مقالات سياسية

ما أشبه الليلة بالبارحة

كل المؤشرات تشير الي اننا سوف نشهد مسلسل جديد للبشير وهو يحاول تنصيب نفسه ملكاً على السودان بكل ما اوتي من حول وقوة للعبث بالبلاد كيفما شاء، هذه المرة جاءت بصورة تشبه الي حد ما تلك التي قام به في نهار رمضان 1999م الشهير التي أدي الي الانقلاب على اخوانه المتسالمين، الاختلاف هذه المرة ان مذكرة العشرة التي وقّعت عليها قيادات النظام ووقف خلفها مؤيدون للترابي، والتي أدت إلى إشعال الخلاف بين البشير والترابي، وسارع بعدها الأول إلى التخلص من الثاني وإبعاده عن السلطة و وقعت المفاصلة واستطاع البشير المسك بزمام الأمور. وكان لثورة الشباب التي اندلعت في ديسمبر الماضي دور كبير في الانقلاب هذه المرة بالإضافة الي وقوف البعض من أصدقاء الامس امام رغباته وهو الترشح لدورة اخري بالإضافة الي الفساد التي استشرى في البلاد، والوسيلة هي ذاتها وبنفس الطريقة اعلان حالة الطواري في كافة انحاء البلاد بالإضافة الي الاعتماد الي العسكريون وملاحقة كل من يشتبه به حتى داخل سكناتهم
الذي حدث ليلة الجمعة الماضية في ضاحية القصر ما هي الا تمهيد من اجل استمراره في كرسي الحكم لأطول فترة ممكنة، البشير أصبح يمثل خطر على النظام نفسه لا يهمه مصلحة حزبه ولا مصلحة البلاد المهم عنده كرسي الرئاسة حتى لو كلف الامر خراب و دمار البلد لا استعبد انشقاقه عن حزبه المؤتمر الوطني و تكوين حزب جديد يضم معظمهم الانتهازين وضعاف النفوس وبعض (مشاطب) الحركات المسلحة و أحزاب المعارضة واستقطاب بعض الشباب الذين الذي خرجوا الشارع وإغرائهم ببعض الوظائف الوهمية. بالإضافة الي وضع بعض جنرالات الجيش السوادني المواليين له كواجهة ليمد منه شرعيته المفقودة لإسكات صوت الشباب الذين اعلنوا رايهم فيه واختصروه في كلمتان خفيفتان على اللسان وثقيلتان على البشير (تسقط بس) والاعتماد بصورة كبيرة على مليشيات الدعم السريع وجهاز امنه من المواليين له لمواجهة أي قوة مسلحة وحراسته من أي خطر محتمل من الداخل.
ننتظر الأيام القادمة لنرى ما يحدث لكن كل أستطيع اوكده هو رؤية حزب جديد يقوده البشير.
لا يعنيا قرارات البشير في شيء لأنه فقد شرعيته وفاقد الشي لا يعطيه بقدر ما يعينا كيفية الإطاحة بأولئك الذين يتسلخ على ظهورهم ويمد شرعيته المفقودة منهم، وذلك من خلال الاستمرار في التظاهرات والخروج الي الشارع بصورة يومية والاعتصام في الميادين العامة ومقاطعة كل من له صلة بالمؤتمر الوطني وميلشياته لان الضغط النفسي الذي يعانيه الأجهزة الأمنية أكثر مما يتخيله البعض، معنوياتهم محطمة بالإضافة الي ظاهرة كشف هوية الأفراد التابعين الي جهاز الامن ازعجهم كثيراً مما ترك إثر قوي في نفوسهم بل البعض أصبح يتوجس من مواجهة المتظاهرين خوفا من كشفهم.
أخير: لابد لنا ان نوجه صوت شكر لقروب منبر شات التي قدمت لنا دروس في الوطنية خاصة وان البعض وضع انطباع سي لهذه القروب في بداياته ولكن عندما الامر تعلق بالوطن الجميع تناسي كل شيء وأصبح لا حديث يعلوا فوق صوت الوطن. الخدمة التي خدمها هذا القروب لا تقدر بثمن بل أصبحت قبله لكل الثوار لطلب أي معلومة يتعلق باي كادر أمني صوب سهامه تجاه اخوانه الذين خرجوا الشارع من اجله.
كما لا ننسي الصحفي الاستقصائي منعم سليمان الذي جعل جهاز يترعد بمجرد ذكر اسمه خوفاً من كشفه يكفي انه استطاع يخترق هذا الجهاز والكشف عن بعض الاغتيالات التي تما قبل التستر عليها بدا من مقتل الشهيد محجوب طالب كلية الرازي الذي قتلوه وأردوا التخلص من جثته الا ان هذا الصحفي كان لهم بالمرصاد واجبر القتلة احضار الجثمان للمشرحة والاعتراف بجريمتهم البشعة (جريمة القتل لا تسقط بالتقادم ، الحساب ولد وان غداً لناظره قريب) وكذلك الشهيد الأستاذ احمد شهيد خشم القربة التي تم اختيالها صورة بشعة استطاع منعم توفير كافة تفاصيل اغتياله والافراد الذين شاركوا في تعذيبه حتى سلم روحه الطاهرة الي بارعه.
وكل النشطاء الذين دعموا هذه الثورة باعتباره واجب وطني واخلاقي وديني لذلك نحث كل النشطاء والثوار المضي قدما وعدم الانسياق وراء الاستفزازات التي يقوم بها الأجهزة الأمنية بهدف تغير مسار الثورة الى العنف والالتزام بسلمية التظاهر ، تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا وإذا افترقن تكسرت احادا.

حمدان كمبو
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..