أخبار السودان

إنتھى وقت الطغاة

كمال كرار

كم تكلفة إزاحة الدیكتاتور وزمرته.. وكم ھي تكلفة قمع الملایین من الثوار الذین یخرجون كل یوم من أجل إسقاط النظام الفاسد؟

وكم من مال الشعب الذي كان یجب صرفه علي الدواء والغذاء والبترول المعدوم .. أو لزیادة الأجور والمعاشات، یصرف الآن على البمبان والرصاص والاستعداد!!

وكم فصلاً دراسیاً أو مركزاً صحیاً كان یمكن بناؤه بقیمة تاتشر واحدة مخصصة الآن لدھس المتظاھرین أو خطفھم إلي معتقلات سریة!!

إنھا الأسئلة التي تجیب على حالة الإقتصاد الراھن والأزمة السیاسیة المستفحلة وھذا الفقر المستشري ..وھي الحالة التي حتمت شعارات تسقط بس .. والثورة خیار الشعب..

وحالة الطوارئ لا تخیف أحداً .. ولن تؤخر في مصیر النظام المحتوم .. ففي كل مدیریة كان ھنالك حاكم عسكري أیام عبود فسقط النظام تحت الغضب الشعبي .. والسفاح نمیري فرض الطوارئ ونصب محاكمھا فانتھي بھ المطاف لاجئا منبوذا بالخارج .. والنظام الآن یجرب المجرب .. ولكن ھیھات..

والطوارئ نفسھا مفروضة في ثلث السودان تقریبا من قبل ثورة 19 دیسمبر المستمرة ، ولم ولن تنقذ السدنة من غضب الشعب وثورتھ المنتصرة..

والطوارئ التي تفرض الآن بھدف بقاء النظام وضد الجماھیر الثائرة لم تفرض لصد الأعداء من خارج الحدود،أو لاسترداد حلایب وشلاتین ..والمؤسسة العسكریة السودانیة وعقیدتھا الوطنیة التي ترسخت منذ قوة دفاع السودان.. تقف في اللحظات المصیریة مع الشعب ..لھذا یھتف الثوار (جیش واحد شعب واحد).. وكم رأینا في أكتوبر وأبریل العساكر وھم یفتحون الطریق نحو القصر الجمھوري أو محمولین على الأعناق وھم في خضم المظاھرات یخوضون مع الشعب غمار الثورة..

الطوارئ ستشعل المزید من الغضب .. وتدفع بأقسام أخرى من الشعب نحو الشارع .. وقوى إعلان الحریة والتغییر.. ویكاد فجر الخلاص أن یعلنھا (سقطت بس)… من أجل سودان الحریة والكرامة..

قالت فتاة صغیرة لكامیرا قناة تلفزیونیة وھي تتظاھر مع المئات في شارع بالخرطوم، أنھا تناضل من أجل أن یعود السودان كما كان أیام أبیھا وجدھا، قالتھا بحرقة وھي تلعن النظام الذي أحال حیاة الغالبیة إلي جحیم لا یطاق ..الآن وبعد 30 عاما من الفشل والسرقة والنھب والاستبداد .. لا زال السدنة یقولون ما زال في الوقت متسع للحوار ولتلبیة مطالب الشباب .. ومعناھا التمسك بالوھم وبإمكانیة الاستمرار في السلطة .. بید أن وقت الطغمة المستبدة قد نفد .. والوقت یمضي نحو الإنتصار التام وإسقاط وتفكیك الدیكتاتوریة .. كیما تنھض بلادنا من الأنقاض..

لا بد للیل أن ینجلي ولا بد للقید أن ینكسر ..لك المجد یا شعب السودان وأن تكتب التاریخ بالدم الغالي .. وسیدفع الثمن غالیا من استباح الدماء .. نغني ونحن في أسرك وترجف وانت في قصرك .. التحیة لرفاقي المعتقلین .. وللشھداء .. والجرحى .. یاما باكر من زنازین العساكر نبني مجدك ومھرجانك .. عاش الشعب..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..