قصة الكيزان مع الشعب السوداني

هناك قصة سمعتها مرة وأعجبتني جداً ألا وهي قصة الغنماية التي رماها حظها التعيس الى الحياة في بيت واحد مع كلب شرس أرهقها رعباً ونباحاً وتهديداً . ما أن يراها هذا الكلب الشرس إِلَّا وكشّر عن أنيابه وجمع بين عينيه وانفجر بنباح ترتعد له فرائص الغنماية المسكينة فتولِّي الفرار أمامه وظلت الحال على هذا المنوال فترة طويلة تحولت فيها حياة الغنماية الى جحيم لا يُطاق حتى سئمت الغنماية المسكينة ووصلت الى قناعة بأن “قتلوك أفضل من جوك جوك” ولذا قررت أن لا تهرب أمام هذا الكلب مهما كلفها الأمر وأن تدخل معه في مواجهة تؤدي الى انتهاء مسلسل الرعب الذي كانت تعيشه. وذات يوم جَمّعت كل ما لديها من شجاعة ورباطة جأش وأتت تمشي بوقار وهدوء مرفوعة الهامة أمام الكلب الذي ما أن رآها حتى بدأ لتوه بالتكشير عن أنيابه ورفع عقيرته بنباح مدويٍ مفزع وتحفّزٍ للهجوم ولكن الغنماية واصلت مشيها بكل وقارٍ وتوئدة وقررت أن لا تهرب وأن تبدأ معه صراع بقاء كريم أو موت شجاعة اذا ما حاول عضّها . زاد الكلب من شراسة النباح والتوثب للهجوم ولكنه لم يتجرأ على عضِّها. حينها قررت الغنماية أخذ زمام المبادرة ووضع حد للمهزلة التي أرّقت حياتها طوال الوقت فألتفتت الى الكلب وهجمت عليه بقرونها هجمة قوية اضطرت الكلب الى الهرب والعودة الى مكانه المفضل وهو مذهول ومحتار من هول المفاجأة ومتسائلاً: يا أخوانا الغنماية دي جَنَّت ولّا شنو ؟