الوطني في إنتظار ورقة الطلاق..!

رغم كل محاولات المكابرة ومغالطة الحقيقة من طرف بعض قيادات الحزب الذي لم يعد حاكماً وإنكارهم للواقع الذي أفرزته مرحلة مابعد خطاب الرئيس البشير فيما يلي إنتهاء العلاقة الضمنية لرئاسته لحزب المؤتمر الوطني وقد طار الدخان الذي ينبي بنار المفاصلة في سماء المشهد المرعد ..فإن إرتماء كل رهانات البشير في حضن المؤسسة العسكرية يؤكد إستحالة إمساك الرجل على حبل قيادة ذلك التنظيم بإحسان مع وجودمحاولات مستميتة من ناحية أهل الحركة الإسلامية أن يكون التفريق بين الرئيس وحزبه بالمعروف درءاً لشماتة الشارع الذي لطالما استبعدوا مقدرته على زحزحة صخرتهم ولو قيد أنملة ..ولكن كانت مفاجأته لهم داوية .. الى درجة جعلت الرئيس يختار منجاته خلف دروع جيشه وقد رمى بكل الخيارات الآخرى وراء ذلك الإنقلاب الذي وصل اليه لاهثاً فوق الجمر اللاهب كملاذ لم يكن منه بدً !
طبعا مقاييس المناصرة في زمن الإسترخاء هي غيرها في أوقات الشدة ..وهذا ما أكتشفه البشير حينما وجد نفسه وحيداً يصارع من أجل إجتياز محنة النظام ..فأدرك تماماً انها تحولت الى محنته الذاتية في غياب من هللوا له كثيراً ولكنهم سرعان ما تولواعند زحف الشارع العظيم ..وهنا استيقظ خوف الرجل الذي لم يتورع عن حبس الوطن خلف قضبان أمنه الشخصي أن مؤسسة ذلك الحزب هي كذبة كبرى وفقاعات من الشعارات المدفوعة الأجر والتي تبددت مع أول نفخة هواء حار من صدر الأمة المغبونة.
فتلك النزعة الأنانية في كل حاكم طاغية يتطاول به البقاء في السلطة ويتملكه الشعور بأنه الدولة وما الدولة إلا هو ..دائما ما تتصاعد في دواخله فيضحي حتى بولي عهده المنحدرمن ظهره إذا ما أنتابته الشكوك في ولائه أوتوجس خيفة من نواياه !
وها هي نية الطلاق تتجلى في بينونة التلميح الذي سبقه شيءمن التصريح ..ولكن ألجمته وساطة اللحظة الأخيرة التي وضعت يدها على فم الرئيس ترجوه عدم النطق بها ..غيرأن ذلك يصبح حياله وصول ورقة الطلاق بالثلاثة مسألة وقت ليس إلا بعد أن إنتهى دور الحزب الذي كان يقوم ويجلس وراء رجل واحد بات على قناعة أنه في حاجة ماسة الى رفاق السلاح لحسم معركة بقائه أوحتى ذهابه عبر درب الأمان أكثرمن حاجته لأناس باعوا في يوم من الأيام كبيرهم الذي علمهم المكر ..فكيف يأمن لهم الآن ..فأختار الإنحياز لنفسه من منطلق ياروح ما بعدك روح وليكن من بعد ذلك الطوفان .. وكل واحد يأكل ناره !