مقالات متنوعة

د. عصام البشير ليس للشباب قضايا شخصية

ﺩﻋﺎ ﺇﻣﺎﻡ ﻭﺧﻄﻴﺐ ﻣﺴﺠﺪ ﺍﻟﻨﻮﺭ، ﺩ. ﻋﺼﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ، ﻻﺑﺘﺪﺍﻉ ﺧﻄﺎﺏ ﻭﺣﻮﺍﺭ ﻳُﻼﻣﺲ ﻫﻤﻮﻡ ﻭﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺑﺎﻟﺒﻼﺩ، ﻭﺃﻛﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻳﻤﺜﻞ ﺣﺎﻟﻴﺎً ﻏﺎﻟﺐ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ، ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ‏(%60‏) ﻣﻦ ﺗﻌﺪﺍﺩ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺷﺒﺎﺏ ) الراكوبة .
شخصيا لا أسمع خطب وأقوال هؤلاء الأئمة وشيوخ الهيئة المسمى بهيئة ( علماء السودان ) نهائياً ، وحتى الخبر أعلاه إكتفيت فيه بقراءة السطور الثلاث الأولى فقط حتى لا أضيع زمنى فى قراءة ما لا يستحق القراءة ، والسطور الثلاث بعد أن قرأتها صراحة ندمت على قرائتها وعزمت على الرد عليها والتى دعا فيها د . عصام احمد البشير ﻹبتداع خطاب وحوار يلامس ما أسماها بهموم وقضايا الشباب بالبلاد.
وفى البدء أقول للدكتور وزملائه أن هذا كلام رائع وجميل جدا أن تهتموا بالشباب وهمومه بمجرد ذكره وتذكره والدعوة لإبتداع خطاب وحوار يلامس قضاياه فهذه محمدة وخطوة غير مسبوقة ، لكن أين كان هذا الخطاب ( الإهتمامى ) بالشباب وقضاياه ؟ وهم يعانون ما يعانون فى هذا البلد، ولم نسمع لكم من قبل أى صوت يناصر الشباب ويدعم قضاياه ويناقش همومه وبل يا سلاااام كمان يدعو الآخرين للتحاور معهم بما يلامس همومهم ، همومهم وحدهم ، فما الجديد فى الأمر إذن وهل كان كلامكم الجميل محفوظ فى فريزر التلاجة ، وحان الآن وقت إخراجه بعد أن خرج الشباب للشوارع وحددوا هدفهم فقط فى ( تسقط بس ) بعد أن يئسوا من أى إصلاح أو تغيير حقيقى يلبى طموحاتهم وطموحات الأمة السودانية جمعاء فى ظل وجود هذا النظام ومع تسقط بس أفقتم أنتم ثم أدركتم أن نسبة الشباب فى السودان تشكل 60% من السكان فهل كنتم تعقدون أن السودان كله كان كبار سن وطاعنين ومتقدمين فى العمر وعواجيز ومعاشيين لا حول لهم ولا قوة في بيوتهم جالسين أو على سرائرهم نائمين وخال من الشباب لذلك كنتم صامتين ؟! لماذا الآن تدعون للحوار مع الشباب والإهتمام بقضاياهم أم أن قضايا الشباب لم تكن موجودة فى السابق وظهرت فجأة كده وطفحت على السطح بدون أى مقدمات ؟ أم أن هذه النسبة الكبيرة فجأة أصبحت شباب متجاوزة التطور الطبيعى للإنسان أم عرفتم أنتم أن للشباب قضايا وهموم تستدعى الإهتمام بهم بعد أن هتفوا بتسقط بس؟! ولو أن الشباب لا يتحدثون أبدا عن قضايا فئوية حاشا لله وكلا وإنما يتحدثون عن قضايا وهموم وطن ممزق ، مدمر ، منهوب منهار إقتصاده يكون أو لا يكون ، يعانى غالبية مواطنيه من فقر مدقع وبطالة مقننة ومفتوحة بما فيه الشباب الذين كشفتم لنا مشكورين عن نسبتهم العالية فى السودان وحديثكم المتأخر جداً دكتور عصام عن الشباب ما هو إلا محاولة تجزئة القضايا المجزئة أصلاً وحصرها فقط فى الشباب كأن الشباب خرجوا واستسهدوا فى سبيل قضايا ( شخصية ) ولا علاقة لها بقضايا الوطن ؛ فالشباب وأبائهم وأمهاتهم وجيرانهم وإخوانهم كلهم سواء فى المعاناة وعدلت الإنقاذ إن عدلت فقط فى مساوتهم فى الظلم ، وطعم المعاناة واحد عند الجميع ، وما ضر السودان وما أطال أمد النظام إلا مثل دعواتك الفئوية ، فالحلول الجزئية مجربة وغير مجدية ، وكنهج جربه النظام مع الأحزاب والحركات المعارضة وكان المستفيد هو هذه الأحزاب والحركات المعارضة والمستفيد الأكبر كان بالطبع النظام الحاكم ، وجنى الشعب السودانى بحلولهم الجزئية لقضايا الوطن الكبيرة السراب فقط السراب لا شيء غيره ، ففى النهاية أصبح للشباب النظام و المعارضة وجهين لعملة واحدة وليس فيهما أى أمل ولا سيما المعارضة التى تسعى لمشاركة النظام بإسم المعارضة وتصبح مع مرور الوقت نظامية أكثر من النظام ذاته وتتمنى إستمراره ليس لشئ سوى لأجل إستمرار واستدامة مصالحها الشخصية مع النظام وليس للشباب قضايا اكبر من قضايا الشعب السودانى وكلهم الشباب والشعب فى الهم وطن.

عمر طاهر ابوآمنه
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..