السودان: البشير يعرض “حوافز” على الشباب ويدعو المعارضة للحوار

الخرطوم: عبد الحميد عوض
عرض الرئيس السوداني عمر البشير، اليوم الإثنين، جملة من الحوافز على شباب بلاده الذين شكلوا، طوال الأربعة أشهر الماضية، حضوراً لافتاً في الاحتجاجات الشعبية المنددة بالأوضاع السياسية والاقتصادية في السودان.
وأمر البشير، في خطاب له اليوم أمام البرلمان السوداني، حكومة رئيس الوزراء محمد طاهر أيلا، وولاة الولايات، بتوفير التمويل لمشروعات الشباب المتعلقة بالإنتاج الزراعي والحيواني والصناعات الصغيرة، والبرمجيات وغيرها، سواء للأفراد والمجموعات، عبر المصارف ومؤسسات التمويل الأصغر، وبرؤية جديدة تمكن من جعل المشاريع حقيقة واسعة.
كما أمر ببناء المدن السكنية لتوفير السكن اللائق للشباب عبر التمويل الميسر، وإحياء وتأهيل الدور للأندية الشبابية المعنية بالنشاط الثقافي والرياضي والاجتماعي، ووضعها في صلب برامج الدولة وميزانيتها، مع الطلب من الحكومة القومية والحكومات الولائية رعاية مبادرات الإبداع الشبابي و”استيعاب الروح الوطنية العالية التي أبداها الشباب بما يقود لإشراكهم في القضايا الوطنية، وإبراز مقدرات البلاد المادية والمعنوية”، وفق قوله.
ولم يكن لحوافز الرئيس البشير، التي عرضها على الشباب منذ بدء الحراك الشعبي في 19 ديسبمبر/كانون الأول الماضي، أي تأثير على حركة الشارع المطالب بتنحيه عن السلطة.
وأعاد البشير، في خطاب اليوم، إقراره بمشروعية الاحتجاجات الشعبية، ومشروعية مطالبها في العيش الكريم ومعالجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة، لكنه قال إن بعض الاحتجاجات لم تلتزم بالضوابط القانونية في التجمع والتظاهر، وأحدثت خللاً في النظام العام وضرراً في الممتلكات العامة.
كما أعاد الاتهام لجهات لم يسمها بالقفز على تلك الاحتجاجات، والعمل على استغلالها لـ”تحقيق أجندة تتبنى خيارات إقصائية، وبث سموم الكراهية تدفع البلاد إلى مصير مجهول، ما أدى إلى خسارة في الأرواح”، مشيرا إلى أن “الشعب تنبه لتلك المحاولات، واعتصم بحمايه أمنه، ولم ينجر لدعوات الكراهية والإقصاء، ما دفعه لإعداد خارطة طريق لانتقال سياسي يرتكز على حوار واسع ملتزم بالدستور”.
وأضاف الرئيس السوداني أن “الأيام المقبلة، وبعد حل الحكومة السابقة وتشكيل حكومة جديدة، وإعلان الطوارئ، سشتهد المزيد من القرارات والتدابير لتعزيز مسار الحوار وتهيئة الساحة الوطنية للتحول الوطني المنشود”، داعيا القوى السياسية المعارضة لـ”الانضمام للحوار الوطني وفق إجراءات وترتيبات لتشكيل وتأسيس حاضنة وطنية جامعة تسعهم جميعاً”.
وحث القوى السياسية على “المشاركة لإنجاز هدف السلام وإيقاف الحرب”. كما تعهد بالاستمرار في “تنفيذ برامج إصلاح الخدمة المدنية ومحاربة الفساد”.
وتجاهلت المعارضة في أوقات سابقة كل دعوات الحوار التي وجهها البشير لها منذ بدء الاحتجاجات.
ويواصل تجمع المهنيين السودانين وأحزاب معارضة أخرى ترتيباته لحشد مليوني السبت المقبل، إذ انطلقت حملة واسعة في الأحياء ومواقع التواصل الاجتماعي تحث المواطنين على المشاركة فيه.
العربي الجديد