أخبار السودان

تذمر وسط ضباط الجيش .. وصغار الضباط: (تسقط_بس) هي الحل (وثائق)

عبدالمنعم سليمان

تسود حالة من التذمر والرفض وسط ضباط القوات المسلحة من الرتب الوسيطة (مقدم – ملازم ثاني)، وأصبح شعار (تسقط بس) هو السائد وسط “صغار الضباط”، ما سبب حالة من القلق داخل قيادة الجيش.
قال لنا ضابط برتبة رائد أن الجيش يعيش حالة إحتقان غير مسبوقة، وغالبية الضباط في الرتب الوسيطة غير راضون عن الوضع القائم، عدا ما أسماهم بـ”بعض المنتفعين” من الرتب العليا، قائلًا إنه لا مجال لبناء جيش قوي في ظل قيادة مفككة وغير وطنية، مضيفًا أن أنسب حل لعودة القوات المسلحة إلى سابق عهدها هو ما عبرت عنه الثورة الشعبية بشعارها (تسقط بس).
كما كشف ضابط برتبة نقيب، أن الرشاوى تحولت من مجرد ممارسات فاسدة أفرزتها الطبقة الطفيلية الحاكمة إلى سمات عامة في القانون العسكري، حيث يتم مقابلة تذمر الضباط من الفشل العام في الدولة بتقديم الوعودات والإغرءات، مضيفًا أن قيادة الجيش تعلم تمامًا أن الفشل يكمن في القائد العام للجيش نفسه، وهو رأس الدولة، لكنها وبدلًا من علاج أُس الأزمة تحاول الإلتفاف عليها بذات الأساليب التي أدت إلى فشل الدولة، وذلك بتقديم الوعود والإغراءات المالية للضباط، ووصف هذه الإغراءات قائلًا: “حتى هذه الوعود لا تعدو أكثر من كونها مجرد أكاذيب”.
ومن جانبه قدم لنا ضابط آخر برتبة نقيب “شهادة مرتب” لضابط برتبة “ملازم أول” في القوات المسلحة، وتوضح الشهادة أن صافي الراتب الشهري يبلغ (3.185.09) جنيه، في حين يبلغ راتب الضابط في نفس الرتبة بـ”مليشيات الدعم السريع” (15.000) جنيه.
وتساءل الضابط مستنكرًا: “هل يعقل أن يكون راتب فرد في مليشيا يعادل خمسة أضعاف راتب ضابط في القوات النظامية؟”. وأضاف: “هذا خلاف العربات والشقق السكنية التي يحصل عليها الضباط من نفس الرتب داخل جهاز الأمن ومليشيات الدعم السريع”.
هذا وكشف لنا النقيب نفسه عن الطريقة المخادعة التي أصبحت تمارسها قيادة الجيش مع الضباط ، مضيفًا أن هناك إشارة موجهة إلى قادة الأفرع، أُرسلت في يناير الماضي، بعد تفاقم الحراك الثوري في الشوارع، مفادها أن يذهب هؤلاء القادة إلى الضباط الذين يعملون في المناطق “الحيوية”، وأن يقدموا لهم الوعود والإغراءات بتحسين شروط الخدمة وزيادة المرتب، قائلًا أن الإشارة نفسها تحمل في طياتها الخداع والأكاذيب، حيث لا تحسين ولا زيادة.
وقال ضابط آخر، مهندس برتبة نقيب، أن هناك اجتماع عُقِد مع الضباط “المهندسين” في منتصف الشهر الجاري، وهو اجتماع تم بناء على توجيهات من عوض أبن عوف، وزير الدفاع والنائب الحالي لعمر البشير، وفي هذا الاجتماع طُلِبَ من الضباط المهندسين – بوصفهم الشريحة الأكثر تأهيلًا وسط الجيش- أن يجلسوا مع الشباب المتظاهرين في الشوارع ومعرفة مشاكلهم توطئة لحلها!
وسخر الضابط من عنوان الاجتماع قائلًا: “هذه مسخرة، فمطالب الشباب ليست فئوية أو شخصية حتى نجلس معهم، وإنما مطالب عامة، ملخصها (تسقط بس)، وهي نفس مطالبنا”.
وأكد ضابط برتبة ملازم أول أن شعار (تسقط بس) هو شعار كل الضباط الشباب داخل القوات المسلحة.

#موكب28فبراير
#تسقط_بس

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..