مقالات وآراء

أمريكا ترمب.. ونهاية الأمم المتحدة

التصريح الخطير الذي أصدره الرئيس الأمريكي الحالي ترمب بأن هضبة الجولان السورية أصبحت تحت السيادة الإسرائيلية لا يقل خطورة عن قبوله القدس العاصمة الأبدية لإسرائيل.. خطورة هذه التصرفات والتصريحات غير القانونية من جانب الرئيس ترمب تعني أولاً أن قرارات الأمم المتحدة لم تعد لها قيمة ولا احترام ولعل ذلك يجعل القوة وحدها وليست الحقوق واحترام سيادة الدول واستقلالها ومبادئ العدالة والمساواة التي قام على أساسها ميثاق الأمم المتحدة عقب الحرب الكونية الثانية قد تم التعدي عليها بشكل سافر، وأن الرئيس ترمب قد نسف كل ما بنته هذه المنظمة الدولية التي حلت محل عصبة الأمم التي أصبحت في خبر كان لنفس الأسباب حيث لم يعد لها احترام بسبب التعديات التي حدثت..

ولعل خطورة ذلك أن رئيس أمريكا ترمب بهذه التصرفات قد قرر أن القوة العارية وحدها هي أساس التعامل بين الشعوب والدول وليس احترام القوانين والمواثيق وقرارات الأمم المتحدة على رأسها مجلس الأمن والتراضى بين الناس هو ما يجب أن يكون عليه الحياة البشرية وأمريكا باعتبارها أحد المكونين للأمم المتحدة وأحد الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن من المفترض أن تكون على رأس الذين بحترمون هذه المنظمة العالمية.

بهذا يبدو أن الرئيس ترمب وحليفته الدولة العنصرية الاحتلالية الإرهابية إسرائيل قد نسوا أو تناسوا أن القوى قد يضعف يوماً وأن الضعيف قد يقوى فكهذا قد تعلمنا من تاريخ الأمم والشعوب والحضارات التي سادت زمناً ثم بادت.. وعلى ذلك يتعين على هذا التحالف الشيطاني بين ترمب وهذه الدولة العنصرية الإرهابية المتطرفة أن يتحملان كل ما سيحدث من صراعات وفوضى إذا أصرا على انتهاك حقوق الدولة السورية وسيادتها على أرضها..

لقد اتضحت الرؤيا أو هكذا يجب أن تكون لكل الذين انهزموا نفسياً من الأنظمة العربية التي تدعو وشرعت تمارس التطبيع مع دولة الكيان الصهيوني بدعاوٍ خاطئة وزائفة، فالآن ندرك تماماً أن دولة إسرائيل كل همها المزيد من الاحتلال عبر إضعاف الدول والشعوب العربية بل تقسيمها إلى دويلات صغرى حتى تستطيع أن تلتهمها واحدة بعد أخرى. ولعله من المؤسف حقاً أن تدفع هذه الأنظمة العربية إلى أن تجعل منها ليست العدو الأول كما ظللنا نردد منذ قيامها بل تستغل الصراع الخليجي – الإيراني لتجعل من إيران فزاعة في مواجهة العرب. ولعل الحل الوحيد الذي يمكن أن ينسف هذه المقولة هو أن تعمل إيران جاهدة لتجاوز هذه الحالة وتقوم بحل كل مشاكلها في العالم العربي عامة والخليجي بشكل خاص حتى لا تخدم إسرائيل وأن تعمل إيران بشكل جاد على عدم التدخل في الشؤون العربية الداخلية. إذا فعلت ذلك فإنها ستكسب كثيراً مادياً ومعنوياً وسياسياً بل عسكرياً وإعلامياً.. فإيران دولة إسلامية والتناقضات والخلافات معها ثانوية وليست كما إسرائيل تناقضات أساسية ومبدئية..

ومن نافلة القول إن تصرفات ترمب ستضر وتضعف أمريكا كثيراً في العالم العربي والإسلامي وإذا استمر نهجه هكذا فلن اندهش إذا وجدت أمريكا يوماً في عزلة مجيدة مرة كما الماضي..

الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..