أخبار السودان

قمة الإحتضار..

محمد عبد الله برقاوي

لم ينل السودان شأنه شأن الصومال وجزرالقمر وفلسطين والجولان من البيان الهزيل لقمة تونس البائسة إلا بضع كلمات في أقل من سطر على صفحة مشاركته التي لم تتكلف كاميرا التوثيق بالمرور على مكان جلوس الوفد الممثل لحكومته فيها لتقرأ رد الفعل على تلك المجاملة التي تلخصت في الإشادة بما أسمته نجاعة مخرجات الحوار الوطني التي تنصل عنها المؤتمرالوطني نفسه بعد أن سحبت منه الرئاسة لقب الحزب الحاكم ثم عرج البيان على سلام دارفور في إشارة عابرة ومقتضبة!

فالبيان برمته يعكس مأساة شيخوخة الجامعة التي باتت تكلفة رعايتها عبئاً على الشعوب وواجباً ثقيلاً على الأنظمة والقادة ..ولم تعدهنالك مقررات لمؤتمراتها المملة الخطابات بقدرِ ما هي مكررات كلامية منسوخة كابر عن كابر مع تبديل ديباجة الزمان والمكان!

فإذا كان الإتحاد الأفريقي وفرعياته يشكل كياناً جغرافيا يقارب من الأجساد القُطرية وينبذ الإنقلابات العسكرية ويتلمس ولوالحد الأدنى من المصالح المشتركة المتعلقة بالشأن الإقتصادي والعسكري ..ومنظمة المؤتمر الإسلامي تمثل اللُحمة النظرية للعقيدة الواحدة في مواجهة إستهدافها من داخلها قبل الذي يتهددها من خارجها مع أنها حتى الآن لم تتفق حتى على رؤية موحدة لهلال الصوم والعيد فإنها تلعب دوراً خيرياً يبرر وجودها رغم كل ما يحسب عليها من فشلها في فك حالة الإستقطاب المذهبي ودرء الإرهاب الذي يتخذ الدين وسيلة لإزهاق الأرواح.

فإن الجامعة العربية الأن لم يعد لوجودها أهمية وهي التي يتوزع أعضاؤها من الدول على الإتحادالأفريقي والمؤتمر الإسلامي وما تبقى من أثر الإتحاد المغاربي وشقاق مجلس التعاون الخليجي بعد وفاة منظمة دول عدم الإنحياز!

فقد باتت هذه الجامعة العجوز ترقد محتضرة في مرحلة من الغيبوبة عن حاجة الشعوب الحقيقية في التنمية و الوحدة الإقتصادية والجغرافية المستحيلة وهي حالة متأخرة من الموت السريري لامناص بعدها من إعلان حقيقة الوفاة التي تستوجب التعجيل بالدفن الذي ينتهي بعده العزاء مباشرة دون تجشم مصاريف المأتم.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..