هيومان رايتس ووتش: على تونس منع البشير من دخول أراضيها أو توقيفه
على أعضاء "المحكمة الجنائية الدولية" تقييد حركة الهاربين

قالت “هيومن رايتس ووتش” اليوم إن على تونس منع دخول الرئيس السوداني عمر البشير، الهارب من العدالة الدولية، أو توقيفه.
في 21 مارس/آذار 2019، أفاد مصدر إخباري سوداني أن البشير ينوي حضور قمة “جامعة الدول العربية”، التي ستعقد في تونس، العضو في “المحكمة الجنائية الدولية” (المحكمة)، في 31 مارس/آذار. البشير مطلوب بموجب مذكرتي توقيف من المحكمة بتهم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية المرتكبة في دارفور بالسودان.
قالت إليس كيبلر، المديرة المشاركة لقسم العدالة الدولية في هيومن رايتس ووتش: “على تونس إظهار التزامها بالعدالة الدولية بمنع الرئيس البشير من دخول أراضيها أو توقيفه إذا وطأت قدمه البلاد. البشير هارب دولي ويجب أن يكون في لاهاي لمواجهة التهم الموجهة إليه، لا أن يحضر مؤتمرات قمة يستضيفها أعضاء المحكمة الجنائية الدولية”.
ستكون زيارة البشير المرة الأولى التي تسمح فيها تونس بدخول هارب من المحكمة إلى أراضيها منذ انضمامها إلى المحكمة في 2011. السماح للبشير بالزيارة دون توقيفه سيناقض التزام تونس بدعم المحكمة والتعاون معها بموجب “نظام روما الأساسي” للمحكمة.
خلال الاجتماع السنوي للدول الأعضاء في المحكمة في ديسمبر/كانون الأول 2018، أعرب سفير تونس في لاهاي عن “التزام تونس الصارم بنظام روما الأساسي ودعمها الثابت لمحاربة إفلات مرتكبي أخطر الجرائم التي تهم المجتمع الدولي”.
رغم سماح بعض أعضاء المحكمة للبشير بدخول أراضيهم، تجنب آخرون مثل هذه الزيارات بموجب التزامهم بالتعاون مع المحكمة عن طريق نقل الاجتماعات أو إعادة جدولتها أو مطالبة السودان بإرسال ممثلين آخرين إلى الاجتماعات. قالت هيومن رايتس ووتش إنه ينبغي لأعضاء المحكمة حث تونس على اتخاذ مثل هذا الاجراء.
في 2009، أعلنت بتسوانا والدنمارك أن البشير سيواجه خطر التوقيف إذا دخل أراضيهما. في 2012، نقلت مالاوي مكان انعقاد قمة “الاتحاد الأفريقي” بسبب إصرار الاتحاد على السماح للبشير بحضور الاجتماع إذا عُقد في مالاوي كما كان مخططا له. في 2010، ألغى البشير زيارته إلى زامبيا وسط دعوات إلى اعتقاله. في 2013 سافر إلى نيجيريا، لكنه غادر فجأة وسط احتجاجات عامة وشكوى قدمها نشطاء لاعتقاله.
في 2017، رحب الأردن بحضور البشير قمة جامعة الدول العربية. خلص قضاة المحكمة إلى أن الأردن تحدى التزاماته الدولية بالقبض على البشير وأرسلوا النتائج إلى “مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”. استأنف الأردن القرار الذي لا يزال قيد النظر أمام دائرة الاستئناف في المحكمة.
في الأشهر الأخيرة، استخدمت قوات الأمن الحكومية السودانية القوة المفرطة ضد الاحتجاجات: إطلاق النار وقتل عشرات المتظاهرين العُزّل وضربهم وتعذيبهم ومهاجمة المستشفيات التي تعالجهم. كما هاجمت القوات الحكومية المدنيين في دارفور رغم مزاعم الحكومة بانتهاء النزاع هناك. قالت هيومن رايتس ووتش إن الافلات المستمر من العقاب على انتهاكات الحقوقية من قبل السلطات السودانية غذى الوحشية المستمرة.
