مقالات سياسية

رسائل الحمام الزاجل.

رسائل الحمام الزاجل.
……..
علاء الدين الدفينة

……..
هي الشوارع…
تقتضينا ان نشتري دخانها اليومي من سوق العساكر…
ان العساكر باعة يتجولون على ازقتنا يبيعون الدعارة لمن يراهقون بشعبنا…
دعارة ان تشتري شيئا من العسكر لتحكم دولة الجوعى…
ودعارة ان تستبيح الوعي لتسري الى ذواتنا ليلا… فلا مسجدا اقصى بلغت ولا وحيا اتاك من السماء ولا ارتفعت بمثواك القضية…
ان القضية ان توازي ما علمت بما تمارس من سكون وان تمضى مع الاشياء وانت تدرك انها الاشياء وان تبقى مع الحقيقة اينما اتجهت لتبقى دليلا للحياة.
……..
على النظام ان يتقدم بأجزل آيات الشكر ويقدم أفخم باقات الامتنان وورود المحبة لتجمع المهنيين وقوى التغيير تعبيرا عن الود والحب وردا للجميل الذي طوقوا به عنقه حينما اعلنوها (سلمية) وجعلوا الثوار الغاضبين يلتزمون بها التزاما يجسد اعلى درجات التناقض في لوحة تتصارع فيها الالوان ما بين رصاص القاتل وورود المقتول.
ليتهم اعلنوها (متكافئة).
……..
كيف يفهم مايسترو المسرح العبثي الراقص لجوقة وكومبارس الاسلاميين ان تجمع المهنيين وقوى الحرية هم الحد الفاصل ما بين الشعب الغاضب والنظام الغاصب…
كيف يفهم هؤلاء ان اولئك (شعرة الصبر ) بين شعب مكلوم ونظام ظالم.
…….
لطالما ارادها اولياء الدماء (ذات شوكة) بها يخرجن الاعز منهم الاذل من عبدة القصور والدراهم والدنانير… لكنها جاءت على مقياس يوم الفتح… (من يحتمي بالكعبة او بيت ابي سفيان او يغلق عليه بابه فهو آمن)… على ألا مجال ل (اذهبوا فانتم الطلقاء)… هكذا قال الاعلان.
…….
على النظام ان يفهم جيدا انه لولا سلمية تجمع المهنيين وقوى اعلان الحرية لما استطاعت كل مليشياته المأجورة والمأسورة بالفتات وبخس القوت وذل الجوع ان تحميه من غضب الشوارع… يعلم النظام ان مليشياته التي تستأسد الان على الطالبات في مخادعهن بداخلياتهن هي ذاتها التي ولت الادبار هربا ورعبا وجبنا وسارعت بالتواري من بطش الاسود الضارية بقضارف الخير وعطبرة الملتهبة ودامر المجذوب وبربر الظليلة… وبامروابة ذات الكواسر البواسل وببورتسودان الثغر الباسم…ومدني ذات الوهج المخملي وبدنقلا العصية وبقية المدن الفدائية.
هربت هذه المليشيات بكل عدتها وعتادها وتركت دور النظام الساقط وحزبه اللقيط تتهاوى طوبة طوبة… ومعها تهاوت أكذوبة الاسلاميين وسقطت نظرياتهم واحدة تلو اخرى…
من يعجز عن حماية داره لن يحمي الوطن…
وديار النظام التي تحمل رمزيته قد سقطت وتهاوت دارا تلو دار…
وزبانيته ولت الادبار مستهدية بأضواء السنة اللهب القاسية … فكلما يرتفع اللهيب… تتباعد خطوات هروبهم ويتضاءل املهم في النجاة…وكان بالامكان حسم المهزلة وبكل دموية لولا تدخل المهنيين والزامهم للثوار بالسلمية والتزام الثوار بها وباعلان الحرية.
فعلى من يتجاسر الان صبية النظام وسواقط المجتمع؟.
على من يتجاسر من تعرى وهو يدبر بلا تدبر تاركا خلفه سرواله المبتل بنجاسة الخوف والذل والرعب المقيت؟.
(تركوا الميادين العصية ويمموا صوب البنات ليغتالوا غزالة)… ثم جعلوا نصرهم الوحيد في كل تاريخ البطولات الزائفة تهديد طالبات الجامعات ودهس الاطفال وسحل المعوقين وارهاب ربات البيوت ودخول ميدان الدرايسة وهم يعلمون انه خال من ثوار بري (الطائفين بالاسحار وسلاحهم…هتافهم –حرية حرية–).
واهم من ظن ان من بالشوارع الان هم الصف الاول… لا ورب الدم … لا… ولا حتى الصف التاسع… وستشهد الايام… والايام دول.
الصف الاول هم اصحاب الدم… وللدم اولياء… وذوي البأس من الثوار هم اولياء دماء الشهداء واوردتهم تبقى أبدا مجاريها القديمة ومحاربب عبادتها.
والثارات صولات.
……
مهزوم من ظن ان الشعوب حينما تثور ستفقد غير القيود التي تكبلها.
…….
سؤال :
هل يعتقد النظام ان هؤلاء الثوار قد يعودون لمنازلهم وينسون القضية؟.
سؤال :
هل يظن الثوار انهم ان عادوا لمنازلهم سينسى النظام الفضيحة التي الحقوها به والعار الذي (خمروا به وجهه الكالح)؟.
…….
ان التغيير الحقيقي الذي طرا على الساحة يجيب على السؤالين معا… فلا النظام سينسى الشوارع وثوارها الذين تعرى امامهم للدرجة التي جعلت مليشياته تتفسخ وتنسلخ عن سراويلها… ولا الثوار سينسون القضية.
…….
الان اضحت ارضنا دماء قانية… وحرية.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..