الناقد ( أحمد محمد البدوي )

الناقد (أحمد محمد البدوي)
{إطلالة على أحد أهم رموز النقد في السودان}
#لمحة قصيرة و مكثفة عن سيرته الذاتية#
من مواليد شمال كردفان و أُسقط رأسه في مدينة الرهد عام 1953 م
حاصل على درجتي الماجستير و الدكتوراه في النقد الأدبي قسم اللغة العربية جامعة الخرطوم عام 1983 م ….
إلا أن ثمة عوائق تتعلق بالفساد الأكاديمي ، إضطرته لأن يحصل على هذين الدرجتين بحر ماله ، معتمداً في ذلك على عون الله و تيسيره لهذا العون !!!؟….
و ظلت ممارسات الأكاديميين (المولانات) كما يسميهم خميرة عكننة جعلت من المناخ الأكاديمي خانقاً في جامعة الخرطوم ، مما أجبره على البحث عن بدائل كالعمل في جامعة القاهرة الفرع النيلين حالياً حيث أسندتْ إليه السيدة الفضلى رئيسة القسم (دون تسميتها) مهمة تدريس النقد الأدبي الحديث و الأدب المقارن ، دون أن تخطر عميد الكلية !!!؟….
ثمة أوضاع غير طبيعية تسود أجواء ، الجامعات السودانية ، آخذة في الهيمنة على مفردات المرافق التعليمية ، مما جعله يعجل بالتفكير في ترك الوطن !!!….
و لعله لذات السبب إغترب في “نيجيريا” و منها الى “ليبيا” ليدرس بجامعة (قاريونس) ثم عاد الى الخرطوم ليشهد العجب العجاب من إدارات عمداء كليات الآداب التي هيمن عليها حيران الترابي !!؟…
مجمل القول لقد أنفق وقتاً طويلاً في صد غوائل الفساد الأكاديمي ، لينجو في نهاية المطاف ، بجلده من براثن أزلام الإستبداد ، بالهجرة الى عاصمة الضباب ، حيث تفرغ للتأليف و تخلص من فساد و مناكفات الأكاديميين !!!….
من أهم مؤلفاته ( الطيب صالح ) القاهرة 2000 م و (الخليل بن أحمد) ، ليبيا 1991 م و (التجاني يوسف بشير) لوحة و إطار 1981 م و كتاب عن (معاوية محمد نور) بعنوان تجليات ناقد الحداثة و هناك العديد من المؤلفات و هذا قيض من فيض )
* * *
كغيره من أدباء السودان ( كتاب سرد و نقاد ) ، هام عشقاً بأيقونة فن السرد السوداني ” الطيب صالح ”
فأصدر كتاباً عن دار كمبردج للنشر ببريطانية ، عبارة عن موسوعة و معه ببليوغرافيا شاملة و موثقة و مكونة من 767 مادة عن أعمال (الطيب صالح) و ما كُتب عنه و ماتُرجم ، و هذا
السفر الضخم ، سيكون بالقطع مرجعاً هاماً للباحثين عن أدب (الطيب صالح) و المولعين بتتبع أخباره
و أدبه و منجزاته الإبداعية الناقدة التي لم تقتصر على السرد فقط !!؟…
و قد قدم لهذا السفر الدكتور (صلاح البندر) مدير مؤسسة المجتمع المدني “مواطن”
يقول “البندر” في مقدمته تحت عنوان تكفير التفكير ، إن إستثناء رواية (موسم الهجرة الى الشمال) من المنهاج الدراسي عام 1996 م في جامعات السودان قاطبة ، بسبب موقف (الطيب صالح) السياسي الناقد لنظام الإنقاذ و أسلوبها في إدارة الحياة الإجتماعية و ليست لأنها خادشة للحياء كما أُشيع زوراً و بهتاناً وإيفكاً و أنها لا تنقل بأمانة ملامح المجتمع السوداني و تبشر بالتهتك و السفور و التعدي على المثل العليا و القيم النبيلة للمواطن السوداني !!؟…
