مقالات متنوعة

الطوارئ آخر حالات الافلاس 

ربما تفاجأ المتفائلون وأصحاب الخيال الجامح ، لكن البشير لم يفاجئ أحدا من الذين يعرفون ويحللون نفسية الرجل. فكل ما ذكره كان متوقعا .. مقدمة عدمية وعبثية لا تنقص من الخطاب شيئا إن حذفتها ولن تزيده إن تركتها . ثلاث نقاط هي لب الكلام الذي لعب فيه الرجل باللغة العربية بما لم تسعفه به معلوماته ولا نفسيته المضطربة .
الاولى اعلان حالة الطوارئ مخالفا للدستور الذي وضعه نظامه ، ثم حل حكومة الوفاق الوطني الذي رعاه وصدع رؤوسنا ( بمخرجات الحوار ) . وتعيين ولاة عسكريين .
والقرارات الثلاثة محض كلام ولا جديد فيها ولعل الجديد هنا هو كشف فصل جديد من فصول الدجل الكيزاني ومشورة امثال فار الفحم ، لعل اللعبة تنطلى على الشباب وينتهي الامر الى تصفية الثورة . فالولاة هم الكيزان في نسختهم العسكرية بدءا من وزير الدفاع وانتهاءا بوالى اصغر ولاية .
لا فرق بين كوز مدني وكوز عسكري كلاهما نفس الملامح والشبه ، يحكمهم قانونهم الخاص الذي يبيح لهم كل شيء ويحرم غيرهم من كل شيء .
والطوارئ غير القانونية تعني تعليق العمل بالقانون تشبه تماما من العاهرة التي كانت تخرج للفسوق متحجبة والان تخرج عارية للناس ، فمتى عرف الكيزان القانون والتزموا به ؟ ثلاثون عاما والقانون مستباح تماما .. فما الجديد ؟ بل لهم قانونهم الخاص المستمد من فقه التحلل الذي لا يوجد في كافة الاديان .
بهذا وصلت الانقاذ اخر محطاتها ولم يتبقى لها مجال للمناورة ، استخدمت اخر ما في جعبتها من حيل .
وكما هو معروف ان البلد مقبلة على كارثة محققة في كافة المجالات التي تخص معيشة الناس فقد افلست الدولة تماما بعد ايام او قل اسابيع قليلة ستعجز الحكومة عن توفير الخبز الحاف والبترول والكاش عجزا كاملا . فالقليل الذي كانت تسيي به البلد لن يعود ممكنا ، مهما فعلت الحكومة فانها لا تستطيع ان تتحمل الصرف الامني الذي تتطلبه هذه الاستنفارات المتعددة من اجهزة الامن والشرطة والان الجيش .
فمن اين لها المال وما تبقى من النهب الذي استمر ثلاثين عاما لم يعد ممكنا ، حتى اغنى الدول ليس في مقدورها ان تقوم بهذه الاعباء في ظل رفض شعبي كامل .
فالحكومة المحلولة فشلت تماما في ادارة الازمة ولم تتوفر لها اي فرصة لتحقيق اي تقدم وبالتالى النتيجة هي السقوط ، السقوط الحتمي الذي لا مفر منه .
منذ اللحظة الاولى لخطاب البشير اتضح له ولهم ان الفشل حليفهم فبينما هو في غمرة خطابه خرجت المظاهرات لتنهار حالة الطوارئ وليخرج لنا منهم من يقول ان الطوارئ ليست لاسكات المظاهرات ولكن لسبب غريب ذكره وهو محاربة الفساد … نكتة الموسم بلا شك فقانون مكافحة الفساد لايزال حبيس ادراج مكتب الرئيس الذي رفض التوقيع عليه ، ومفوضية محاربة الفساد لا تمارس اي عمل منذ انشائها وربما ألغيت ولا احد يعلم . على من يكذبون لماذا لا تعترفوا بأن الطوارئ فشلت من قبل اعلانها وانها لن توقف المد الثوري المتصاعد .
وهكذا تضيع هيبة الدولة يوما بعد يوم ، وهكذا يتعرى ويتفسخ النظام في انتظار اليوم الموعود وهو لو يعلمون قريب جدا .
فقط على الثوار ان يواصلوا الضغط والكفاح . وما هي الا ساعة من صبر ويسلموكم لها مجبرين لا مخيرين .
محال أن ينصر الله اللصوص فهو طاهر ويحب المتطهرين
مستحيل أن ينصر الله القاتل فهو يلعنه واعد له عذابا نكرا
محال أن يقف الله مع الظالم وهو العادل القائل للمظلوم وعزتي وجلالي لانصرنك ولو بعد حين .
الله مولانا ومولاهم الشيطان والله ناصرنا ولا ناصر لهم .

د. زاهد زيد
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..