كمشتبه به في المحكمة، سيتلقى الرئيس السوداني الحماية الكاملة بموجب القانون الدولي للأشخاص المتهمين بارتكاب الجرائم في المحكمة.
قالت كيبلر: “تعتمد المحكمة الجنائية الدولية على دولها الأعضاء مثل تونس لتفعيل تسليم المشتبه بهم. يستحق ضحايا دارفور، الذين عاش مئات الآلاف منهم في مخيمات اللاجئين أو النازحين منذ أكثر من عقد، رؤية
البشير يواجه العدالة بعد طول انتظار”.
قصيدة الطريدة,هجاء الظلم عندما تثور الكلمات
هوعبد الرحمن يوسف عبد الله القرضاوي شاعر مصري/قطري من مواليد 18 سبتمبر 1970 له العديد من الدواوين والقصائد. اشتهر عبد الرحمن كشاعر معارض للنظام الحاكم في مصر. يشتهر بهجائه غير المباشر المستمر ضد نظام الحاكم و”الفاسدين” في مصر التي أصبحت من أسس قصائده. وهذه القصيدة التى سيلقيها عليكم اليوم قالها بأحداث تونس وأيضا قبل يومين من انطلاق ثورة 25 يناير في مصر خلال احتفالية نقابة الصحفيين بثورة تونس 23-1-2011. وكانت القصيدة قد نشرت على موقع الشاعر في 14-1-2011.
ستجدوا فيها ما لذ وطاب من هناك حيث الظلم والإستبداد وهنا حيث الثورة والشعب . أترككم مع مقطع القصيدة وتابعوها بالقصيدة المكتوبة لسهولة الإستيعاب.
حــيِّ الشعوب تقود اليوم قائدَها
تزيح ظلمة ليل كي ترى غدها
لم تخشَ سيفا ولم تعبأ بحامله
فأحجمَ السيفُ خوفا حين شاهدها
مع كل نائبة للأرض تبصرهم
مع أنهم أ ُشربوا غدرا مكائدها
قد كسّرتْ صنما..واستنهضت همما
واستعذبت ألما..كي لا يطاردها
ثوارنا بسطاء الناس قد بذلوا
مع أنهم حُرمُوا دوما موائدها
شبيبة حُررت من كل منقصة
قد ودعت ليلها .. والصبح واعدها
قل للذى قد طغى .. أخذيت من صنم
بذل أمتنا أخرجت ماردها
الله سطر أن الأرض قادرة
فهل سيجرأ علج أن يعاندها
درس من الله للإنسان عبرته
أن الفريسة قد تصطاد صائدها .
هل خبأ الحراس عنك سقوط بعض ممالك ٍ
من حولنا كم زرتها !
ماذا بربك تنتظر؟
أن يصدرَ الرحْمن أمرًا بانتدابكَ فوقنا رغم الثَّمانين التي بلغتها ؟
هل خبأ الحراس عنك سقوط بعض ممالك ٍ
من حولنا كم زرتها !
لم ينتبه جلادها لإشارة قد أطلقت ْ
بحرارة ٍ ومرارة وجسارةٍ
من قلب من ملوا الحياة محدقين بذلك الوجه العكرْ
لن يصدر الرحمن أمرا بالخلود سوى لأرض ٍخنــتـَها
يا أيها العقلاء هل من مدّكر؟!
ماذا بربك تنتظر؟
أن يكسر الثوار بابك َ ..
حينها هيهات تقدر أن تمثل فوق شاشات القوادة ِ
دور غلاب العباد المنتصر
لو حاصر الثوار قصرك في الظلام ِ
فسوف تخذلك الحراسة والحرسْ
ستصير قطا..علق الفئران فوق قفاه في الليل الجرسْ
لاحظ..
