مقالات وآراء

ضياع في الحالتين ..!

ضياع في الحالتين ..!

يضيق الناس ببلدانهم على سعتها التي قد تحتملهم لو أنهم وسعوا الصدور لتحمل بعضهمم فوق أرضها دون تراحمٍ أوإقصاء وتقاسموها إدارةً راشدة بمن يحمل الكفاءة مُكلفاً و يمتثل للمحاسبة طالما أنه إختار المسئؤلية طائعاً برضاه لا فارضاً جهله بالتجريب و الإصرار على حماقات تكرار الفشل دون تفويض أوتداول .. و من ثم يعممون المنفعة بين المنتجين كل حسب جهده دون أن يتذمر من لم يحسن البلاء ..لكنه لايحرم في ذات الوقت من نصيبه في الخدمات كمواطن يتكيء على وسادة الكرامة الإنسانية ويتدثر بلحاف الحرية التي تنتهي عندعدم ملامسته لحدود ألحفة الآخرين ..في العقيدة أو اللون أوالجنس أو الجهة .
ساعتها لن يضطر أحد للبحث عما يفتقده في دياره لدى بلاد الاخرين ولن يسبح على أجنحة سفن الهواء أو قد ينتهي به الأمرسجيناً في مراكب شرطة مراقبة السواحل والصحارى ..هذا إن لم يتمزق في أنياب وحوش البحار التي لايجيد العوم فيها !
أحداث مسجدي نيوزيلندا بالأمس تعكس حالة من مأساة شتات .. المسلمين الذين ضاقوا ببلاد يحكمها مسلمون إسماً ولكن بلا أخلاق إسلامية .فيهاجرون.بحثاً عن الأمان في بلاد يقوم عليها حكام غير مسلمين بملامح إنسانية من وجه العدالة التي نادى بها الإسلام الحقيق كرسالة وليس مطية سياسية للحكم والتغول على حقوق الغير .
بيد أنهم ويا لسخرية القدر فإن ذات البنادق التي دفعهم بأخماصها من طردوهم عن شراكة الوطن,,تنتظرهم فوهاتها لتحصدهم بطلقات الذين ضاقوا من مزاحمة الغرباء لهم في رقعة بلادهم خشية بفهم الكراهية البغيضة من أن يغيروا الوان خريطتها القيمية إذا ما تنادت أعدادهم..نأئياً عن الموت غبنا في ديارهم ..ولكنهم يجدون جزاراً من نوع آخر يتربص في إنتظارهم حيثما صلوا مطمئنين..و هنا يتجلى معنى الضياع في الحالتين معاً !

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..