أخبار السودان

سياط الجمر على ظهر البشير

نعمة صباحي

مخطيءٌ ذلك القاضي المنهزم الذي يظن أنه يلهب ظهور حرائرنا المحمية بالعفة والمستورةِ بالجسارة حينما يحكم بقوانين لا هي إسلامية تستوجب شروطاً شرعية محددة و صعبة الإثبات لتطبيقها لان الدين الحنيف يقوم على فضيلة البحث عن تبرئة صفحة المسلم لا تجريمه ..فالنبي الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم.. كان يرد حتى الزانية التي أقرت باقترافها الرذيلة علها تتراجع عن إعترافها فيلتمس لها برحمته المسداة من رب العالمين الرحمن الرحيم فرصة درء الحد عنها.

ولا هي قوانين مدنية تواكب واقع تطور الحياة و تحترم حق الإنسان بتوفير كل وسائل العدالة الدفاعية الواقفة وحق المرور بكل مراحل التقاضي وإن كان مذنباً.

بل هي مسخ إجتهد فيه منافقو النظام وطاغيته لإيجاد الوسائل القذرة التي ظنوها ستجعل هذا الشعب خاصة نسائه الكريمات يسجدون إنكساراً أو يستسلمون خزفاً.

فبدون خجل أو إحترام لذاتهم يحكم قضاة التنطع و التخلف بجلد النساء في القرن الحادي والعشرين الذي تتباري فيه الأمم لنشر العلوم وتكريسها بالبحث عن وسائل الحياة الكريمة والرفاه لإنسان هذا العصر ..بينما يتراجع نظام البشير و المتأسلمين الكذبة الى حقبة ماقبل القرون الوسطى الى وسائل تجاوزها منطق الأزمنة الحديثة لتثبيت حكمهم المارق.

والعالم كله يرى بعيون الفضاء المفتوحة و ينصت بمسامع الأفاق الصاغية ويسجل في دفاتر التاريخ بسطور السخرية والإستهزاء مايجري في السودان من أحكام ألغتها دور العلم في أدنى مراحلها التعليمية.

فيتساءل المتابعون لتلك المهازل عاقدين حاجب الدهشة ماطين شفاه الإستغراب هل هذا هو حقاً سودان الحضارة العريقة ومنبع الثقافة و الفنون والمتباهي دوماً بوسطية الإسلام المتسامح الذي بسط غلته في طرقات الغاشي والماشي وعلم النشء في الخلاوي والمسايد وكسا من وفرة خيره الكعبة المشرفة وسقا من فيض أباره حجيج البيت الحرام.. فأحاله البشير وزمرة فساده الى متسول يتسكع بين الدول ماداً يده السفلى التي كانت أعلى في عون الآخرين من سبُة المنّ والأذى.

هذه السياط التي سارت الركبان بشائن سيرتها لن ترهب نساء السودان بنات الرجال وأخوات الأسود ..ولكنها بانتشارها كفضيحة في زمن الناس المتحضر هذا تمثل جمراً يلهب ظهر البشير وكل لصوص نظامه ..وستظل وصمة عار في جبين القضاة الذين جعلوا رأس العدالة مُنكساً خدمة للظالم وإنحيازاً ضد المظلوم ..ولكن الله غالب وهو فوق كل ظلوم.

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..