فيصل محمد صالح يكتب: يصر جهاز الشرطة السودانية أن يغوص في المستنقع.. مهما امتدت له الأيادي لتنتشله

كتب فيصل محمد صالح: يصر جهاز الشرطة السودانية أن يغوص في المستنقع.. مهما امتدت له الأيادي لتنتشله..
ترتكب الأجهزة الأخرى الجرائم، ثم تمسح دم الضحية في ثياب الشرطة، وهي تقبل ذلك راضية حامدة شاكرة، بل وتقبل أن تصدر البيانات المبرئة لبقية الأجهزة من جرائم واضحة، فتتحمل هي وأفرادها وزر ذلك كله.
اليوم شاهدت بعيني رجال الشرطة بزيهم الرسمي يقتحمون المسجد الصغير الموجود بالميدان شرق المستشفى الدولي بالخرطوم بحري، لتعتقل اثنين من الصبية الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة لجأوا للمسجد بعد مطاردتهم من قبل الشرطة بتهمة أنهم كانوا جزءا من مظاهرة صغيرة تستنكر قتل طفل الدروشاب دهسا بسيارة تاتشر تتبع أحد الأجهزة.
كان المسجد يمتلئ بالمصلين لصلاة العصر، وبعضهم لم يفرغ منها بعد، لم يراعوا لهم ولا لحرمة المسجد، اقتحموا المسجد ودخلوا من بين المصلين ليعتقلوا الصبية وينهالوا عليهم بالضرب بالخراطيش بقسوة انتقامية.
كان أحد الأطفال يبكي وثلاثة منهم ينزلون ضربا عليه وهم يصيحون بفرحة انتقامية: ما تبقى راجل، تمشي المظاهرة وعامل فيها راجل، تبكي ليه…. ما تبقى راجل..
للمعلومية، تم حملهم في دفار الشرطة رقم 39171، وفي مقدمة الدفار ضابط صغير برتبة ملازم، كان يضحك ويبتسم وجنوده يواصلون ضرب المعتقلين من الصبية الصغار داخل الدفار.
لعل في هذه الملاحظة و ملاحظات كفيرة هنا و هناك ما يجعل الناس يقتنعون بأن هذا الجهاز المسمى بالشرطة ما هو إلا جهاز فاسد و متخم بالفاسدين و المرتشين و من مصلحتهم استمرار هذا النظام البغيض، و ما تصدقوا إنه سيقوم بمهمته الأساسية في حماية الناس و ممتلكاتهم و أعراصهم.
في ذات الحادثة خرجت الشرطة ببيان يفيد أن حادث مقتل الطفلين في الدروشاب كان حادث سير ، وأنه تم القبض على مرتكبي الحادث وتسليمهم لوحدتهم العسكرية لمحاكمتهم عسكرياً .
يعني ببساطة كدة يا الرباطة وناس حميدتي وناس الجيش سوقوا عرباتكم وكسروا بيها بيوت الناس واقتلوهم في غرف نومهم ، وتعالوا سلموا أنفسكم ونحن كشرطة سنقوم بتسجيل حوادث القتل هذه باعتبارها حوادث مرورية يتم محاكمة مرتكبيها في الوحدات العسكرية التي يتبعون لها ؟؟؟؟؟
هل خدث كل هذا في داخل المسجد ! أين المصلين.. لماذا لم يتصدى و لا واحدا منهم لهؤلاء القتلة المجرمين و لو كان ذلك فقط من اجل صيانة حرمة المسجد. هؤلاء الكيزان لا اخلاق لهم ولا دين .. فأرجوا ان يسرع الشعب بإجتثاث هذا الدرن الخبيث من مجتمع السودانيين المشهود لهم ؛ حتى خارج بلادهم ؛ بالعزة و الكرامة و علو المقام وحسن الخلق و الراي الرصين