مقالات متنوعة

جديد خطاب السيد الصادق المهدي

معمر حسن محمد نور

الزوايا التي تؤخذ بها خطابات السيد الصادق المهدي تتعدد دائماً بتعدد منصات الانطلاق لكل..وهو إن كان أمراً طبيعياً في كل الأحوال ، ولتناول مواقف أي جهة ، إلا أن الوضع يختلف مع السيد الصادق. كونه اعتبر حتى في الدوائر الإعلامية العربية والدولية. أكبر رموز المعارضة . ورأيت في خطابه الذي ألقاه اليوم عبر خطبة الجمعة بمسجد السيد عبد الرحمن جديداً يستحق الاحتفاء والترحيب به.
وتأتي أهمية الخطاب ، من صدوره بعد عدة مواقف وتصريحات لسيادته جانبها التوفيق.أحدثت استهجاناً وبلبلة في أوساط المعارضة وحتى شباب حزبه. كان أولها
خطاب عودته الذي جانب مستوى ثيرمومتر الحراك في الشارع ما دفع بعض شباب حزبه على تجميد عضويتهم في الحزب.وكان الثاني في مؤتمر صحفي لاحق ، أثارت تصريحاته مزيداً من ردود الفعال المستهجنة .وصار شباب الحراك يحكم على مواقفه منه عبرهما. حتى جاء موقف ثالث أخذ على نفس المنوال ولكن صدر نفي وتوضيح من مكتبه.
بناءً على ما سبق. ينبغي قراءة خطابه من حيث التوقيت والمحتوى ورمزية المسجد وطبيعته حتى تكون القراءة سليمة. واهم ما لوحظ في الخطاب هو التمهيد له ببيان من حزبه. وكونه خطاباً مكتوباً – وهي عادة حميدة يمتاز بها- ويختلف عما كتبه كتقرير لنشاطه يوم العودة . بأن الملاحظتين السابقتين ، تعنيان ان ما ورد فيه يمثل موقف مؤسسات الحزب.وقصد منه إزالة الآثار السالبة لتعليقاته الفردية السابقة.ما يجعله موقفاً رسمياً للحزب. وهذه نقطة في غاية الأهمية . فرغم أن نداء السودان برئاسته قد وقع على بيان التغيير لتجمع المهنيين. إلا أن النظام وكتابه والمستضافين في الفضائيات من منسوبيه، كانوا يؤكدون أن قوى سياسية كبرى معارضة مثل حزب الأمة ، لا تشكل جزءاً مما يجري وأن المتظاهرين يتبعون تجمعاً غامضاً ومجهولاً. وقطع هذا الخط بهذا الإعلان.أما من حيث التوقيت ، فإنه يأتي في الوقت الذي اتسع فيه مستوى الاستجابة لخطط تجمع المهنيين. كما اثبتت مظاهرات الخميس 24/ يناير.ما يعني أن هذا الإعلان ودعوته لمناصريه بالمشاركة ، يعطي دفعة للحراك. فلا ينكر احد رصيده لدى القوى التقليدية وكثير من شباب طائفته. أما اختيار مسجد الانصار وتلاوته من خلال خطبة الجمعة ، فله أهميته الكبيرة. ففي حين يرفض بعض الأئمة الوقوف مع الثورة. ويبخلون على ارواح الشهداء بصلاة الغائب. فإن إدانته للقتل ومطالبته بتحقيق دولي ، موقف يسجل له.ومطالبته بالتنحي ، تختلف تماما عن موقفه في سبتمبر 2013 . الذي خالف خطابه فيه خطاب الشارع الثائر وشبابه. علاوة على ذلك فإن خطابه لأنصاره وعضوية طائفته ستصلهم جميعاً بمختلف أعمارهم . ما ينتظر أن يرفد الثورة بقوة إضافية.وحتى إن اعتبر أن شباب حزبه لم ينتظروا توجيهاته. فإن صدورها يعطي بعدا مؤسسياً لمشاركتهم. ويجب عدم الاستهانة بالضغط الذي يمثله موقف حزبه هذا ، علي الحزب التقليدي المنافس له تاريخياً.ولئن كان الطابع الشبابي هو الذي ميز الحراك ، إلا أنه يجب عدم إغفال أن الانفجار المدوي وانتفاضة المدن في بداية الثورة. كان بمشاركة كل الفئات العمرية. ويجب ملاحظة أن المسيرات المنظمة التي يقودها تجمع المهنيين . غرضها الوصول إلى مستوى الانتفاض العفوي عبر عمل منظم دائم ثبت نجاحه بتناميه . فبدون الوصول إلى نقطة تلامس ذلك المستوى ، لن يسهل إعلان خطوتي العصيان المدني الشامل والإضراب السياسي.وهذه الخطوة والحاجة إليها تحديداً. ربما تجعل من التحليلات التي تصف الثورة بأنها محض تطلعات جيل بعيد عن النادي السياسي لفرض نفسه في المعادلة ، تحليلاً صحيحا ولكنه لا يسلم من النقص. فمستوى التأييد من الكثير من المثقفين وكبار المهنيين مثل شرفاء الاخصائيين مثلاً. بل وحتى آباء وأمهات الشهداء ومواقفهم ، تعني أن الثورة والرغبة في التغيير ، تنتظم كل قطاعات الشعب السوداني. وهو الرهان الذي ينبغي العمل عليه. أما من يتحدثون عن سرقة الثورة وغير ذلك ، فليثقوا في مقدراتهم وحجم عطائهم وبقيادات الحراك. عندها لن يستطيع كائن من كان ، أن يصعد على أكتافهم.ولا يجب الاستدلال بما حدث في أكتوبر وأبريل. فالظروف ومستوىات الوعي ، تختلف تماماً.

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..