فإن هناك بعض ممالك لم ينفع السلطانَ فيها
كلُّ أسوار ٍوأجنادٍ فغادر وانتكسْ..
هي سنة لله تصدق دائما………
يتكلم الثوار بالحق المبين ترى البنادق قد أصيبت بالخرسْ
ماذا بربك تنتظر؟
عونا من الأغرابِ؟…أم عونا من الأحبابِ؟
أم عفوا من الشعب الذي قد سُمته سوء العذابْ
ماذا أشار عليك قواد وحاشية تصعر خدها للناس ِ؟
أن تلقي خطابا آخرا وتقول إن الذئب تابْ !
ماذا يفيد خطابك المحروم من أدب الخطابْ؟
ماذا ستفعل؟
والمكان محاصر بجميع من عيرتهم
بالفقر أو بالجهل والأمراض ِ
أو حذرتهم سوء المآبْ
ستقول قد خدعوكَ..!!
من ذا قد يصدق كاذبا في وقت توقيع العقابْ
ما زلت تحسب أن طيبة قلبنا تعني السذاجة َ
لا..
فنحن القابضون على مقابض ألف سيف ٍ
يستطيع بأن يطيّر ما يشاء من الرقابْ
لا تعتمد..أو تعتقد..أنّ التسامح إن أتى الطوفان مضمونٌ
لأنك حين تبدأ بالتفاوض والمياه تهز تاجكَ
سوف تعرف كم تأخر ناصحوك عن النصيحةِ
سوف تعرف كم يتوق الشامتون إلى الفضيحةِ
سوف تعرفها الحقيقة َ
أنت محصورٌ كجيش هالكٍ كانت له فرص النجاة متاحة ٌ
لو كان قرر الانسحابْ
يا أيها المحصور بين الراغبين بقتله
أنصت بربك قد أتى وقت الحسابْ
يا من ظننت بأن حكمك خالدٌ
أبشر فإن الظن خابْ!
ماذا بربك تنتظر؟
قبرا ملوكياً
جنازة قائدٍ
ووليَّ عهدٍ فوق عرشك قد حباه الله من نفس الغباءْ
كن واقعياً
كنتَ محظوظا ..وشاء الحظ أن تبقى..
وها قد شاء أن تمضي
فحاول أن تغادرنا ببعض الكبرياء
لا تنتظر حتى تغادر في ظلامِ الليل من نفقٍ الى منفىً
يحاصرك الشقاءْ
حرموك طائرة الرئاسةِ..لا مطارَ يريد مثلكَ
لا بساطٌ أحمرٌ عند الهبوط ولا احتفاء
قد صرت عبئا فاستبق ما سوف يجري
قبل أن تبكي وحيدا كالنساء
ما زلتَ تطمع تدخل التأريخ من بهو المديح ِ
وإن شعري قال تدخله..ولكن من مواسير الهجاء
في خاطري يعلو نداء :
من عاش فوق العرش بالتزوير يرحل بالحذاء
ماذا بربك تنتظر؟
حدق بمرآة الزمان وقل لنفسك كيف صرت اليوم رمزا ً
للمذلة والخيانة والخنا…
ماذا ترى في هذه المرآة غيرَ مجندٍ لم يستمع لضمير أمتهِ
فوالسَ وانحنى
ماذا ترى فيها سوى وجهٍ تغطيه المساحيق الكذوبة ُ
دون فائدةٍ.. فيبصره الجميع تعفنا
اصرخ أمام جلالة المرآة ثم اسأل ضميرك من أنا؟
سترى الجواب يعود أنت القائد المهزوم لحظة أسرهِ
متذللا..متوسلا..مستنجدا بعدوه من أهلهِ
وإذا خسرت ذويك لن يجديك أن ترضى الدنا
فاتعس بذم الشعب….ولتهنأ بمدح عدونا
ماذا بربك تنتظر؟
القادمُ المجهولُ..أصبح واضحا
كالشمس في عز الظهيرة ْ
فاذهب إلى حيث الخزائن واصطحب معك العشيرة
قد يغفر الناسُ الخيانة إن رحلت الآنَ
لكن إن بقيت..فقد تطالب ألفُ عاقلةٍ ..وعائلةٍ
ببعض دياتِ قتلاها..