#فصول الكتاب#
يتألف الكتاب من تسعة فصول (غير معنونة) ، إضافةً الى الببلوغرافيا و الملاحق ، و من الواضح أن هذا المشروع ، شرع الناقد (أحمد محمد البدوي) في كتابته و (الطيب صالح) كان على قيد الحياة ؛؛؛؛
إستطاع الناقد من خلال هذه الفصول التسعة أن يختزل حياة (الطيب صالح) بأدقة تفاصيلها في مشاهد مؤجزة و مكثفة ، بدءً بمراحل طفولته و صباه و شبابه في جامعة الخرطوم و حياته المهنية في مدينة الضباب و علاقته بالمستشرق الكندي “دينيس جونسون ديفيدز” الذي كان له الفضل في الترويج لأعماله و ترجمة بعضها و أيضاً عن العلاقة الحميمة التي ربطته بالقبطي المصري (منسي يوسف بسطاروس) الذي كان له بمثابة الأب الروحي !!؟…..
مجمل القول أن الكتاب كان جامعاً و شاملاً عن حياة (الطيب صالح) و إنجازاته الإبداعية ، و قد وقف (البدوي) طويلاً حول روايته
الأشهر (موسم الهجرة الى الشمال) التي أثارت جدلاً واسعاً ، لا زالت ذيوله تُجر في المشهد الثقافي السوداني !!!؟….
#تعريجة#
ربما كان لقائي به لأول مرة خلال العام 1967 ، حينما هبط علينا على حين غرِة من مدينة الرهد بشمال كردفان في رحاب معهد أم درمان العلمي و نحن في السنة النهائية لإمتحان الشهادة السودانية
كان وقتها طلاب التعليم العام يدللون و لا سيما طلاب معهد أم درمان العلمي ، فقد أنعمت علينا الإدارة بسكن فخيم خلف مبنى المعهد ، أطلقنا عليه (قصر المرآيا) لفخامته أولاً ثم لأن معظم جدرانه مغطاة بالمرآيا و كنا ثلاثتنا أنا و “عكاشة أبو العلا” و “السر سيد أحمد” ، نكون شلة متجانسة ، فجاء (البدوي) لينضم إلينا ، بعد ذلك ، فرقت بنا أفاعيل و تصاريف الدهر !!؟….
لم أقابله و لم أسمع عنه طوال أربعة عقود ؛؛؛؛
و في عام 2007 ، قمت من القاهرة التي كنتُ أقيم بها بزيارة خاطفة الى السودان و كان وقتها السوماني الأعظم (نزار غانم) أُنتدب من جامعة صنعاء ليشغل وظيفة مستشار ثقافي في السفارة اليمنية بالخرطوم
و للصلة الوثيقة الأدبية التي تربط بيني و بينه ، قرر أن يحتفي بي و أنا في عقر وطني ، فدعى لفيفاً من الأدباء و الأديبات ، كان من بينهم الناقد “مجذوب عيدروس” و السينمائي “محمد المصطفى” و الروائية “بثينة خضر مكي” و الصيدلاني “فتحي مشعال” و الروائي “محمد هارون” و عدد من الشاعرات الشابات من بينهن الشاعرة المجيدة “سعادة عبد الرحمن” ؛؛؛؛؛؛؛
و يبدو أن (البدوي) كان مدعواً أيضاً ، و لكن لظرف ما ، لم يستطع الحضور ………
و في لحظة ما أعطاني أحدهم الهاتف قائلاً هناك من يطلبك
كان صوته هادئاً و عميقاً وهو يكرر إعتذاره !!!؟…..
و من ساعتها لم يسمع صوتي و لم أسمع صوته ؛؛؛؛؛
و الآن هو في بريطانية و أنا في أمريكا ؛؛؛
عسى أن نلتقي في السودان المحرر بإذن الله !!!؟….

