أهم الأخبار والمقالات

الوقوف على الأمشاط

المتابع للاحداث يرى اصرار الشباب على مواصلة المواكب والتي يدعو لها تجمع المهنيين وحلفاؤه من قوى إعلان الحرية والتغيير، وتزداد قسوة الرافضين لبقاء النظام (على أنفسهم) فرغم القسوة وعنف السلطات ضدهم إلا أن ذلك وعلى ما يبدو قد ضاعف من عزيمتهم حتى باتت التظاهرات بالنسبة إليهم وكأنها مسألة كرامة و(تار بايت).

ومع تزايد حدة الحراك وإلتفاف المواطنين حوله، نجد بالمقابل حيرة مضاعفة من قبل النظام وسلطاته المخولة بقمع التظاهرات، فقد وضح انها وفي كثير من الاحيان قد فقدت سيطرتها على الشارع.

المعركة طال أمدها ويبدو أنها ستحسم لصالح من يستخدم عقله ويعتمد على اضعاف خصمه وإنهاكه، بإستخدام كل حيله وذكاءه في الإطاحة بخصمه.

وما يحدث حاليا من كر وفر بين تجمع المهنيين وحلفاؤه في قوى إعلان الحرية والتغيير، وبين النظام الذي لم يتبق له سوى رفع الراية البيضاء والإستسلام.

فالثوار الذين باتوا يعتقدون في تجمع المهنيين وحلفاؤه، ويحفظون جدول تظاهراته عن ظهر قلب بالسطر والحرف والضمة والشولة، كما قال أحد الظرفاء، هؤلاء: (أصبحوا أخف من كيس النايلون، أقل صوت ولا دخان يعملوا منه مظاهرة ويسيروا موكب من مافي)، وبالمقابل باتت السلطات في حيرة من أمرها، هل تواصل عملها وفقا لجدول تجمع المهنيين، تقمع تظاهرة اليوم وتخلد للراحة اليوم التالي، أم تكون في وضع الإستعداد وعلى مدار الساعة، وتضع منسوبيها المناط بهم قمع الثورة ، في حالة تأهب قصوى منعا لوقوعهم في مأزق (المباغتة) والحيرة وتجنبا لأي مفاجآت محتملة وصادمة كما حدث الاسبوع الماضي في تظاهرة شبكة الصحفيين السودانيين (غير المعلنة) ؟ وغير المجدولة في برنامج التجمع؟

ما يعني أن تكون القوات النظامية (واقفة على أمشاطها) واقع الحال يشير إلى أن المعركة طويلة وتعتمد على النفس الطويل، والتخطيط الذكي والمحكم، وهي أشبه بالمباريات الكبرى والحساسة في نهائيات كأس العالم والتي توصف بأنها (مبارة مدربين)، لإعتمادها على شطارة المدرب وقوة خطته وتوجيهه الصحيح للاعبيه لكسب المباراة وحسم البطولة لصالحه تجمع المهنيين وحلفاؤه سلاحهم الثوار واستقطاب المئات منهم يوميا بالشعارات الداعية للسلمية ومطالبهم التي مست عصب كل البيوت السودانية (حرية سلام وعدالة).

بينما يعتمد النظام في معركته مع الثوار على آلته القمعية المعروفة والتي وجد لها الثوار عشرات الطرق لإيقافها وتجاوزها، وعمد في سلاحه السلمي إلى إنهاك الخصم وإستنزافه ماديا وبدنيا ومعنويا ونفسيا فأيهما سينجح في نهاية الشوط وينال شرف اكتساب المعركة؟ وبما انه سؤالا لا ينتظر الكثير من الوقت للإجابة عليه، لا بد من الاعتراف بأن النظام أغرق نفسه في لجَة سوداء بل حالكة السواد، ولن يكون من السهل عليه إعادة الطاولة المقلوبة إلى وضعها السابق، والثوار الذين ادمنوا رائحة البمبان وإستسهلوا ضرب العصي والهراوات لن يعودوا من منتصف الطريق، فالحرية والكرامة مهما طال أمدها، لا تقمعها أضخم الجيوش ولا تشتريها أكبر الانظمة مهما كبرت وطال أمدها وعظم شأنها. والتاريخ خير شاهد.

الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..