مقالات سياسية

جلباب الاتحادي الديمقراطي الأصل لا يغطي الركبتين!

عثمان محمد حسن

* تردد الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل كثيرا في رفض الطوارئ.. ثم رفض! و التردد بين الإقدام و الإحجام صار جزءا من تكوينه بعد أن أصبح حزبا بلا شخصية.. و قد فقد ظله منذ دخل الحسن محمد عثمان الميرغني قصر البشير الجمهوري..

* و ما عاد السيد/ محمد عثمان الميرغني هو السيد/ محمد عثمان الميرغني ذاك الذي استقبلته في المطار آلاف مؤلفة من الجماهير المتعطشة للسلام عقب اتفاقية الميرغني- قرنق في عام ١٩٨٨..

* و ما عاد هو السيد/ محمد عثمان الميرغني، رئيس التجمع الوطني الديمقراطي الذي، باسم التجمع، وقع اتفاقية القاهرة سنة 2005 مع حكومة الوحدة الوطنية المكونة من الحركة الشعبية لتحرير و حزب المؤتمر الوطني..

* كان الهم العام هو الشغل الشاغل لحزب الاتحادي الديمقراطي برئاسة السيد/ الميرغني.. لكن العمر فعل فعلته، و ورث إبنه الحسن رئاسة الحزب (واقعيا).. و ذاك النوع من التوريث نقيصة من نقائص الأحزاب الطائفية حيث يتم إسقاط الكفاءة و القدرة على القيادة من حسابات ترؤس الحزب..

* و تم تعيين الحسن في منصب كبير مساعدي البشير.. و كان أول تصريح له هو زعمه إصلاح الاقتصاد السوداني و تغيير واقع البلد خلال ١٨٠ يوماً.. و مرت السنوات.. و لا هو أصلح الاقتصاد و لا غير واقع السودان حتى الآن..

* كان تصريحه ذاك سقطة من على صهوة الجواد الذي وضعوه عليها برافعة الميراث رغم عدم الكفاءة و الكياسة.. و رغم الافتقار إلى القدرة على قراءة الواقع المحيط و مؤشرات المستقبل..

* و احتلت قصص الحسن مانشيتات الصحف، من حردان بسبب سيارات يزعم أن إحداها نزعت من أسطول سياراته.. و من أسفار إلى الخارج دون مبرر و ما إلى ذلك من صغائر الأمور التي لا تليق بمن واجبه العمل لصالح الوطن و المواطنين..

* و يقال بأنه عندما يغضب بسبب تهميشه في القصر.، يغادر السودان إلى مصر تعبيرا عن عدم رضائه عن وضعه (الشخصي) في القصر.. و قال المشير عمر البشير ذات مرة: “لوكان الحسن ينتمي للمؤتمر الوطني لفصلته”..

* إن إهتمام الحسن بالصغائر و محاولة تأكيد الذات فوق ذوات الآخرين و شخصنته للأمور و وضعه المتاريس أمام العمل السياسي الواعي تدل كلها على عدم نضجه سياسيا.. و ممارساته السياسية أدت إلى تقسيم الحزب إلى مجموعتين مجموعة والده السيد/محمد عثمان الميرغني و مجموعته هو.. و الخلافات بين المجموعتين تظهر على السطح ثم تختفي، و لا تلبث أن تظهر على السطح..

* و قبل أسابيع اقتحمت قوة أمن البشير منزل الخليفة/ عمر حضرة، قطب الاتحادي الديمقراطي الأصل، أثناء تواجده بالقاهرة و ضربت بعض أفراد أسرته.. و عقب عودة حضرة إلى السودان زارته قيادات من الحزب لتأكيد تضامنها في ما حل بأسرته..

* و هنا ،فقط، أعلن عمر حضرة انضمامه للتجمع الاتحادي المعارض.. لقد لمس رأس السوط جلده.. و دخل عنف النظام بيته.. و تحدثت تسريبات إعلامية عن نية الكتلة البرلمانية للاتحادي الديمقراطي الأصل تقديم استقالتها من البرلمان..

* و مع أن مجدي شمس الدين، القيادي بالحزب، لم ينف ذلك إلا أنه أكد أن مؤسسات الحزب سوف تجتمع لاتخاذ الموقف المناسب بصدد انسحاب الكتلة من البرلمان..

* أضحت مشكلة إهانة الأمن لأسرة أحد أقطاب حزب الاتحادي الديمقراطي الأصل هي المشكلة الآن.. أما مشكلة إهانة الأمن للشعب السوداني باقتحام البيوت و الضرب و السب و السحل و الاعتقال و القتل، فكلها لا تثير غضب الاتحاد الديموقراطي الأصل..

* أما نحن فلا يهمنا إن استقالت الكتلة البرلمانية للاتحادي الديمقراطي الأصل أم لم تستقل، المهم هو أن التجمع الاتحادي المعارض قد كسب عمر حضرة، و هو كسب لو تعلمون عظيم!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..