وإن صممت أن تبقى..ترى أهل القتيل يطالبونك بالقصاصِ
فخذ متاعك وابدأ الآن المسيرة
كم قد خدمتَ عدونا..
وسيكرمونك في مدائنهم فسافر دون خوف نحوهم
في رحلة تبدو يسيرة
ما زال عندك فرصة فلتقتنصها ..
إنها تبدو الأخيرة
ماذا بربك تنتظر؟
الآن غادر لم يعد في الوقت متسعٌ لملئ حقائبكْ
اهرب بيختٍ نحو أقرب مرفأٍ
واصحب جميع أقاربكْ..
لا وقتَ للتفكيرِ… فالتفكير للحكماءِ
والحكماءُ قد طردوا بعهدك…
والمطارَد صار أنت الآن
فاهرب من جميع مصائبك
أتراك تعجب من صروف الدهرِ؟!
لا تعجب..فكم عجبت شعوب من سخيف عجائبك
أتظن أنّ الجيش يُطلق رمحه نحو الطريدة راضيا
من أجل كرشك .!
أم هل تظن أولئك الفرسان تسحق بالسنابك أهلها
لتعيش أنت بظل عرشك .!
يا أيها الجنرال كل الجند في فقر ٍ
وإن الفقر رابطة توحد أهلها في وجه بطشك
فلتنتبه..إذ لا ولاء لمن يخون وأنت خنت جنود جيشك
احذر سنابك خيلهم..واحذر سهام رماتهم..احذر سكوتهمُ
وطاعتهمْ
وتعظيمَ السلام فكل تلك الجند قد ترنو لنهشكْ
قد يوصلوك للأمان إذا رحلتَ..ويوصلونك ان بقيت لجوف نعشكْ
ماذا بربك تنتظر؟
يا أيها المشتوم في كل المقاهي من جموع السامرينْ
يا أيها الملعون في كل الشرائع مبعدا من كل دينْ
يا أيها المنبوذ في القصر المحصن بالجنود الغافلين
ماذا ستفعل ؟
هل ستُقسم أن تحاسب من رعيت من الكلاب المفسدين الفاسدين
أم هل ستعفو عبر مرسوم رئاسي عن الفقراء مع دمع سخين!
عفوا يعم الكل .ولتُسمع جموع الحاضرين الغائبيـن:
“فلتشهدوا..
إنّا عفونا عن ضحايانا شريطة أن يمدونا ببعض الوقت كي نقضي عليهم أجمعين.”
لن ينفعَ المرسوم فالمقسوم آتْ..
لن يرحم الثوار دمعكَ
أنت لم ترحم دموعا للثكالى الصابراتْ
تحتاج معجزة..ولكن مرّ عهد المعجزاتْ
هو مشهد مَـلّ المؤرخ من تكرره
رئيسٌ أحمقٌ خلعوه في عجلٍ
ويبدو آخر في يوم زينته قتيلا من عساكره الثقاتْ
يا كاتب التأريخ قل لي كم حويتَ من العظات الواضحات
لن ينفع الحمقىَ جيوشُ حراسةٍ
فنهاية الطغيان واحدة ٌ
وإن لعب المؤرخ بالأسامي والصفات
فأهرب فإنك إن بقيت ترى المهانة قبل أن تلقى المماتْ
ماذا بربك تنتظر؟
أدري وتدري رغم كل الباسطين خدودهم من تحت نعلكِ
أننا في آخر الفصل الأخير من القصيدة ْ
أدري ويدري السامعون جميعُهم أنّ الخيانة فيك قد أمست عقيدة
أنا لا أحب الهجوَ
لكن إن ذكرتك تخرج الألفاظ مثلك في النجاسة و التعاسة ِ والخساسة
لا تلمها..إنها في وصفك انطلقت سعيدة ْ
حاول تدبر ما تراه
فما تراه نهاية ٌمحتومة
هيهات يجدي من مكيدتها مكيدة .
