كلام في الحب والثورة..

هشام الحلو
لطالما كان هنالك خيط رفيع بين الحب والثوره
فكلاهما فعل رومانسي وتوق وحلم في نيل واقتطاف ثمار
الاجمل والافضل
بالرغم من المصاعب والمشاكل الجمه التي قد تعيق طريقهما
لاحب بدون ثوره ولا ثوره بدون حب هكذا قالها شاعر الحب والثوره نزار قباني بل وذهب ابعد من ذلك وصرح في احدي قصائده بان الثوره انثي
الحب فعل فردي وبوح وتوق للوصال الي المحبوب
والثوره فعل جماعي يهدف لخلق وضع اخر
وتوق لنيل الكرامه والحريه
وان كانت الكرامه اولا ومن ثم الحب ثانيا هكذا قالها ارنستو تشي جيفارا احد
اساطير و ايقونه الثورات الشعبيه في العالم
التشابه بين الحب والثوره يجعل من الاول ثوره علي قياس الفرد الواقع فيه
ويجعل من الثانيه حبا علي قياس الجماعه المنخرط فيها وعليه يمكن القول بان الحب
لايكون حقيقه ان لم يكن ثوره ولاثوره حقيقيه ان لم يكن حبا
في خضم الاحتجاجات السودانيه الاخيره برزت ونمت الكثير من قصص الحب
وان كانت الجراه هي واقع الحال والحاضن الاول لأولئك العشاق
تقول صبيه كتبت نص كشهاده عن مشاركتها في احداث الثوره
(( هاجمتنا قوات الامن دخلت بعض
الشابات الابواب القربيه المفتوحه علي الطريق لكن طاقه داخليه كانت كانت تدفعني نحو الازقه الجانبيه كان الشباب
اسرع منا فسبقونا هناك شعرت ان الامن يدركني في هذه اللحظه بالذات
كانت يدك تسحبني وتشدني
كيد ملاك تسحب غريقا من اعماق البحر
دفء يدك حينها كان اول شعور حقيقي بان الحريه التي اتظاهر من
اجلها باتت قربيه ))
ويصرح شاب اخر علي احدي منصات التواصل الاجتماعي
((كنت اود ان التقي بحبيتي فضربت لها موعدا الساعه الواحده تماما بميقات موكب الثوره
ذالك اليوم اذكر انه كان يوم خميس عندما اطلت حبييتي من بعيد شعرت بشوق جارف يعتريني هرولت نحوها
وفي نفس تلك اللحظه انطلقت زغروده امراه بالقرب منا عندها التقت يدنا
ومن ثم اطلقت قوات الامن البمبان بكثافه من حولنا هرولنا وجرينا نحو احدي الازقه الضيقه
كانت عينا حبيتي تدمعان وتتساقط دموعهاعلي طرحتها كزخات المطر
عندها امتلكني احساس غريب وسط تلك الجموع والاصوات الهادره
انتابني احساس باني حبيبتي الجميله هي الحريه بعين ذاتها ))
وتكتب شابه اخري نص مستقبلي تفاؤلي وحالم بانتصار حبها والثوره في اخر المطاف
حيث تقول ((في وقتٍ قريب..
سنعبُر معاً شوارِع الخُرطوم يداً بيَد ، نمر بذاتِ الشوارِع التي كانت تهتف ” سلميّة” ونلتقي بلوحةٍ مكتوب عليها ” انتصرت ارادة الشعب”
نضحك سوياً ونتذكّر أصوات الرصاص ، الغاز المسيل للدموع الذي استنشقناهُ ونحن نثور ونردد ” بقتُل سُكات الزول ” !
وقتها لم تخفني سيارات الشرطة ، ولا محاولاتهم لاعتقالِنا ، لم تخفني أسلحتهم بقدر ما أخافني أن يستعصى مهري عليكَ ، ولا تنصفك الشوارع لتلتقيني ..
سنمُر بلافتةٍ كتب عليها ” الثورة خيارُ الشعب” ، ونضحك لانتصارِنا..
نمر بقرب بائع عصير ، وقبل أن يناولنا الكوب ، يخبرنا أنّ قبل سنواتٍ قليلة كان العالم ضيق للغاية ، ولكن بعض الشباب أراد الحياة واستعاد الوطن ، وبعد أن كنا نبيع هذا الكوب بعشرة جنيهات ، أصبح واحد يكفي لشرائه!
وبعد جولتنا الطويلة..
نصل لمنزِلنا ، سيكون العالم ضاحكاً ، والوجوه مستبشِرة ، وسائل النقل تملأ الأرجاء ، وسينسى الناس كيف ترتب الصفوف!
نتذكّر ليلةَ زفافِنا ، وبأن الحرية كانت طفلةَ قصتنا ، نعود بابتسامةٍ للوراء وندندن سوياً
بنادق وين؟ بنادق وين بتمنعنا العديل والزين ))”
قد تنتصر الثوره وتحقق مرادها ومكاسبها
وقد تنهزم وتنكسر ايضا
وتنحسر مثل جذوه الحب
فكما الحب اوله شغف وهيام
قد يكون اخره ضياع وجنون
وقد يشوب الثوره الكثير من التحوالات
قد تتضعف ويزول بريقاها ويخمد ثوارها وينطفئون مثل اعواد الكبريت
وتصبح مثلها مثل قصص الحب والعشق المنسيه
التي ضاعت مع رياح الايام والسنين
هكذا علمنا التاريخ