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. تعجبنى كتاباتك التعريفية بمبدعى السودان. هناك تقصير كبير فباللد لا توجد به مؤسسات ثقافية تعنى بالتوثيق للاعمال الابداعية . كتاب ونقاد كثيرون لا نسمع بهم الا بعد ان ينعيهم احد معارفهم. الفرصة جيدة الان مع ثورة المعلومات لعمل موسوعة توثيقية لكل مبدعى وطننا.

  2. أولاً لك معزتي أخي جلال
    ثانياً كل ما ذهبت إليه هو
    ذات المسعى الذي رميت إليه
    التعريف بأبناء جيلي من كتاب فن
    السرد و نقاده و كذلك بالأجيال التالية التي أتت بعدنا ، كمحاولة أيضاً لردم
    الفجوة التي تعمق القطيعة بين الأجيال
    آمل أن أوفق في ذلك عزيزي جلال
    و لعل ما أشرت إليه أنت من
    تفاصيل بهذا الخصوص دليل
    قاطع بأنني قد بدأت السير في
    الطريق الصحيح !!؟…

  3. شكرا” سيدى على هذا المقال المفيد ،، ولكن لي ملاحظة ( ليست عليك فقط ) بل تكاد تكون على كل الناس ، حيث قلت :العلاقة الحميمة التى ربطته (( بالقبطي المصري )) وهذا خطا شنيع يقع فيه أغلب الناس يوميا” ،،، أنه من الخطأ أن نقول : قبطي مصري ونقصد مسيحي مصري لأن كل المصريين أقباط وهو مستمد من كلمة Eygpt فيمكن أن يكون الشخص مسلم قبطي أو مسيحي قبطي ، يعني أن كل المصريين من ناحية العرق أقباط وليسوا عربا” كما يعتقد الآن ، ولي صديق مصري اسمه محمد سيد كنت اناديه ( محمد سيد القبطي ) وكان يحتج علي في البداية ولكن بالمزيد من التأمل صار يستلطف ذلك الاسم ، بعد أن أقنعته بأن السيدة ماريا زوجة نبينا عليه الصلاة والسلام كانت تسمى ( ماريا القبطية ) حتى بعد اسلامها وزواجها من النبي .
    أنه لمن المؤسف أن نعتبر أن قبطي معناها مسيحي ونعتبر( القبطية ) وكأنها دين : فنقول هذا مسلم وهذا قبطي ،، بمعنى هذا مسلم وهذا مسيحي : أن علينا نقول هذا قبطي وهذا عربي وهذا كردي وهذا فارسي وما الى ذلك ،،ونقول أن فلان قبطي مسلم ، أو قبطي مسيحي أو قبطي يهودي وهكذا .

  4. + تعريف جيد على الرجل العصامي د.أحمد البدوي.. وهو من قاريء نهم مثقف ومن ذوي الجدل (polemical)والرأي الجريء..وربما سبب له ذلك بعض العداوات في الوسط الثقافي !!

    + تعرفت على أحمد البدوي منذ سنوات ..تقريبا منذ بداية الألفية الجديدة..حيث كنت ألتقيه خلال عطلاتي الصيفية في نادي الأساتذة بجامعة الخرطوم.. وأحيان في مكتب أستاذ عيسى الحلو في الرأي العام…. وطبعا كتابه عن التجاني يوسف بشير معروف من زمان (اللوحة والإطار) !!

    + قرأت أيضا كتابه (الطيب صالح سيرة كاتب ونص..) والكتاب الذي يتحدث عنه الأخ فيصل ربما هو تطوير لهذا الكتاب.. ثمة أشياء كثيرة تعجبني في أحمد البدوي..خاصة عقليته الناقدة وجرأته وحسه اللغوي الرفيع !!

    + التحية لكما معا (لم أكن أعرف أنكما زملاء دراسة).. ومعذرة أخ فيصل كثيرا ما تأخذنا المشاغل من تالتعليق على مقالاتك !!

  5. جزاك الله خيرا ياشيخنا فقد ذكرتنى بااخ عزيز لم اقابله منذ فتره حيث كان صديق لاخى رحمة الله عليه

    فى المرحله الثانويه فى النهود الثانوى او (معهد النهود الثانوى) سابقا كان زميل لنفر كريم من

    من ابناء ام روابه والرهد منهم كما ذكرت اخى رحمة الله عليه ابرهيم عمر ابوبكر الملقب (تنقال)

    وايضا من زملائه شاع الدين وابو شريعه ومن شلة النهود الكلس وعبد العظيم احمد سعد

    اخر مره قابلته فيها قبل الدكتواره عندما كان يعمل فى الاتحاد الاشتراكى ابان فترة النميرى

    فعلا ذهبت لزيارته وعلمت بعدها انه غادر الى ليبيا فنعم الرجل دماثه فى الخلق وحياء وادب

    فلك وله التحايا يااعلام هذا الوطن العريق

  6. الأعزاء الأماجد :-
    فيصل أحمد عمر
    و د. عبد الماجد الحبوب
    و المكشكش
    أقول للأول ما أجملك و أنت تثير
    ذكريات الزمن الجميل ، و بما أنك
    صديق للناقد الفذ أحمد البدوي
    كل أمل أن توصل هذا المقال الى
    الصديق المشترك
    أما للثاني أقول الحق لقد أفتقدتك
    و كنت كالتائه أهفو لمداخالاتك الجادة
    و المرشدة ، لا حرمنا الله من هذه الصلة
    النبيلة ، الآن أنا في طريقي الى الخرطوم
    أما الثالث المكشكش ، فكل ما أوردته صحيح
    و لكن كلنا درجنا أن نطلق كلمة قبطي على
    كل مسيحي مصري
    و هو خطأ شائع ، و الخطأ الشائع من كثرة
    تداوله عند اللغويين يأخذ حكم الصحيح

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..