ما زلتَ محتارا..أقول لك انتبه!
دوما علامات النهاية في اقتراب حينما تبدو بعيدة
في الصفحة الأولى نراكَ متوجا ً
ولسوف نبصره هروبك معلنا وموثقا بشماتة طُبعت على نفس الجريدة
يا سيد القصر المحصّن ِ
نحن من يجري وراءك بالحجارة والبنادق
نحن من يجري وراءك بالحجارة والبنادق فانتبه!
لستَ الزعيم اليوم بل أنت الطريدة
لستَ الزعيم اليوم بل أنت الطريدة
قصيدة الطريدة,هجاء الظلم عندما تثور الكلمات
الشعوب تقود اليوم قائدَها
تزيح ظلمة ليل كي ترى غدها
لم تخشَ سيفا ولم تعبأ بحامله
فأحجمَ السيفُ خوفا حين شاهدها
مع كل نائبة للأرض تبصرهم
مع أنهم أ ُشربوا غدرا مكائدها
قد كسّرتْ صنما..واستنهضت همما
واستعذبت ألما..كي لا يطاردها
ثوارنا بسطاء الناس قد بذلوا
مع أنهم حُرمُوا دوما موائدها
شبيبة حُررت من كل منقصة
قد ودعت ليلها .. والصبح واعدها
قل للذى قد طغى .. أخذيت من صنم
بذل أمتنا أخرجت ماردها
الله سطر أن الأرض قادرة
فهل سيجرأ علج أن يعاندها
درس من الله للإنسان عبرته
أن الفريسة قد تصطاد صائدها .
هل خبأ الحراس عنك سقوط بعض ممالك ٍ
من حولنا كم زرتها !
ماذا بربك تنتظر؟
أن يصدرَ الرحْمن أمرًا بانتدابكَ فوقنا رغم الثَّمانين التي بلغتها ؟
هل خبأ الحراس عنك سقوط بعض ممالك ٍ
من حولنا كم زرتها !
لم ينتبه جلادها لإشارة قد أطلقت ْ
بحرارة ٍ ومرارة وجسارةٍ
من قلب من ملوا الحياة محدقين بذلك الوجه العكرْ
لن يصدر الرحمن أمرا بالخلود سوى لأرض ٍخنــتـَها
يا أيها العقلاء هل من مدّكر؟!
ماذا بربك تنتظر؟
أن يكسر الثوار بابك َ ..
حينها هيهات تقدر أن تمثل فوق شاشات القوادة ِ
دور غلاب العباد المنتصر
لو حاصر الثوار قصرك في الظلام ِ
فسوف تخذلك الحراسة والحرسْ
ستصير قطا..علق الفئران فوق قفاه في الليل الجرسْ
لاحظ..
فإن هناك بعض ممالك لم ينفع السلطانَ فيها
كلُّ أسوار ٍوأجنادٍ فغادر وانتكسْ..
هي سنة لله تصدق دائما………
يتكلم الثوار بالحق المبين ترى البنادق قد أصيبت بالخرسْ
ماذا بربك تنتظر؟
عونا من الأغرابِ؟…أم عونا من الأحبابِ؟
أم عفوا من الشعب الذي قد سُمته سوء العذابْ
ماذا أشار عليك قواد وحاشية تصعر خدها للناس ِ؟
أن تلقي خطابا آخرا وتقول إن الذئب تابْ !
ماذا يفيد خطابك المحروم من أدب الخطابْ؟
ماذا ستفعل؟
والمكان محاصر بجميع من عيرتهم
بالفقر أو بالجهل والأمراض ِ
أو حذرتهم سوء المآبْ
ستقول قد خدعوكَ..!!
