 صفر مع التمانيه)

      1. ومعلوم ان المليار به 9 اصفار . اذن كلام اخونا وراق صاح الترليون به 12 صفر وكان عليك التأكد قبل النقد

    2. أخى ضد الجاذبية كلام الكاتب صاح. أنت قلت سعر الخروف 4000 جنية بالجدبد و هذا يعادل بكلام الكاتب 4000000 جنيه بالقديم.

  2. يبدو انه من مواليد بعد حذف التلاته اصفار … ف 4000 جنيه هو كذلك عند هؤلاء المتاسلمين ومواليد عهد الانقاذ , والذنب ليس ذنبهم فمن شب على شيئ شاب عليه .. ولكن من لا يعرف يستطيع ان يسال وبعد ذلك يكتب , ولكن أمثال هذا الشخص المدعو (ضد الجاذبيه) من الذين يعلمون بالشيئ ويريدون ان يجملو صورة مواليهم الفاسدين .. فتبا لهم وعلى مواليهم واسيادهم

  3. الأتي هي مرحلة أل Hyperinflation زي ما حاصل حالياً في فنزويلا علي الرغم من إنها
    بلاد غنية بالنفط، إلا أن حاكمها ديكتاتور……

    ونحنا حاكمنا مش بس ديكتاتور وإنما مجرم حرب أجرب منبوذ من كل الدنيا…..

    إما نشيلو عنوة، أو نخلي ليهو البلد.

  4. الأخوان المحترمين جميعا بالإضافة لIzz المتعجل للسباب (كل إناء بما فيه ينضح)،

    اعرفوا يا إخوان أن الدخل الإجمالي القومي للسودان يقدر بحوالي 140 مليار دولار (راجعوا ويكيبيديا)، فإذا كان سعر الدولار 30 جنيه كم تكون؟ تكون 4.2 ترليون جنيه. يمكننا أن نعتبر الكتلة النقدية تساوي الدخل القومي الإجمالي، إذا الكتلة النقدية 4 ترليون فقط.
    إذا استخدمنا الجنيه القديم، بمعنى الدولار يعادل 30.000 جنيه، كم تكون؟
    تكون 4200 ترليون جنيه، يعني 4.2 قوادرليون جنيه، سمعتوا بال قوادرليون؟ واحد قدامو 15 صفر.
    فحساباتي صحيحة وحسابات الكاتب غلط.
    بعدين يا جماعة إنتو ما شايفين إنو قال الخروف بمبلغ 4 ألف جنيه؟ غالبو كان يقول بمبلغ 4 مليون جنيه لو قاصد الجنيه القديم؟ صعب إنو يوضح قصدو ويستخدم التمييز الصحيح؟

    الحاجة التانية، برضو إنتو للأسف ما عندكم الحس الإقتصادي السليم عشان تعرفوا إنو قيمة 2 مليون خروف ما ممكن تكون ربع الكتلة النقدية للسودان. السودان فيهو حوالي 105 مليون راس من الماشية، سعر البقر أضعاف سعر الخرفان، معناتو لو بعنا 4 مليون خروف و2 مليون بقرة حنحصل على كل الكتلة النقدية الموجودة في السودان، ودا كلام لا يقوله إنسان يعرف الإقتصاد.
    بعدين نحن قعد ناكل كم عجل وكم خروف على مدار السنة؟ معناتو قعد نشتري بكل السيولة بتاعتنا لحمة!!

    أما هذا الذي يتعجل بالسباب فكل يعطي مما عنده، وهذا عطاؤه. حبذا لو وضحت لي علاقتي بأخوان الشياطين من الكلام الذي قلته، إلا أن تكون من الذين لا يخافون رمي الناس بالباطل، والموعد القيامة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..