لهذه الأسباب يجب مقاطعة مهرجان البقعة

ربيع يوسف الحسن
يجب مقاطعة مهرجان البقعة لأسباب كثيرة منها :
فالمقاطعة تنطلق من موقع حماية الثورة من محاولات نكرانها بأي فعل جماهيري يوهم بطبيعية الأوضاع ، لأن المهرجانات عموما حالة من التجمع ومهرجان البقعة تحديدا تجمع كرنفالي وسياسي أكثر من كونه حالة مسرحية ، بالتالي التشكيك في المقاطعين تثبت
وتكشف أن المشكك متورط في موقع السلطة – وإن كان لا يعي ذلك – ببساطة لأن السلطة هي الوحيدة التي تنكر الثورة وهي الوحيدة أيضا التي تعمل على خلق حشود موازية لحشود الثورة ولك في الحشود التي يحشودنها لخطب المسؤوليين من بسطاء الناس وجهالهم وإنتهازييهم شاهد ، عليه فأن دعوة الناس ليشاركوا في مهرجان يمكن أن يحشدوا له ( مغلوبين ) على أمرهم ليخاطبهم مسؤولين في إفتتاح وختام المهرجان ، إنما هي دعوة تتسق وخطاب السلطة وموقفها من الثورة .
قصدت وضع مغلوبين بين قوسين لا للإشارة فقط لجمهور المهرجان المحتمل حشده من بسطاء وطلاب الداخليات ولكن قصدت أيضا الإشارة إلى أن صاحب شركة المهرجان الأستاذ علي مهدي يستهدف أصلا مسرحيين مغلوبين إما لقلة وعيهم ولجهلهم إما مغلوبين إقتصاديا ومهنيا وعاجزين عن تقديم أنفسهم بعيدا عن مهرجانه ، نعم يستهدف مثل هؤلاء ومعهم الإنتهازيين ليضمن مشاركتهم في مهرجانه ، لذا لا يجب أن يكون الواحد منا مغلوبا ينتظر أحد ينظم له مهرجانا ، لنكن مبادرين ونقدم أعمالنا فحجة شح الموارد وقلة فرص العمل حجة المغلوبين .
أما الحديث عن أن المهرجان يتيح فرص للشباب وتجاربهم الأولى فهو حديث عاطفي والأخطر حديث ضد هؤلاء الشباب لأنه يصورهم عاجزين عن بلوغ رصفائهم الذين وعوا إلا أن المقام مقام ثورة لا هتاف ضمن سياق مهرجان متماهي مع من ثاروا ضده ، يعني لا ينفع إغفال أن السياق سياق ثورة .
كذلك الدعوة للعمل بالمهرجان بدعوة أن ذلك مماثل لإمتهان باقي المهن الأخرى إنما محاولة فطيرة لا لكونها تقفذ عن سياق الثورة فقط وإنما لكونها غير دقيقة و غير أمينة فأولا المشاركة في مهرجان البقعة تحديدا ليس عملا يجني منه المسرحيون مالا يكفيهم لإنتاج عروضهم ناهيك عن كونه يوفر لهم مالا لمعاشهم كما يحاول أن يوهم البعض ، فكل المشتغلين بمسرحنا يعلمون أن المشاركة في مهرجان البقعة سخرة تكسب صاحب المهرجان ملايين من رعاة المهرجان .
أيضا الحجة القائلة بضرورة المشاركة بغض النظر عن من أين جاءت أموال المهرجان ، حجة خانعة وضد الثورة ببساطة لأن الثائرون ثاروا ضد من يجمع أموالهم ليغتني هو ويفقروا هم ، و المسرحيون مواطنيين يجمع رئيس مؤسساتهم الأموال بأسمهم ليغنى ويفقروا ، نعم يجمع علي مهدي
أموالا طائلة لمهرجانه وذلك دون أن يتنازل عن رئاسة مؤسسات المسرحيين العامة وهي حقيقة تفرض بأن لا مسرحي خارج الصراع حتى أولئك الذين لم يولدوا بعد ، عليه والحال هكذا يجب على الشباب أصحاب التجارب الأولى من المسرحيين
أن يلحقوا بالشباب الذين وعوا لضرورة إسترداد ما فرط فيه الشيوخ فتقدموا صفوف ومواكب الثورة .
أما القول أن المسرحي منبره الخشبة فحديث ماكر يتجاهل الثورة التي يجب أن تجعل الشارع والميادين الحرة الثائرة هي المنبر المقدس للمسرحي .
فيسبوك