من ذا قد يصدق كاذبا في وقت توقيع العقابْ
ما زلت تحسب أن طيبة قلبنا تعني السذاجة َ
لا..
فنحن القابضون على مقابض ألف سيف ٍ
يستطيع بأن يطيّر ما يشاء من الرقابْ
لا تعتمد..أو تعتقد..أنّ التسامح إن أتى الطوفان مضمونٌ
لأنك حين تبدأ بالتفاوض والمياه تهز تاجكَ
سوف تعرف كم تأخر ناصحوك عن النصيحةِ
سوف تعرف كم يتوق الشامتون إلى الفضيحةِ
سوف تعرفها الحقيقة َ
أنت محصورٌ كجيش هالكٍ كانت له فرص النجاة متاحة ٌ
لو كان قرر الانسحابْ
يا أيها المحصور بين الراغبين بقتله
أنصت بربك قد أتى وقت الحسابْ
يا من ظننت بأن حكمك خالدٌ
أبشر فإن الظن خابْ!
ماذا بربك تنتظر؟
قبرا ملوكياً
جنازة قائدٍ
ووليَّ عهدٍ فوق عرشك قد حباه الله من نفس الغباءْ
كن واقعياً
كنتَ محظوظا ..وشاء الحظ أن تبقى..
وها قد شاء أن تمضي
فحاول أن تغادرنا ببعض الكبرياء
لا تنتظر حتى تغادر في ظلامِ الليل من نفقٍ الى منفىً
يحاصرك الشقاءْ
حرموك طائرة الرئاسةِ..لا مطارَ يريد مثلكَ
لا بساطٌ أحمرٌ عند الهبوط ولا احتفاء
قد صرت عبئا فاستبق ما سوف يجري
قبل أن تبكي وحيدا كالنساء
ما زلتَ تطمع تدخل التأريخ من بهو المديح ِ
وإن شعري قال تدخله..ولكن من مواسير الهجاء
في خاطري يعلو نداء :
من عاش فوق العرش بالتزوير يرحل بالحذاء
ماذا بربك تنتظر؟
حدق بمرآة الزمان وقل لنفسك كيف صرت اليوم رمزا ً
للمذلة والخيانة والخنا…
ماذا ترى في هذه المرآة غيرَ مجندٍ لم يستمع لضمير أمتهِ
فوالسَ وانحنى
ماذا ترى فيها سوى وجهٍ تغطيه المساحيق الكذوبة ُ
دون فائدةٍ.. فيبصره الجميع تعفنا
اصرخ أمام جلالة المرآة ثم اسأل ضميرك من أنا؟
سترى الجواب يعود أنت القائد المهزوم لحظة أسرهِ
متذللا..متوسلا..مستنجدا بعدوه من أهلهِ
وإذا خسرت ذويك لن يجديك أن ترضى الدنا
فاتعس بذم الشعب….ولتهنأ بمدح عدونا
ماذا بربك تنتظر؟
القادمُ المجهولُ..أصبح واضحا
كالشمس في عز الظهيرة ْ
فاذهب إلى حيث الخزائن واصطحب معك العشيرة
قد يغفر الناسُ الخيانة إن رحلت الآنَ
لكن إن بقيت..فقد تطالب ألفُ عاقلةٍ ..وعائلةٍ
ببعض دياتِ قتلاها..
وإن صممت أن تبقى..ترى أهل القتيل يطالبونك بالقصاصِ
فخذ متاعك وابدأ الآن المسيرة
كم قد خدمتَ عدونا..
وسيكرمونك في مدائنهم فسافر دون خوف نحوهم
في رحلة تبدو يسيرة
ما زال عندك فرصة فلتقتنصها ..
إنها تبدو الأخيرة
ماذا بربك تنتظر؟
الآن غادر لم يعد في الوقت متسعٌ لملئ حقائبكْ
اهرب بيختٍ نحو أقرب مرفأٍ
واصحب جميع أقاربكْ..
