مقالات سياسية

حول زيارة الوفد الأمريكي..!!

الغريق يتعلق بالقشة/ مثل سوداني..!!

@ الاحتجاجات والمظاهرات التي تمر بها البلاد كشفت الكثير من الغائب والمستور وأولها أن الشعب استعاد الثقة في هذه الاجيال التي تقود الاحتجاجات و لسان الجميع يلهج بالثناء على هذا الجيل الذي ظن أهل الحكم أنهم تمكنوا منه و مسحوا ادمغتهم و حولوا مسار اهتماماتهم كي يصبحوا غير مسئولين وانصرافيين ، منغمسين في الملذات و الملاهي يحققون طموحاتهم في عالم الخيال و ادمان المخدرات و ليس بالمستغرب أبدا أن يتحول السودان الى معبر لتجارة كل انواع المخدرات التي راج استعمالها رغم انها تدخل لأول مرة في زمن الانقاذ من حبوب و عقارات غير تلك الاصناف التقليدية و انتشار هذه المخدرات ليس صدفة او نتيجة لجهد من اولئك الشباب لتنويع التعاطي الذى لم يك قاصرا على فئة معينة من الشباب و قد تصدرت صفحات الجريمة بالصحف السيارة اخبار ابناء بعض النافذين، برعوا في التعاطي و المتاجرة والانغماس في الهلس و حياة اللهو و المجون و التفسخ والانحلال و الفرق الوحيد أنهم معصومون من مواجهة القضاء و الامثلة كثيرة و لا تحتاج لأي إشارة ذكية او تلميح.

@ العبارة التي ظلت تتردد على كل الالسن يسبقها الحمد ﻟﻠﻪ بأن مستقبل هذه البلاد لاخوف عليه طالما أنه محروس بهؤلاء الشباب و قد استشعروا واجبهم الوطني والثوري في قيادة هذه الثورة التي أطلقوها قبل أن يعرف الشارع تجمع المهنيين و قد ذهبت بعض العبارات الى الاشارة بأن السودان بخير ولا خوف عليه وهؤلاء الشباب قد أظهروا جسارة واقدام و اصرار في تحقيق شعاراتهم التي أطلقوها و يدافعون عنها بمنتهى الجرأة و الشجاعة بصورة اذهلت القيادات و الاجهزة الامنية التي تتصدى لهم و هذه بطولة يحفظها التاريخ لهذا الجيل الذي يقود هذه الاحتجاجات بشكل فريد غير مسبوق بمنتهى الدقة والحرص و عدم التردد و في كل مواقع التواصل يرفعون قسم الولاء لثورتهم ان لا تراجع و لا استسلام لأنه لا مجال لهم إلا باجبار النظام على الرحيل والتنحي لأنهم و بصراحة قالوها عالية بأنهم جيل مظلوم ومضطهد، لتصبح معركتهم ليس من اجل الخبز و الوقود بقدر ما هي لاستعادة مستقبلهم من الضياع في ظل نظام الانقاذ.

@ الحكومة استشعرت اصرار وقوة ارادة هذا الجيل الذي يتصدى لهم و هو يبعث برسالة لكل مكونات الشعب السوداني شيبه و شبابه حتى اطفاله الذين ظلوا يرددون اهازيج الثورة في الشوارع وفي المدارس ومن داخل المركبات وهذه اقوى رسالة للحكومة بأن ما يحدث بلغ العالم الخارجي و ظلت شعارات الثورة ترددها بقية شعوب الدنيا الى الدرجة التي قالها صراحة المساعد الخاص للرئيس الامريكى ترامب و كبير مستشاريه لافريقيا بمجلس الامن القومي مستر/ سيريل سارتر الذي يزور البلاد هذه الايام حيث قالها بالطريقة الامريكية الغير مباشرة كعادتهم دائما في لقاءاتهم الرسمية تلميحا ((سمعنا بأصوات معارضة و نعلم بأن السودان يمر بمرحلة معقدة)) وهذه العبارة كفيلة بأن يفهمها الجانب الحكومي بأن الرسالة وصلت الامريكان.

@ الحكومة كعادتها دائما تفسر الاقوال والافعال دائما لمصلحتها بعد أن فشلت وفشل منظروها و(صحافيوها) واعلاميوها في التأثير على الرأي العام المحلي والفشل المركب في عدم ايصال اي رسالة للرأي العام العالمي لأن صحافة النظام و كتاب الرأي فيها و بقية الاعلاميين لا يعرفون غير اسلوب الهتار وعدم الموضوعية و ادمان الكذب و التلفيق و التخفي وراء المقالات (الملثمة) بعد ما شعروا أن الدفاع عن نظام لا محالة ساقط يعنى بالنسبة لهم انتحار سيما هذه المرة ، فالشعب السوداني تعاهد بأن لا عودة لسياسة عفى الله عن ما سلف . الحكومة احتفت بزيارة المساعد الخاص للرئيس الامريكى ترامب و ارادت تجيير هذه الزيارة لمصلحتهم بالتركيز على بعض العبارات التي جاءت ضمن تصريحات هذا المساعد واقتطعت من صياغها لأنها تخدم توجه الحكومة مثل عبارة (لن نفرض حلول خارجية) بينما قالها وزيرالخارجية الامريكى بومبيو (على الحكومة السودانية الاستماع لصوت و مطالب الجماهير) لأنه يحمل في طياته الحلول التي تقف معها الادارة الامريكية بالاضافة لرفض العنف لأنها سلمية سلمية.

@ زيارة الوفد الامريكي الحالية للبلاد بقيادة كبير المساعدين الخاصين للرئيس الامريكي ، كشفت للجميع جهل حكومتنا بالطريقة التى يفكر بها الامريكيون و تتعامل بها إداراتهم و مبدأيتهم و عدم تزحزحهم عن كثير من السياسات التي حددوها بمؤسسية تجاه السودان و القائمة على سياسة العصا و الجزرة ونسبة لأن العصا ما تزال قائمة و مرتفعة (للخبط) فان الادارة الامريكية في كل مرة تقوم بتغيير جزرة (فرش) كما جاء في حديث سارتر بأن الحل سياسي و لم يتطرق تلميحا للمشكلة الاقتصادية أبدا ، رفع اسم السودان من قائمة الارهاب تتبعها مطالب جديدة و هي من الاسباب التي تمنع الوفد ورئيسه من لقاء رئيس الجمهورية. الوفد الحكومي السوداني ركز على قضية الارهاب مذكرا الوفد الامريكي بأن ذهاب الانقاذ (الموضوعة في قائمة الارهاب) سوف يفسح المجال لدخول الارهاب و الارهابيين الى السودان وهذا فى نظر الكثيرين (حنك ما جايب تمنو) لأن امريكا هي الراعي للارهاب في العالم و كل الارهابيين يتحركون بموافقتها و بمعرفتها و الكل يعلم ان زيارة هذا الوفد لها ما بعدها لأن هنالك رسالة خاصة لم يتم الكشف عنها بعد و ربما تلقي بظلالها على قرارات المكتب القيادي للحكومة و الحزب المنعقد يوم أمس الأربعاء.

الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..