لا وقتَ للتفكيرِ… فالتفكير للحكماءِ
والحكماءُ قد طردوا بعهدك…
والمطارَد صار أنت الآن
فاهرب من جميع مصائبك
أتراك تعجب من صروف الدهرِ؟!
لا تعجب..فكم عجبت شعوب من سخيف عجائبك
أتظن أنّ الجيش يُطلق رمحه نحو الطريدة راضيا
من أجل كرشك .!
أم هل تظن أولئك الفرسان تسحق بالسنابك أهلها
لتعيش أنت بظل عرشك .!
يا أيها الجنرال كل الجند في فقر ٍ
وإن الفقر رابطة توحد أهلها في وجه بطشك
فلتنتبه..إذ لا ولاء لمن يخون وأنت خنت جنود جيشك
احذر سنابك خيلهم..واحذر سهام رماتهم..احذر سكوتهمُ
وطاعتهمْ
وتعظيمَ السلام فكل تلك الجند قد ترنو لنهشكْ
قد يوصلوك للأمان إذا رحلتَ..ويوصلونك ان بقيت لجوف نعشكْ
ماذا بربك تنتظر؟
يا أيها المشتوم في كل المقاهي من جموع السامرينْ
يا أيها الملعون في كل الشرائع مبعدا من كل دينْ
يا أيها المنبوذ في القصر المحصن بالجنود الغافلين
ماذا ستفعل ؟
هل ستُقسم أن تحاسب من رعيت من الكلاب المفسدين الفاسدين
أم هل ستعفو عبر مرسوم رئاسي عن الفقراء مع دمع سخين!
عفوا يعم الكل .ولتُسمع جموع الحاضرين الغائبيـن:
“فلتشهدوا..
إنّا عفونا عن ضحايانا شريطة أن يمدونا ببعض الوقت كي نقضي عليهم أجمعين.”
لن ينفعَ المرسوم فالمقسوم آتْ..
لن يرحم الثوار دمعكَ
أنت لم ترحم دموعا للثكالى الصابراتْ
تحتاج معجزة..ولكن مرّ عهد المعجزاتْ
هو مشهد مَـلّ المؤرخ من تكرره
رئيسٌ أحمقٌ خلعوه في عجلٍ
ويبدو آخر في يوم زينته قتيلا من عساكره الثقاتْ
يا كاتب التأريخ قل لي كم حويتَ من العظات الواضحات
لن ينفع الحمقىَ جيوشُ حراسةٍ
فنهاية الطغيان واحدة ٌ
وإن لعب المؤرخ بالأسامي والصفات
فأهرب فإنك إن بقيت ترى المهانة قبل أن تلقى المماتْ
ماذا بربك تنتظر؟
أدري وتدري رغم كل الباسطين خدودهم من تحت نعلكِ
أننا في آخر الفصل الأخير من القصيدة ْ
أدري ويدري السامعون جميعُهم أنّ الخيانة فيك قد أمست عقيدة
أنا لا أحب الهجوَ
لكن إن ذكرتك تخرج الألفاظ مثلك في النجاسة و التعاسة ِ والخساسة
لا تلمها..إنها في وصفك انطلقت سعيدة ْ
حاول تدبر ما تراه
فما تراه نهاية ٌمحتومة
هيهات يجدي من مكيدتها مكيدة .
ما زلتَ محتارا..أقول لك انتبه!
دوما علامات النهاية في اقتراب حينما تبدو بعيدة
في الصفحة الأولى نراكَ متوجا ً
ولسوف نبصره هروبك معلنا وموثقا بشماتة طُبعت على نفس الجريدة
يا سيد القصر المحصّن ِ
نحن من يجري وراءك بالحجارة والبنادق
نحن من يجري وراءك بالحجارة والبنادق فانتبه!
لستَ الزعيم اليوم بل أنت الطريدة
لستَ الزعيم اليوم بل أنت الطريدة